الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مانديللا الرمز والشاهد الزور

محمد الشمالي

2013 / 12 / 7
مواضيع وابحاث سياسية


التناقضات تلف الكون . ومن الصعب أحيانا تفسير الظواهر السياسية ومواقف البشر من الحدث المضخوخ إعلاميا بكل ما ‏عند الإعلام ( مكتوبه ومسموعه ومرئيه ) من قوة . الكون كله يتوجه اليوم إلى جثمان هذا العجوز الأسود الراقد في ‏بروتيريا . موت مانديللا لم يكن صاعقا ولا خاطفا وهو العجوز الذي تجاوز التسعين من عمره و يحتضر بين يدي خالقه ‏منذ أكثر من ستة أشهر .ومع ذلك أحدث إذاعة خبر موته هزة كونية تداعت كل شخصيات الكون لتمجيده. ‏
عن أي مانديللا يتكلم العالم اليوم ؟ هل عن نيلسون مانديلا رئيس جنوب افريقيا المتحررة من ربق العبودية ، العجوز ‏البشوش الأسود الذي رأيناه يصافح جلاديه البيض وكل شخص فرضته عليه البروتوكولات الدبلوماسية من بوش والأسد ‏الأب وايحود باراك وشامير ؟ أم عن مانديللا السجين الذي أمضى سنينا طوالا وهو يكسر الصخور في المقالع تحت سياط ‏سجانيه ؟ ‏
مانديللا الذي يشغل الكون اليوم هو مانديلا المحامي الذي قاد حركة تحرير إخوته من العبودية عندما أصبح قائدا للجناح ‏العسكري في حزب المؤتمر الوطني الإفريقي 1960 الذي قاوم نظام بروتوريا القمعي بالسلاح .نظام بروتوريا العنصري ‏الذي كان يواجه مظاهرات العبيد السود بالرصاص كما واقع الأشياء في سوريا الأسدين فيما بعد. هذا البطل الثائر هو ‏الضمير الحي أبدا ( كالخضرالحي ) في داخل كل إنسان يرفض الظلم والعبودية : من سينسى سبارتاكوس و لوثر كينغ و ‏محمد علي كلاي ؟ الحلم في التحرر من العبودية هو حلم أبدي طالما كان هناك على وجه الأرض سوط بيد صهيوني أو ‏أسدي .‏
اليد التي صافحت بوش والأسد وباراك وكلينتون ليست نفسها اليد التي صافحت يد صدام حسين المجيد ويد ياسر عرفات ‏ويد فيديل كاسترو . هنا القلب يخفق دعاء بالنصر لأخ وهناك احتقار ونظرة شفقة وعطف لمجرم .‏
‏ العرب كانوا دوما مرهفي الحس وميالون لنصرة المظلوم وضد العرقية . بلال الحبشي احتل في السيرة الشريفة المكان ‏الأرحب . ونيلسون مانديللا تلقى تدريبه العسكري في جزائر بن بيللا .‏
مانديللا الرمز هو مانديللا العرب ، مانديللا العراق الثوري ، مانديللا ياسر عرفات ، مانديللا فلسطين ومانديللا كل ‏المظلومين السوريين الذين يواجهون اليوم نظاما عنصريا لا يقل في قسوته وفي ظلمه عن نظام بروتوريا والصهونية ‏العالمية .‏
أما مانديللا الشاهد الزور هو كل هذه الدول التي تريد اليوم أن تمحي ذنوبها أمام الضمير الإنساني الذي ارتقى إليه القائد ‏الحر نيلسون مانديللا . هذه الدول التي تريد أن تغسل عارها وعنصريتها وظلمها لشعوبها . لم يتحرر بعد الأمريكي الأسود ‏من سيطرة الأمريكي الأبيض ولا الفلسطيني من قمع الإسرائيلي ولا العراقي من ظلم الشيعة ولا السوري من ظلم الطائفة ‏العلوية . ‏
مانديللا الرمز هو اليوم في ضمير كل سوري يضحي بكل ما يملك ، هو في خلجات الألم والثورة التي تجسدت في كل كلمة ‏من كلمات عبد الحكيم قطيفان وسميح شقير . تحياتي يا أحرار بلدي . ‏








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. معرض -إكسبو إيران-.. شاهد ما تصنعه طهران للتغلب على العقوبات


.. مشاهد للحظة شراء سائح تركي سكينا قبل تنفيذه عملية طعن بالقدس




.. مشاهد لقصف إسرائيلي استهدف أطراف بلدات العديسة ومركبا والطيب


.. مسيرة من بلدة دير الغصون إلى مخيم نور شمس بطولكرم تأييدا للم




.. بعد فضيحة -رحلة الأشباح-.. تغريم شركة أسترالية بـ 66 مليون د