الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


آل الأسد كظاهرة

لينا سعيد موللا

2013 / 12 / 7
مواضيع وابحاث سياسية



لا أدري مصدر المعلومة أن حافظ الأسد كان عاقد العزم لدراسة الطب في الجامعة اليسوعية ببيروت، لكن تردي الحالة الاقتصادية للأسرة حالت دون تحقيق طموحه، فقد قرأتها في الويكيبيديا المعتمدة على كتاب الصراع في سوريا لباتريك سيل .

ما نعرفه من مصادرنا، أن الأسد درس في ثانوية جول جمال في اللاذقية، واستفاض في دراسة البكالوريا لثلاث سنوات متتالية حتى حصل على تلك الشهادة، ليس لقلة ذكاء وتركيز كما يتهم بذلك المغرضون، وإنما لمتعة الدراسة بحد ذاتها !!!

حافظ الأسد نشأ في عائلة فقيرة، وهذا ليس عيباً فالفقر يمكن تغييره بالعمل الجاد، وهذا ما دفع هذا الراحل الملهم لدخول الجيش، فالتحق بالأكاديمية العسكرية في حمص، ومن ثم بالكلية الجوية ليتخرج منها برتبة ملازم طيار عام 1955، ويقال أنه فاز ببطولة الألعاب الجوية فيما بعد، شخصياً أشك تماماً بأنه حصل عليها !!!

وسبق أن قرأت أن الأسد قد تسبب في مصر بسقوط طائرة ميغ 17 في مصر أثناء تدربه على قيادتها، وحكم عليه بالسجن هناك عقاباً على مسؤوليته الناجمة عن عدم التنسيق مع القيادة أثناء تعرضها لعطب، المهم أنه قفز بالمظلة ونجا بحياته، لذلك أكمل التاريخ فصوله .

لن أتعرض اليوم إلى علاقة الأسد بصلاح جديد وكيف أن هذا الأخير قد أعاده إلى الخدمة العسكرية بعد تسرحه منها، و الظروف التي أحاطت بترفيعه وترقيته، ومن ثم تعيينة وزيراً للدفاع، ولا خسارته الجولان، و عزوفه عن إعطاء الأمر للطائرات المقاتلة السورية بتقديم غطاء للطيران الحربي الأردني في أولى أيام حرب الـ 67، أو الانسحاب الغير مبرر للجيش السوري من الجولان وتسليم القنيطرة، ولا حتى عن مسؤوليته في خسارة حرب كان يمكن لها أن تكون أقل وطأة وبكثير . ولا للأسباب التي حدت بصلاح جديد عن إقالته عن منصب وزير الدفاع !!

لكني سأحاول الغوص عبر سطور إلى ذات حافظ الأسد الذي نشأ يبحث عن فرصة للهيمنة والاقتصاص من جميع من حطوا من قيمته وقيمة عائلته، أو حتى أؤلئك الذين مسوه بانتقاد عابر ويسيط .

فالأكيد أنه لم يكن يقبل أي انتقاد ويحمل في داخله كمية من الحقد الغريب على جميع من شككوا بعائلة آل الأسد (( الوحش سابقاً ))، بدليل أنه ومتى استقرت إليه الأمور حتى أطلق أيديهم لارتكاب كافة أنواع المخالفات والتجاوزات والجرائم، وكانت فظائعهم تسعده، باعتبارهم يستندون عليه، ومعروفة الجرائم التي ارتكبتها العائلة بكافة أفرادها وتشكيلاتها طوال 30 عاماً .
وكان أي انتقاد يمس أي منهم كفيل بجلب النقمة القاسية على من تجرأ على قوله، أو حتى الاشارة إليه، و ما كان يسعده أن يقول له شقيق أو زوجة شقيق، أنهم يقومون بذلك دون أي خوف من المساءلة لأنه أي حافظ الأسد رئيس الجمهورية، وأن أحداً لن يجرؤ على إيقافهم عند حد لأنه قوي وجبار .

كانت مثل هذه الجمل تضحكه طويلاً وتزرع في نفسه الرضا، لأنه أثبت لهم قبل سواهم، أنه الآمر الناهي والقادر على إعادة اعتبارهم (( عبر جرائمهم )) في مجتمع بات يخشاهم، بعد أن كان ينظر إليهم نظره دونية، سواء في البلدة التي عاش فيها القرداحة أو في محافظة اللاذقية وعموم سوريا .

وعندما شب إبنه البكر باسل، أطلق يده في قيادة الحرس الجمهوري مستعيضاً به عن شقيقه رفعت الذي اتهمه بخيانة الأمانة، بعد أن طمح أثناء مرضه بالحلول محله وهو خطأ لم يغفره له أبداً رغم توسل والدته، وأدى به إلى قرار نفيه خارج سوريا ليعاني ذاك المسكين آلام الغربة والمنفى بين شواطئ ماربيا الاسبانية، وباريس مربط خيلنا .

باسل الأسد كان كوالده إنسان جبار متعجرف قاس لدرجة تخيف من حوله، و قد أوكل بمساعدة والده في أعمال القيادة، فكان المخول بوضوع رئيس الوزراء وطاقم الوزراء، يختار أقذر الأسماء ويقدم لها الحماية، طالما كان هداماً ومنافقاً للعائلة، و متفهماً لطموحاتها التي لا تنتهي، وهو حال ينطبق على جميع موظفي الدولة ورجال الدين الذين أغدقوا على تلك العائلة بالصفات بما يثير حسد الرسل والملائكة والقديسين، وعاش إبنه البكر حياة بذخ لم يعشها والده المسكين أثناء حياته، وعرف عن باسل عجرفته وعدم قبوله للخسارة ومن يتجاسر على الفوز عليه في مضمار الفروسية أو سباق السيارات أو حتى في لعبة كوتشينة، بالحكم على حياته المدنية بالاعدام .

يخطئ من يظن أن عائلة الأسد بمجملها ليست على نسق واحد في الاجرام، فبشار لا يختلف عن رفعت وعن فواز وعن باسل أو رفعت الأسد، ولا حتى عن رامي مخلوف وسائر ذاك الشطر من العائلة، فجميع هؤلاء حاقدون على الآخرين، لديهم جوع للمال والسلطة لا مثيل له في التاريخ، أساؤوا لطائفتهم بأن أفقدوها مرجعياتها وكذلك طيبتها وعفويتها، وأساؤوا لكامل التركيبات السورية وحتى الاقليمية .

وعندما يأتيك البعض من العلويين أو من باقي التركيبات السورية وحتى اللبنانية ليقول أن الأسد حام للأقليات، ينسون أن هذه العائلة لم تختر سوى المسيئين من كافة الأطياف، حتى تضيع إساءاتهم بين سواها، فكانوا أكثر ضرراً إليهم من جميع الكوارث التي حلت بهم عبر التاريخ، وأن ما يرتكبونه اليوم باصطفافهم البهيمي معه سيجلب عليهم النقمة ووصمة العار، وسيكلفهم بدفع اثمان قادمة لا طاقة لهم على تسديدها .

ينسون أن آل الأسد ارتكبوا جرائم لا حصر لها، وأن هذه الجرائم تجلب النقمة مهما طال الزمن على وقوعها، خاصة أنها تمتعت بالاستمرارية ، وبالتالي بقيت تذكر بماض لا يشرف أحداً .

أسلوب آل الأسد بكافة أجيالهم، إسرق واقتل وارتكب الموبقات، ودع سواك يفعل طالما هذا لا يضيرك .

لا يهمنا من أين أتت هذه العائلة، تركيا أو سواها، لكن المهم هو أن يوقفها جميع السوريون عند حد ويحاسبونها علناً، أن يبتروا هذه الظاهرة وأن لا يسمحوا لسواها بأن تنمو كالفطريات، لأن المشكلة ليست اليوم في عائلة من المجرمين يحملون إسماً محدداً، بل بظاهرة يجب أن تتوقف وألاهم ألا تتفشى .

قادمون
ا
صوت من أصوات الثورة السورية








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. Ynewsarab19E


.. وسط توتر بين موسكو وواشنطن.. قوات روسية وأميركية في قاعدة وا




.. أنفاق الحوثي تتوسع .. وتهديدات الجماعة تصل إلى البحر المتوسط


.. نشرة إيجاز - جماعة أنصار الله تعلن بدء مرحلة رابعة من التصعي




.. وقفة طلابية بجامعة صفاقس في تونس تندد بجرائم الاحتلال على غز