الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الثورة تسترد أبناءها

سيف الدين علي

2013 / 12 / 7
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


الثورة تسترد أبناءها
اتضح الأمر أكثر من أي وقت مضى في تخبط كافة قوى الثورة والمعارضة السورية (عرب وكورد وآشوريين والسريان وكافة مكونات مجتمعنا السوري ) تحت الضغوط التي مورست عليها ,منذ بداية الثورة من قبل النظام الاستبداي المخابراتي وتهديدها المستمربتدمير/ بلا رحمة / لقواها البشرية وبناها التحتية, ولا يثير هذا الأمر الكثير من الدهشة إذا أخذنا في الاعتبار العقود الأربعة من حكم الأسد الذي مارس القمع المُمنهج لمنع ظهور أي طائر حر يدمدم بينه وبين نفسه في سماء سورية ,ومن قبل الأطراف الداعمة الإقليمية منها والغربية التي وضعتها على ريموت كنترولها/حجر محوري متعدد الاتجاهات /كأساس لوجودها ,الذي تلعبه المعارضة السورية /هنا لا استثني أحداً عرب وكورد ...الخ /.
وضعف تشكيلة المنفيين والمفكرين المعارضين الذين شكلوا نخبة المعارضة في مستهل الثورة في بناء جسر الأساس بينها وبين الحراك الشعبي الميداني ومحموعات النشطاء الشباب في كافة التنسقيات .
ولاأحد ينكر وبإمكانات جداً بسيطة وفقيرة عمل الحراك الشبابي والشعبي الثوري في الشارع السوري , خلال الأشهر الأولى للثورة , فلم يتمكنوا ؟؟؟؟إذ تآكل نفوذهم عندما ازدادت عسكرة الثورة ,وما تمخض عنها من ضخ ممنهج للفصائل المسلحة وأخرى تتدرب في معسكرات تابعة للنظام ومعسكرات تابعة للمعارضة ومعسكرات تابعة لدول إقليمية ,(في لعبة مخابراتية عالمية )استعداداً لضخها في الوقت المناسب الذي يخدم مصالحها .
واستغلال الدول الداعمة الكتل المتنافسة داخل المعارضة واستغلال النظام الكتل التي تدعي إنها معارضة وهي في الحقيقية مؤيدة لها , لزيادة نفوذهما ,على الطرفين في الجدالات الداخليةوالخارجية وتنافس الدول الداعمة والدول المؤيدة للنظام ,في لعبة قذرة على حساب الدم السوري وعجز الأمم المتحدة في إتخاذ قراراً ضد نظام يقصف شعبه بالأسلحة الكيماوية /على الأقل ليس من أجل الشعب سوري /, بل من أجل نظم وجودها واعطاء الضوء الأخضر للأنظمة الاستبدادية لاستعمال ,هكذا سلاح ضد شعوبها , وبعد قرار واشنطن إلغاء تهديدها بالقيام بعمل عسكري مقابل إنهاء النظام السوري برنامج أسلحته الكيماوية، تاركةً للنظام السوري مطلق الحرية في حرق
الأخضرو اليابس , وأيضاً زيادة نفوذ تنظيم (الدولة الإسلامية في العراق والشام,وجبهة النصرة وآلاف من مقاتلين ل حزب الله والحرس الثوري الايراني (في بعض المناطق التي كان يسيطر عليها مقاتلو المعارضة.
غدت هذه الديناميات واضحة للعيان وأثبتت مدى ضررها للثورة وتشتت هائل لقوى الثورة .
في ظل غياب التوازن النسبي ,هل تستطيع الثورة أن تسترد أبناءها ؟؟
الشعب السورى لم يتوقف يوما عن مقاومة النظام الطاغى , ضاربا مثالا رائعاً حياً فى المقاومة و الصمود و عدم الوقوع , فى فتنة أو استسلام .
كلما سقط شهيد كلما أشتعل غضب الشارع أكثر و أكثر ,ولن يتوقف هذا الشعب الجبار حتى سقوط النظام الاستبدادي . فالشعب أدرك أن النظام أعلن الحرب عليه وأدرك اللعبة السياسية الدولية ومصالحها وهشاشة الشعارات والإيديولوجيات والأحزاب التقليدية وفهم الأخطاء الجسيمة التي ارتكبها الثوار هي الإتكالية والثقة المفرطة في الأطراف التي تسلمت قيادة الثورةفي الخارج و لن يتراجع الشعب الذي أحس بالحرية ولن يرضى إلا بها .
ولكن إلى متى وكيف ؟
الآن سيأتي مؤتمرجنيف الثاني ,ربما بعده مؤتمر الثالث أو الرابع في كل الأحوال لن يلبي أهداف ثورة الحرية والكرامة لشعبنا السوري ,ولن ترضي أرواح الشهداء
الذين ضحوا في رفع الظلم والاستبداد عنا دون رجعة ,ولن يرضوا بالثوب الذي يفرضونه علينا بمقاس أطماعهم ومصلحتهم ,لكن سيرتدونه بعض المعارضة ,وبعض من في النظام ,بل سيفتخرون بالنصر دون خجل ؟؟؟؟؟.
اندلعت الثورة الفرنسية عام 1789 وامتدت حتى 1799على ثلاث مراحل أو ثلاث ثورات،لكنها مرت بأحداث دامية ,بعدها قيل المثل الفرنسي /الثورة تأكل أبناءها / لكن حققت أهدافها ,بل كانت منارة لللأوربيين .
أما نحن إذا أعيد الاعتبار والتمثيل للشباب الحراك الشعبي الميداني في تشكيلة موحدة للمعارضة ,مع المؤسسات المجتمع المدني ,ودعمهم في كافة الميادين ,كفيلة لاستمرار غاندي السوري بكافة اساليب النضال السلمي حتى اسقاط النظام واسقاط ما يتمخض عن المؤتمرات المتوالية , واسترداد أبناءها في بناء دولة عصرية ,أسها
الديمقراطية ,والعدالة الاجتماعية ...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الشرطة تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة إيمرسون بأ


.. شبكات | بالفيديو.. هروب بن غفير من المتظاهرين الإسرائيليين ب




.. Triangle of Love - To Your Left: Palestine | مثلث الحب: حكام


.. لطخوا وجوههم بالأحمر.. وقفة احتجاجية لعائلات الرهائن الإسرائ




.. الشرطة الإسرائيلية تعتقل متظاهرين خلال احتجاج في القدس للمطا