الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قراءة مبكرة ... في نتائج الأنتخابات القادمة

ياسين الياسين

2013 / 12 / 7
مواضيع وابحاث سياسية


سيخرج منها حرامية العلن .. وسيدخلها شركاؤهم الحرامية في الظل ..
بعد أن آلت العملية السياسية في العراق إلى إنهيار كبير متعمّد لأسس وأرضيات الممارسة الديمقراطية محوّلين إيّاها من لعبة ديمقراطية حرة إلى إلعوبة ديموقراطية مقيّدة بأرادات جانحة جاءت من الخارج ، فخلقت فجوة كبيرة ، وصار البون بسببها شاسعاً بين العراقيين الذين جاؤوا من الخارج لمم من بقاع شتى مترفين ، وبين المظلومين والمحرومين والمجاهدين الحقيقيين من عراقيي الداخل من الذين كانوا بين المطرقة والسندان وتحت سطوة النظام العفلقي الصدامي المجرم ، وحتى وصل الأمر إلى ماهو أبعد من ذلك بكثير لدرجة أنه تشابه بالفعل وليس بالشكل مع ماهو موجود في الأنظمة العنصرية على مستوى العالم منها على سبيل المثال ماكان بين البيض والسود في جنوب أفريقيا قبل ظهور نيلسون مانديلا من السجن وإنتخابه رئيساً للبلاد ، وكذلك ماكان عليه الحال قديماً بين البيض والسود في ولايات الجنوب الأميركية ، وهؤلاء بدأوا في العراق اليوم وكما هو واضح بممارسة هذا النوع من السياسة التي مازالت لم تظهر إلى العلن ولاحتى على شفاههم لما لها من خطورة ، ونهاية مأساوية لهم لو أن الشعب النائم إلى الآن بفعل أساليب الكذب والتخدير التي يمارسونها بحذاقة مشهود لهم فيها ، ولهم فيها بأس شديد إستيقظ من غفوته وتنبّه إليها وإلى عمليات المناورة والكذب والخداع الكبيرة التي وقع فيها رغم أن مامضى على التغيير مدة جاوزت العقد من السنين ، وهن طوال بالقياس إلى التغيير السياسي الذي يفترض أن يرسم خطوطه في بلد آخر غير العراق بغضون الأربعة سنوات الأولى هي بمثابة الدورة الأولى لأول برلمان منتخب ، ولكن الذي حصل في العراق أمر إستثنائي ليس له مثيل في الكرة الأرضية على الأطلاق ، وهم مازالوا يمعنون في المناورة والكذب على المواطن العراقي ، وبأساليب ملتوية يتظاهرون فيها بدمقرطة كل شيء في العراق إبتداءاً من إرادة الناخب العراقي إلى كل أمنيات وأحلام الكبير العاجز والصغير الذي لم يبلغ الحلم بعد ، وتسويق منتوج كل تلك العمليات والفعاليات إلى الرأي العام في الداخل والخارج وكل مسارح الفعل السياسي ومشاهده في كل بقاع المعمورة متبجّحين بعمليات التغيير وبدق وإرساء الحجر الأساس لكل أبجديات العولمة ومظاهر الحياة الجديدة على سطح الأرض وتحقيق أرقى مبتغيات الأرادة البشرية على أرض الرافدين في رسم أبعاد أكبر مساحة في تاريخ الحريات المطلقة عند العرب ، وبشكل لم يسبقه فيه أحد من أشقائه العرب وما لم يكن له نظير في المنطقة الموبوءة بالنظم الشمولية والديكتاتورية منذ قيام الحرب العالمية الأولى في القرن المنصرم إلى اليوم ونحن على أعتاب القرن الثالث .
وفي كل مرة وكل دورة إنتخابية يخرجون علينا بألاعيب مفبركة ومحبوكة بشكل ومظهر جديد من مظاهر النصب على إرادات المواطن والأحتيال عليه في سرقة صوته وماله وحتى كرامته من خلال التلاعب بشكل وأشكال القوائم الأنتخابية التي مردوا فيها على الكذب والخداع فمرة يدعون إليها مغلقة وأخرى يدعون إليها نصف مفتوحة وثالثة يدعون إليها مفتوحة .... وهكذا وصولاً إلى هدف شيطاني واحد ولاغير يصب في الخانة التي يريدونها ، وهي أن تكون بالنتيجة والمحصّلة عند نفس الوجوه القبيحة والكالحة التي إبتلى الله بها هذا الشعب المظلوم النائم إلى الآن بفعل عمليات التخدير التي كان عمادها روحانيات تبثّها المرجعيات الدينية كلما إقترب وإشتعل وطيس الميادين الأنتخابية ، فيبدأ على الفور تناغم المرجعيات الدينية بشكل طردي مع الأحداث حيث تبدأ برسم خطوط العرض والطول والقواسم المشتركة التي يعملون عليها ليسقط في الآخر المواطن المغفّل بشباكها وخيوطها العنكبوتية ليكون ضحيّة لتلك الألاعيب وضمانة جديدة لخط شروع جديد لعمليات نهب وفساد مالي وإداري في دورة برلمانية وحكومية جديدة .
وقراءة جادة واعية لنتائج الأنتخابات القادمة نرى فيها أن تلك الأحزاب والكتل وبكل عناوينها ومسمّياتها سوف لن تكون من الغباء بمكان في أن تسلّم القياد لكتلة جديدة أولحزب جديد أو أي إتجاه تحالفاتي جديد يتسم أصحابه بالنزاهة والعفة والشرف ، ومن ذوات الحس الوطني العالي من الفوز أوحتى الأقتراب منه ولو بقليل ، وهم على أشد الأستعداد للأستماتة حتى آخر نفس لأجل الوقوف صفاً واحداً يشكل مانعاً وحاجزاً كبيراً ضد أي إتجاه وطني وإرادة وطنية مخلصة ، وعدم السماح مطلقاً بصعود وجوه من هذا النوع تتصف بالنظافة والنزاهة ، وببساطة شديدة لأن ذلك إن تحقق في صعود هذا الصنف من العراقيين النجباء من أولائك الذين إكتووا حد النخاع بمآسي النظام القائم منذ التغيير وسقوط الصنم ، فهو يعني وبلا شك الموت الحقيقي وإنتحار جماعي لتينك الأحزاب التي تولّت إرادة المواطن العراقي ومقدّرات البلد برمّته طوال الفترة التي خلت ، وفيما سيؤول إليه الأمر آخر المطاف إلى محاكمات جماعية بسبب ملفات لها أول وليس لها آخر في عمليات فساد ونهب كبيرة لخيرات البلد وأمواله والتي لابد ستطال الكبير والصغير من كل الضالعين في المسرح السياسي ومشاهد الفساد الكبيرة المعروفة لدى الداني والقاصي على حد سواء .
وهنا فقط تكمن القراءة الصحيحة لما سيجري على الواقع المريض والمعتل بأجواء فاسدة أصلاً في صعود وجوه يراد منها ترقيع الواقع وتزويقه للمواطن وخداعه بنفس الوقت من جديد عن طريق إيهامه بأن هذه الوجوه جديدة ومعوّل عليها بالخير والصلاح ، وهنا فقط مكمن الأخطار المحدقة الجسيمة التي سيؤول إليها الأمر في النهاية ، وذلك لأن أولائك الجدد في حقيقتهم سوف لن يكونوا جدد ، وإنّما هم البطانة الخفية من الحرامية والشركاء في الفساد لتينك الكيانات الموجودة الآن في السلطة ، والتي تعمل في الظل طوال هذه الفترة التي جاوزت العقد من السنين إياها ، وهم في أصلهم شركاء في عمليات السرقة والنهب المنظم الذي جرى ومازال يجري لموارد العراق وخيراته ، ومن ثم فصعودهم يعني ضمانة لكل تلك الأحزاب والكيانات من عدم الفضح والأفتضاح وكبح جماح كل صوت ينادي بمحاسبة المقصّرين والفاسدين ، والأستفادة من تقادم السنين ومن ثم فتح أبواب جديدة وصفحة جديدة تشرعن النهب والسلب ، وتجعل حرامية الأمس أسياداً لن يطالهم طائل ولو بسؤال حتى .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. النزوح السوري في لبنان.. تشكيك بهدف المساعدات الأوروبية| #ال


.. روسيا تواصل تقدمها على عدة جبهات.. فما سر هذا التراجع الكبير




.. عملية اجتياح رفح.. بين محادثات التهدئة في القاهرة وإصرار نتن


.. التهدئة في غزة.. هل بات الاتفاق وشيكا؟ | #غرفة_الأخبار




.. فايز الدويري: ضربات المقاومة ستجبر قوات الاحتلال على الخروج