الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العراق وأحداث كركوك بين محاباة القوميين الأكراد ومحاربة الإرهاب

علي ثويني

2013 / 12 / 7
مواضيع وابحاث سياسية


العراق وأحداث كركوك بين محاباة القوميين الأكراد ومحاربة الإرهاب
د.علي ثويني

يسترشد الباحثون عن الحقائق ، إبتداءا من علماء الآثار حتى المحققين الجنائيين، بمنهاج مفاده: أن لكل فعل سبب كامن وغائب، و كل جريمة لابد أن تحركها دوافع ومآرب. وثمة مفتاح للأسرار ومنهج جدير بالإقرار ، بأن الوقاية خير من العلاج، وأن درء نشوء المشكلة أحسن من تفاقمها وتراكمها. وإن كل ذلك يحتاج إلى بعد بصر وتحضير وتأهيل للبصيرة، لابد أن تتمتع به سلطات السياسة ومسيروا بناء الدول.
وهنا نسبق المنهج على المنتج فيما نظن،والشك على اليقين،على قول أبو الحسنين (سوء الظن من حسن الفطن)، ونرجح الأصل على التفصيل والفصل . فثمة حقيقة لا مناص من سلوكها فحواها أن كل مشاكل الناس تبدأ من غريزة (البطن)، التي تمادت من ضرورة للبقاء، لتشكل النزعة للإمتلاك،ثم لتصبح جشع وطمع وتنافس ثم إنتقام وإبادة. لقد اصاب كارل ماركس في تحليله لنزعات الأفراد والجماعات المنساقة لغايات مادية محضة وهوى غريزي درسها وحللها الروسي بافلوف.
إن درء الكثير من مصائبنا كان يجب أن تضع خطط أولية للوقاية ثم بديلة لدرئها، وكل ذلك راكم الأمور وعقدها، بحيث ضاع علينا الغرض والهدف وتهنا بين الوسائل والغايات، وتخبطنا في التركيز والتمييز بين محتوى و أشكال.فمشاكل العراق اليوم تنحصر جلها في النفط المملوك أمريكيا،وإلا فما الغرض من تجشمهم عناء الإحتلال لبلد ليس المارق الوحيد في الدنيا ، وثانيهما الإرهاب الذي لم تتحصن الدولة ضده أو تتوقاه، والأمر الثالث هي الحدود وتدخلات دول الجواز ، والرابع هو الإشكال الدائم مع القوميين الأكراد المتأتية من جشع ورفع سقف المطالب كل مرة. فلا نبات ليلنا، حتى نفيق الغد على مطلب فنطازي جديد، حتى تجردت السياسة من الكياسة وأمست نخاسة، فهم اليوم يطالبون الدولة العراقية بغرامة عن أفعال حكوماتها المتعاقبة "ضدهم". فقد صرح آرام أحمد وزير شؤون الشهداء في حكومة الاقليم بإن الاضرار التي لحقت بالاقليم من جراء سياسات الانظمة العراقية التي تعاقبت على الحكم للفترة من 1963 ولغاية 2003 بلغت أكثر من 384 مليار دولار أمريكي. وتناسى القوم بأن مصطفى برزاني هو من كان أوصل البعثيين لسدة الحكم بعد حركته (البهلوانية) بإفتعال عصيان 11 أيلول 1961، بالإتفاق مع المخابرات الأمريكية ليشاغل الجيش ولينقض البعثيون(بقطار أمريكي) على بغداد ،وإسقاطهم دولة عبدالكريم قاسم. وتناسى مسعود ان أبوه كان قد تآمر مع شاه إيران ليستقطع نصف شط العرب لصالح إيران في إتفاقية الجزائر عام 1975.وتناسى برزاني زرافات شهداء العراق من جيش وشرطة وأنصار قتلهم أكراد في حركات تمردية عبثية، وتناسى جرائم (الجحوش) الذين أمطروا حلبجة بالكيمياوي..الخ. فهل يدفع برزاني دية ضياع الأمة العراقية منذ التآمر بين الإنكليز ومحمود الحفيد على العراق منذ تاسيسه. وهل يتقيأ الأكراد ما سرقوه منذ الإحتلال 2003، ولاسيما (فرهدة) ما مكث من الدولة العراقية بعد سقوط سلطة البعث، مدنيا وعسكريا في كركوك والموصل،و شاهدناه على الهواء(على الجزيرة) في جامعة الموصل.
وقائمة العتب والإتهام تطأ العجب، ولنبدأ من النفط الذي ، "أي نعم" هو في أرضنا لكنه مرهون عند الأمريكان والإنكليز وفلوسه في (سيتي بنك) بنيويورك، والحقيقة تشير إلى أن كل التغييرات السياسية التي حصلت في العراق منذ إنقلاب الكردي بكر صدقي 1936 حتى اليوم نشم من خلالها رائحة النفط و(تؤرخ لبابا كركر 1937)، وتوج الامر بوطأ البعثيين لسدة الحكم في شباط 1963-تموز68،. واليوم فإن السلطة العراقية بكل عناصرها الظامر منها والظاهر ، هم حراس أمناء لهذا التوجه، فالعراق مباع ومشترى بسبب نفطه، ولا نوايا طيبة أو مبادئ أخلاقية تحكم العملية السياسية اليوم التي فرضها الإحتلال الأمريكي . أما دعاوى إكتشاف كميات من النفط تحت جبال روكي تغني الأمريكان عن حاجتها لأستيراد النفط منا، فهي محض جعجعة إعلامية وفبركة إخبارية، نمني النفس أن تكون حقيقة ليتركونا وشأننا، ويعتقونا بعدما أخذونا رهائن مربوطين على منصات إستخراج النفط ، فأمست دمائنا سلعة في تجارة بينهم وبين أعدائهم المصطنعين والحقيقيين.أما عملائهم من الأكراد فيقودهم طاقم إستشاري إسرائيلي يتحكم بمفاصل الحياة العراقية. ومازال القوميون الأكراد يطبقون سنن التهريب(القجق)أو قطع طرق القوافل، التي سجوا عليها خلال قرون ، رغم محاولات تطوير آلياتها "لتتماشى مع روح العصر"، فبمكان البغال لنقل البضائع عبر الحدود على الجبال ،أمسى أسطول ناقلات نفطية او أنبوب عملاق يلج النفط في تركيا دون رقيب او حسيب.
إن المشروع القومي الكردي الذي يدعدغ شغاف قلوب رهط من المغرر بهم أو الرومانسيين، تحفه المخاطر القاتلة، وإذا كان قد أنطلى على علاوي ومالكي بإملاء أمريكي، فأنه غير مضمون العواقب، فقد علمنا التأريخ ان كل إبتزاز يستدرك وربما أضعاف مضاعفة ولو بعد حين. لقد كتب كلفورد كلاوس قبل ايام في (نيوررك تايمز) بهذا الشأن: (إن هذا الجدل جزء من الاعمال التي لم ينجزها الاحتلال الاميركي. وأدى إلى فشل الحكومة العراقية في تمرير قانون وطني للنفط، وهو واحد من نقاط التقييم المرجعية التي وضعها الرئيس الاميركي جورج دبليو بوش عندما اعلن استراتيجية "زخم" القوات الاميركية في العام 2007، حيث ترك بغداد واربيل في نزاع دائم على كيفية تقسيم الارباح ومن الذي له السلطة بابرام اتفاقيات مع شركات نفطية اجنبية).وهكذا ترك الأمريكان اللعاب يسيل من كل فم طامع بلقمة العراقيين، ويعلن لعبة القط والفار بين سلطة قومية كردية ،وسلطة مركزية جاء بها الأمريكان (شرعنت بالإنتخابات والدستور)على أنقاظ سلطة قومية عروبية ، دون النظر الى الطبيعة الهدامة للمشروع القومي العنصري لمجتمع فسيفسائي كما في العراق. لقد كتب ديفيد ل. غولدواين، منسق وزارة الخارجية الاميركية لشؤون الطاقة العالمية خلال ولاية ادارة اوباما الاولى، ان القيادة الكردية "تهيء نفسها للحصول على مزيد من الاستقلال في مفاوضات تجري مع بغداد، لكن مع استمرار دفء العلاقات بين انقرة وبغداد فليس هناك تصور ان يسمح لحكومة اقليم كردستان بتصدير النفط الى تركيا من دون موافقة بغداد". إذن الأمريكان يتمظهرون بالحيادية و الغشامة والبراءة، لكنهم يحركون صلب تلك اللعبة الإبليسية.
ويقودنا الشك والبداهة إلى أن الإرهاب اليوم صناعة أمريكية بإمتياز، والقاعدة إحدى أمهاتها، وقصة أبراج نيويورك وأسطورة إبن لادن نرتاب في أصلها وفصلها. وهكذا فإن (داعش) وغيرها من الصدأ البشري المؤرق ، هو تسيير مكشوف من وراء الكواليس،يستغل في حيثياته أناس مغرر بهم بأسم المثل الإسلامية العليا، التي لها مايغذيها في ظروف الفاقة والتهميش والشذوذ والإنتقام وحتى الوراثة. وهكذا فإن وصول ستة من هؤلاء، ليثيروا الرعب في كركوك لايخلوا من مؤامرة، وتذكرنا تلك القصص بإختراق جماعة الأسطنبولي لقتل الرئيس المصري أنورالسادات في حادثة "المنصة" عام 1981.
إن مصادر (الإرهاب) كان قد تحدث عنها الدكتور أحمد الجلبي في تصريح أطلقه على موقعه في الفيسبوك يوم الأربعاء 29-05-2013 حينما اتهم سلطة القوميين الأكراد برعاية الارهاب بالعراق وما يتعرض له يوميا من قتل ودمار وقال ان هناك مصادرا كثيرة توكد ان القيادات في الاقليم تقف مواقف متناغمة مع الارهاب في العراق من اجل ان لا تكون مناطق الاقليم ضمن نطاق العمليات الارهابية واضاف ان مصادر تمويل الارهاب الان في بنوك اربيل تحت علم القيادات في كردستان وقال هناك العشرات من المتورطين في الارهاب يتخدون من الاقليم مكان اقامة لهم ولعوائلهم ودعى الجلبي قادة الاقليم الكف عن مد يد العون لهذه الجماعات مذكرا إياهم بقانون الارهاب الذي شرع ابان ولاية اياد علاوي وتنص مادته الرابعة على اعدام من يرعى الارهاب او يموله أو يخبيء الارهابيين. والأمر عينه نقله علي شلاه وكذلك أحد مستشاري المالكي(يقطن الشالجية) بأنه صرح لهم بأن لديه ملفات تؤكد تورط برزاني شخصيا في تسهيلات للإرهابيين.وسمعت الأمر شخصيا من لقاء مع الدكتور موفق الربيعي مستشار الأمن القومي السابق ، الذي أقر بأن السلطة العراقية تعلم علم اليقين بأن إسرائيل تحكم أربيل ومن خلالها العراق.
ومايؤكد رأينا هذا، خبر ورد بالأمس الخميس 5-12-2013 ،حينما نفت وزارة البيشمركة في حكومة الإقليم أنباء تحدثت عن استيراد "كردستان" أسلحة عبر مطار السليمانية الدولي في ساعات الليل المتأخرة. وياتي هذا النفي بعد نشر وسائل إعلام محلية شاهده وراصده، بأن حكومة الإقليم تقوم بجلب الأسلحة والمعدات العسكرية من الخارج عن طريق مطار السليمانية. وسبق للحكومة العراقية في بغداد أن وجهت أصابع الاتهام للإقليم الكردي بعقد صفقات لشراء أسلحة دون موافقة الحكومة الاتحادية. وقد أفتعل ساستها ضجة (للتغطية كما هي العادة)في مطلع كانون الأول من العام الماضي بالإعلان عن خشيتهم من إستعمال رئيس الوزراء نوري المالكي السلاح الروسي ضدهم، وهي الصفقة التي أثيرت حولها ضجة بسب الفساد الذي رافقها وكشف حقيقة (على الدباغ)وأقرانه التي أمتلئت بهم أروقة السلطة العراقية "المنتخبة". كل ذلك يقودنا إلى التساؤل: من اين أتى الإرهابيون إلى كركوك بالأمس يحملون سلاح (كلاشنيكوف) الروسي، وكيف دخلوا المحافظة، وهي محروسة بجحافل من البيشمركه والأسايش.
وجدير أن نشير هنا إلى أن الروس يصدرون كميات كبيرة من السلاح للعراق دون صفقات معلنة كما كانت (صفقة الفضيحة)، والأمر يدخل ضمن تفاهم"جنتلمان" مع الأمريكان أو ضمن كوتة "المحاصصة" للسكوت على الإحتلال منذ بواكيره، حيث توقع الخبير الروسي رئيس مركز أبحاث التجارة العالمية للأسلحة الروسية إيكور كوروتشينكو بان العراق سيزيح الصين من المركز الثاني في استيراد الاسلحة الروسية.وقال انه يتوقع أن تتصدر الهند والعراق وفيتنام، ترتيب مستوردي الأسلحة الروسية، في الفترة 2013 – 2016، التي تصل حتى نسبة 52% من الصناعة العسكرية الروسية.
و حسبنا أننا نكشف سرا ،حين جمعتنا صدفة في بيت صديق قيادي بالتيار الصدري ببغداد إبان سنوات الغليان وأحداث الطائفية وجيش المهدي،والتقينا عنده تاجر تكريتي ،فأنتابنا الشك، فمن جمع بين هذا (التكريتي) المتعجرف مع هذا (الشرقاوي) الساذج المتحمس . وتأكدت شكوكنا حينما زعل التاجر وأمتعض، وأنسحب من الجلسة بعد أن وجهنا إنتقادنا لصدام وسلطة البعث البائدة، وتبين لاحقا أن هذا التاجر،هو من يوصل السلاح حتى أعتاب بغداد من شمالها(حي الثورة)، ويأتي به من الأكراد من مصدر مجهول، وهم من يعبروه له إلى تكريت(صلاح الدين)، وهو ينقله بدوره إليهم. وهكذا نجد ان قتل العراقيين نفذ بسلاح روسي يباع في أسواق النخاسة ، حيث يجلب إلى مطار السليمانية تحت جنح الظلام على طريقة المهربين (القجقجية) الأكراد ،ويجلبه إلى بغداد وسيط بعثي صدامي من تكريت يروم الإنتقام لنفسه وتكريت وصدام والبعث و"التسنن""هكذا" ، ليسلمه لجيش المهدي الشيعي، ليقتل به الناس ويبتزهم في بغداد،ويتسرب منهم إلى العصابات وعناصرالقاعدة والمجرمين. ويبدو انه نهاية مطافها، بما جعل جنوب بغداد في مأمن نسبي من جرمه المنظم بعناية.
لو كانت السلطة العراقية جادة بحماية المواطن والوطن لوقفت حيال ذلك، وأتبعت مبدا الوقاية وتجفيف منابع الإرهاب وتسليح المليشيات التي تتراكب مصالحه ويتعدد أطرافه، والذي كان يجب تفكيكيه وحله. حيث نسمع بان ضحايا عملية مهاجمة مركز المخابرات في كركوك بالامس تداعى إلى حوالي 70 قتيل، وكأنه يوحي بأن الإرهابيين الستة القادمين من قرف الصحراء ، يملكون قدرات أسطورية خارقة ، كل منهم يقتل 12 نفس،فأين هو التأهيل والتحضير المهني للعسكرية العراقية.
ومن المفارقات في تلك اللعبة الملتوية بأن أمن كركوك يسيطر عليه البيشمركه والأسايش البرزانية، حيث وصف قائد عمليات دجلة عبد الأمير الزيدي، بعيد الحادث يوم الخميس، بأن عملية تحصن المسلحين في مول تجاري لاكثر من ثمان ساعات "مهزلة" للقطعات الأمنية، فيما لفت الى رفض إدارة كركوك(الكردية) تدخل قوات من قطعاته وقتل المسلحين يعد قرار "خاطئ".وصرح الزيدي بأن "قائد الفرقة 12 في الجيش العراقي اعلن عن استعداد قطعاته للدخول على المسلحين والقضاء عليهم خلال ثلاثين دقيقة، لكن رفض إدارة كركوك الخاطىء ومنع حتى الطائرات العسكرية من توفير الغطاء الجوي أتاح الفرصة للمسلحين التمركز في مول تجاري لساعات". وقد طالبت الجبهة التركمانية العراقية الممثلة لتركمان كركوك الذين يشكلون أغلبية سكانها ، بتشكيل لجنة من وزارة الداخلية لمعرفة ملابسات الحادث من قبل الجماعات المسلحة، وفيما طالبت أيضا معرفة الأسباب التي حالت دون الاستعانة بالقوات الاتحادية. ومن المفارقات أن صاحب المول التجاري الذي أمسى عقاره ساحة وغى، هو تركماني، وكأنه يراد الإنتقام منه ومن جماعته، ليتركوا كركوك ويفروا منها مخلينها للأكراد. وتلك الألاعيب لم تعد تنطلي حتى على السذج ، حينما يعرف القاصي والداني كم المغدورين من التركمان في كركوك،ولاسيما سواق السيارات، التي نعرف أحدهم وكان يقطن لندن وعاد ليتزوج ليقع فريسة لهم.
وهنا حري في البحث عن(المستفيد من الجريمة) فما تفسيرنا للتفجيرات التي حدثت في السليمانية قبل أيام بعيد التهديد إعلان الإنفصال عن أربيل وتقويض الحلم البرزاني الأزلي بالهيمنة عليها بما يوحي بإبتزاز وتصدير للإرهاب مكشوف. وهنا جدير أن نشير غلى ان السليمانية وارثة الإمارة البابانية كانت دائما رافضة لسلطة البرزانيين "الأغواتي" ،وربما يعود الأمر إلى أن أهلها يتسمون بالإنفتاح والذاتية الثقافية ،وحتى اللسانية.فلم يتمرد طلباني العام 1975 وقبله صهره إبراهيم أحمد على سلطة برزاني من فراغ، بل من ثابت في العقلية والمسارات. ومن الطريف أن فلول البعثيين التي تكني نفسها بأسم (داعش) أعلنت العداء على طلباني ومحميته السليمانية فقط ، وذلك بحجة أنه عميل لأيران ، ولم تعلن عداءها لبرزاني رغم أنه منحاز إلى تركيا. وهنا يكمن سر العلاقة الطيبة التي تجمع مسعود برزاني مع البعثيين ولاسيما تنظيمات (عزت الدوري) اللذين يتبادلون مراسيل الغزل و التهاني في كل مناسبة،ولاينتقد أحدهم الآخر. إن البحث عن المستفيد من الجريمة يقودنا إلى تلمس الخيط السري الرابط بينهما ،فالغاية هي تقويض(العراق مابعد البعث)، وتخريب مشروع إرساء دولة جديدة، والأمر يصب في مصلحتهم الأثنين، كون البعثيين ينتقمون لأنفسهم، وبرزاني ينتقم لنفسه وأبيه ،ويحارب وجود دولة مركزية قوية تحد من سلطاته وتقف حائل دون مآربه.
لقد لعب المشروع القومي الكردي دور العائق في تأسيس أي دولة عراقية قوية ومستقره وما تبع ذلك من تداعيات. حتى أنهم بتبنيهم غايات تأسيس(كردستان الكبرى) يلغون وجودهم في العراق ،ويحاكون بها المشروع القومي العروبي الذي سعى (للوحدة العربية)، وهما هدفان طوباويان نأيا عن الواقعية، وبذلك جعلا الأمل قائم والنزيف دائم. و لعب القوميون الأكراد دور ( بندقية للإيجار) بيد أصحاب المآرب وأعداء العراق والمتربصين به شراً، ولاسيما محيطه الذي يناصبه العداء ، فالتقوا في مصلحة مشتركة فحواها: عدم قيام عراق قوي.
نجد القوميين الأكراد اليوم في أدنى قوتهم ،فمدى لعبهم أمسى محدود، حيث ان تركيا منشغلة بهمومها الداخلية ،ومدت لهم يد السلام على حساب التيارات الكردية الأوجلانية في (ديار بكر)، ويبدو أن الأتراك حلوا إشكالهم مع السلطة العراقية، ولامصلحة لهم بإثارة مشاكل ، فمكاسبهم الإقتصادية من العراق مجزية،ولايريدون التضحية بطريقهم البري الوحيد للخليج. أما إيران فلا مصلحة لها التعاون اليوم مع قوى الإرهاب مثلما حدث بالامس،وتفضل التفاهم مع دولة عراقية مهلهلة وهو قائم،ومافيها من آثار الحصار والإستنزاف العسكري ما يكفيها.أما سوريا اليوم فهي منشغلة ومبتلاة ولايمكنها أن تصدر الإرهاب، رغم وجود جيوب للإرهاب على أراضيها،وهم يجدون بالقوميين الأكراد ملاذهم ومصدر أسلحتهم، بتمويل خليجي وإسرائيلي وحتى أمريكي ملتوي.وتبقى إسرائيل وعدائها المستمر للعراق هو الصريح والمعلن، فوجودهم في أربيل، يؤرق الوضع العراقي، لذا نرى أن الواجب يقتضي حل الإشكال معها مباشرة، وليس مع الأكراد،كونهم وسطاء وتجار تهريب، مسيرين لامخيرين. وربما بذلك نحد من سطوة الإرهاب ونغلق مصدر الإقلاق ونسد ثغراته، بالإستفادة من معطيات اليوم والوسائل المتحاحة التي تبشر بخير.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. على خطى حماس وحزب الله.. الحوثيون يطورون شبكة أنفاق وقواعد ع


.. قوة روسية تنتشر في قاعدة عسكرية في النيجر




.. أردوغان: حجم تجارتنا مع إسرائيل بلغ 9.5 مليارات دولار لكننا


.. تركيا تقطع العلاقات التجارية.. وإسرائيل تهدد |#غرفة_الأخبار




.. حماس تؤكد أن وفدها سيتوجه السبت إلى القاهرة