الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل مات مانديلا ؟

داود سلمان الشويلي
روائي، قصصي، باحث فلكلوري، ناقد،

(Dawood Salman Al Shewely)

2013 / 12 / 7
مواضيع وابحاث سياسية


هل مات ماندلا؟
موت (الرجال)
(( ان تكون حرا لا يعني ان تطلق قيودك وحسب ... ولكن ان تعيش حياة تحترم وتعزز حرية الاخرين ))- نيلسون مانديلا -
داود سلمان الشويلي
نعت لنا مواقع التواصل الاجتماعي وفاة المناضل الجنوب افريقي ( نيلسون مانديلا ) عن عمر يناهز (95) عاما ،واذ نتمنى له الراحة الابدية ولاهله وذويه والانسانية الصبر والسلوان ، نتساءل : هل مات مانديلا؟
ان الافكار لا تموت هذه حقيقة لا يمكن تجاهلها او نكرانها ، لان الافكار المجردة – مهما كانت – تبقى مجردة هائمة على سطح الواقع حتى يأتي من يحملها وينزلها الى ارض الواقع.
والتسامح هي من هذا النوع ، انها فكرة مجردة تنتظر من يحملها وينزلها الى ارض الواقع ، ولا اتذكر واقعة حدثت في تاريخنا العربي والاسلامي قد قام شخص ما ، او جهة ما ،الى هذه الفكرة والبسها لبوس الواقع وراح يطبقها كما فعل المناضل الذي قضى الكثير من سنين عمره وهو وراء القضبان واصبح (سجين العصر ) لا لشيء الا انه يريد الحرية لابناء قومه ، هذا المناضل الجنوب افريقي ( نيلسون مانديلا ) انزل تلك الفكرة من رفوفها العالية – التجريد – الى ارض الواقع ، بعد ان اصبح كل شيء بيديه ، اصبح هو الحاكم ، الامر الناهي ، وكانت كل مصائر الذين اذاقوا ابناء شعبه بين يديه يقلبها انى يشاء ،واول امر وابشعها هو التميز العنصري المشهورين به حكام جنوب افريقيا البيض ، فكان ان قال لاعدائه ( اذهبوا انتم الطلقاء ) ، ذلك لانه ناضل من اجل انهاء التمييز العنصري بكل اشكاله في اللون والعرق والمكانه، وعندما أطلق سراحه وتولى السلطة لم يتمسك بها ،او يستغلها ، بل تركها ً لتبقى له تلك الهالة الرمزية الكبيره وليبقى قبلة وضميره وروحه للمناضلين الأحرار والثائرين .
من اين كسب هذا المناضل هذه الفكرة ، ومن اين جاء بها في بلد محكوم بالتميز العنصري القاتل ؟ لقد جاء بها من سنوات سجنه هو ، ومن سنوات المرارة والقهر والضيم التي عانوها ابناء بلده ، جاء بها ليحولها من مجرد فكرة الى فعل انساني يومي ، جعل منها ان تكون نبراسا للمناضل الحقيقي ، فاين حكامنا العرب من هذه الافكار ، ومن اين لهم هذه الروحية الانسانية ، ومن اين لهم هذه الخصال الحميدة ؟
اننا اذ ننعى هذا المناضل الاسود البشره ، فاننا ننعى بياض قلبه وسريرته التي لم يمتلك اي واحد من حكامنا العرب المسلمين مثلهما عبر التاريخ ؟
اصبحت صفة التسامح ملاسقة لهذا المناضل الاسود الوجه الابيض القلب والسريرة.
فالتنام النومة الابدية روحك براحة واطمأنان ، وتأكد ايها المناضل ان التسامح هذه عاد الى مكانه كفكرة مجردة ، لان الرجال الرجال الحاملين لها قد فقدناهم في عالمنا العربي الاسلامي على اقل تقدير.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تركيا: السجن 42 عاما بحق الزعيم الكردي والمرشح السابق لانتخا


.. جنوب أفريقيا تقول لمحكمة العدل الدولية إن -الإبادة- الإسرائي




.. تكثيف العمليات البرية في رفح: هل هي بداية الهجوم الإسرائيلي


.. وول ستريت جورنال: عملية رفح تعرض حياة الجنود الإسرائيليين لل




.. كيف تدير فصائل المقاومة المعركة ضد قوات الاحتلال في جباليا؟