الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


صنَّاع الظلام

محمد عبعوب

2013 / 12 / 7
كتابات ساخرة


هل هناك أسم آخر يمكن أن نطلقه على من يحرمون بلد بحاله من نور الكهرباء لتحقيق أهداف عرقية او جهوية أو قبلية؟ تمر الساعات الطوال -تصل في بعض المناطق الى أكثر من عشر ساعات- بدون كهرباء، تتوقف عجلة الحياة في المدن، يموت المرضي في المستشفيات، تتوقف مصانع و ورش عن العمل ، يحرم الملايين من نور الكهرباء، يتوقف أداء المدارس والمعاهد والجامعات ، تعطل المصارف عن العمل ، ينقطع الخبز عن مدن بأكملها بسبب انقطاع الكهرباء عن المخابز؛ كل ذلك من أجل تحقيق مطالب لا علاقة لها بحياة الناس ويمكن تحقيقها بطرق متعارف عليها وفي جهات معنية بها..

ماذا يريد الامازيغ بقطعهم امدادات الغاز والوقود عن محطات توليد الكهرباء بغرب البلاد؟
ماذا يريد الفدراليون بقفل موانئ تصدير النفط وحقول انتاجه وقطعهم امدادات الوقود عن محطات توليد الطاقة في شرق البلاد؟
ماذا يريد التبو من منعهم وصول امدادات الوقود الى محطة توليد الكهرباء بوسط البلاد؟

تصوروا معي السادة القراء ان هؤلاء المعتدين على مقدرات البلاد مجتمعين لا يشكلون نسبة تذكر في تعداد الليبيين يستخدمون مصدر الحياة الوحيد لليبيين في ابتزازهم من أجل مطالب ثقافية او سياسية كان يمكن تحقيقها بطرق لا تلحق الضرر باي أحد وتجنبهم السمعة السيئة كصناع للظلام التي ترسخت في وعي المواطن العادي الذي ارتبط في ذهنه الامازيغ والتبو والفدراليين بالظلام..
ولكن ما لم يتفطن له المواطن الليبي بعد هو الدور الخفي لحكومته في تعميق هذه الأزمة، بتماهيها مع هؤلاء العابثين بمصادر رزق الليبيين وبترددها في اتخاذ القرار الحاسم والحازم في حل هذه المعظلة، وانهائها.. فالحكومة وكما يبدو أنها مُنصَّبة لإدارة أزمات ليبيا بما يخدم اطرافا وتوجهات محددة، ولا يوجد ضمن أجندتها اي خطة لحل هذه الأزمات، وسياساتها على الارض تؤكد ذلك. لننظر ونستعرض قائمة الأزمات التي مرت ولا زالت تمر بها البلاد منذ تنصيب هذه الحكومة والمؤتمر، أزمات على صعيد الأمن والطاقة والخدمات والحكم المحلي والصناعة والصحة والتعليم وووووو.. هل تم حل أزمة واحدة منها؟ بل هل أقفلت هذه الحكومة باب التأزم ووضعت الخطط لتفادي التوالد البكتيري لأزمات ليبيا؟ كل ما نراه ونرصده اليوم هو حرص هذه الحكومة والمؤتمر على تسكين اي تحرك او حراك يستهدف حل الازمات او وضع حد لها، فيما لم نرصد اي محاولة منهما لوضع حلول حقيقية وجذرية لأي مشكلة..

ما يمكن ان نخلص له من هذا المشهد هو ان صناع الظلام من حكومة ومؤتمر الوطني يمارسان تبادل للأدوار مع هذه الشراذم الخارجة عن القانون في صنع الأزمات وتصعيد وتيرتها لدفع البلاد في نهاية المطاف الى التقسيم والتشرذم توطئة لإقامة إمارات عرقية ودينية وجهوية وقبلية ضعيفة ترتمي في حضن رعاة مشروع تقسيم ليبيا ومموليه في دول الغرب وإمارات الزيت في الخيلج..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ربنا سترها.. إصابة المخرج ماندو العدل بـ-جلطة فى القلب-


.. فعاليات المهرجان الدولي للموسيقى السيمفونية في الجزاي?ر




.. سامر أبو طالب: خايف من تجربة الغناء حاليا.. ولحنت لعمرو دياب


.. فيديو يوثق اعتداء مغني الراب الأميركي ديدي على صديقته في فند




.. فيديو يُظهر اعتداء مغني الراب شون كومز جسديًا على صديقته في