الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حين تصبح انت القضية....ستضيع القضية!!!

عمر الداوودي

2013 / 12 / 8
كتابات ساخرة


كان هناك سائق اسعاف ومساعد له معروفين بالاهمال الشديد!!!..جاء اتصال الى المستشفى بوقوع حادث سير وبوقوع اصابات بين ركاب السيارتين المتصادمتين وامرا بالخروج بالسرعة لنجدتهم واسعافهم..هرعا الى السيارة وادخل السائق يده الى جيبه بل كل جيوبه باحثا دون جدوى عن مفتاح السيارة!!!..وسط صراخ مدير ادارة المستشفى فيهما ، رجعا الى غرفتهما ليبحثا عن المفتاح !!..وبعد عشر دقائق وجدا المفتاح في المرافق الصحية!!!..وخرجا بسرعة هائلة بالسيارة مع تشغيل صافرة الاسعاف ...ويو..ويو..ويو..ويو وعم المكان كله صوت ال..ويو..ويو!!..وخرجت السيارة بسرعة الصاروخ من باب المستشفى وعند اول استدارة صدمت احد المارة ورمته بعيدا..!!..توقفا ولكنهما لم يوقفا صوت السيارة وصافرة ال ويو ..ويو..!!..وبعد ارتباك لخمس دقائق حملا المصاب الموشك على الموت ولاحراك ولاصوت ولا نفس ولاهمس فيه ،، مضرج غارق في دماءه...حملاه معا واركباه سيارة الاسعاف ورجعا به الى داخل المستشفى وسط ذهول الاطباء والعاملين وحتى المرضى من سرعة الاسعاف في نجدة المصابين!!!..اوصلا المصاب الى غرفة العناية المركزة وعادا بسرعة الى السيارة وحين هما بالخروج صاح عليهما مدير الادارة...الى اين؟!!..وماهي لحظات حتى انهال عليهما بالركلات و(الراشديات)..الصفعات مطلقا العنان للسانه بلفظ اقذر عبارات السب والشتم لهما..وما هي لحظات حتى اصبح الجميع في حالة ضحك هستيري من اطباء وعاملين وحتى المرضى بمن فيهم الموشك على الموت..!!!..وبينما هما يريدان اقناع المدير بأنه لازال بأمكانهما اسعاف المصابين في الحادث الاول أو الاصيل أو الاصلي!!..حتى دخل تراكتور زراعي..جرار..وهي تحمل المصابين في الحادث في العربة الخلفية المملؤة بالروث !!..وكان هناك مصابين لفظا انفاسهما الاخيرة داخل عربة الجرار الزراعي!!!.التي اوصلت جميع المصابين بسرعة السلحفاة الى داخل المستشفى!!!..ولكن مهما كانت سرعتها فهي ادت المهمة بأسرع من اسرع سيارة في المدينة كلها!!..هذه القصة واقعية ، حقيقية،، حدثت،، وربما تحدث بين وقت ووقت وفي مكان من الاماكن في العالم بصورة مختلفة بعض الشيء في التفاصيل عن الحادث هذا الذي حصل أو حدث في هذا البلد العظيم الذي يسمى بلاد ما بين نهرين..بلاد ما بين نهرين..وليس نارين!!..من قال نارين؟!!..قل نهرين..ولا تقل نارين !!..هذه القصة تعبر عن ضياع القضية حين يصبح الفرد هو ذاته قضية..سائق الاسعاف ومساعده اصبحا صاحب قضية بل اضحيا هم القضية!!..اما القضية الاصلية فلم تنجز!!!..حين يخرج اناس شرفاء في مظاهرة للمطالبة بتحسين الخدمات والعدالة الاجتماعية وبتحسين احوال المعيشة وتتصدى لهم الشرطة والامن ويضربون بشدة ويحبسون لاشهر وتتناول وسائل الاعلام والمنظمات الدولية موضوع اعتقالهم وتبدأ المساعي لاطلاق سراحهم وتتدخل الدول المجاورة ودول المجاري المتعفنة في خط المساعي..ويمسك رئيس القبيلة شاربيه امام المسؤول الحكومي بأن يتكفل حسن سلوك المعتقل مستقبلا وبأن يقوم بتربيته لكونه (ولد عاق)!!!..هنا نكون ازاء تحوير في القضية..وتحويل في القضية !!!..ستنسى القضية الاصلية وسيطفح الى السطح فقط القضية الجديدة..قضية الحرية،، قضية الخروج من السرداب المظلم،،، النجاة من الضرب والتعذيب اليومي ...سيصبح المتظاهر والمجاهر بكلمة الحق هو نفسه قضية !!..وسيجعلونه يندم على اليوم الذي ولد فيه..وعلى اللحظة الخطأ التي تسول فيها نفسه لحمله على الاعتقاد بأنه يجب عليه المطالبة بحقوق عامة !!..نحن في بلاد ممنوع فيها التفكير بشكل جماعي..العقل بالجملة ممنوع..المسموح به هو التفكير بصوت منخفض جدا بل بالهمس والنجوى فقط...التفكير المفرد...العقل مسموح به بالمفرد فقط..مسموح للفرد بأن يكون له رغبة في زرع ورود في حديقة منزله ..هذا ان كان يملك حديقة أو حتى منزلا اصلا..!!!..مسموح له ان يبدي امتعاضه من التدخين ويسمح له بالتدخين..مسموح له ان ينظر الى الحياة من خرم ابرة أو من سم الخياط !!!..العقل بالجملة ممنوع منعا باتا في بلاد تباع بالجملة فيها كل شيء !!..اذا رأيت ان هناك حقا يخص العامة وان هناك علي بابا كبير قد اكلها فلا تنطق بكلمة !!..لأنك سوف تصبح القضية وليس الحق المغموط...اجلس بصمت وانتظر اقرب فرصة للهروب...امامك طريقين للهروب من حصون بلاد ما بين النارين..اما مرور الزمن والتقادم الزمني وعليك خلالها بز ايوب في الصبر واما تغيير المكان وهو ليس بأمر سهل ايضا..لأن الهجرة الجماعية بحد ذاتها تصلح كتهمة جاهزة!!..عش في الهامش ..انت غريب في هذه البلاد..لا تدعي حقا لا لنفسك أو لغيرك...انتظر رحمة السماء ..هذا ان كانت السماء راضية عنك اصلا!!..لأن آيات السماء لا تحب الصمت والسكوت عن الحق..توصمك بأنك شيطان اخرس!!..يا الله...يا الله..يا الله...اين المفر؟!!..جالس في مكاني بكل ادب...اذا أنا شيطان اخرس!!!...اقوم واجمع كم مسكينا مثلي للمناداة والمطالبة بحق..التهمة جاهزة ارهابي أو خائن أو عميل!!..ان كتبت كسروا قلمي وربما قتلوني به!!..ان صمتت يقتلني صمتي ..ان خرجت وهجرت وابحرت في سفينة فأن(وراءنا ملك يأخذ كل سفينة غصبا)!!!..هل من وسيلة أو طريقة للخروج من هذ ال باستيل العالي الجدران؟!!..الباردة الجدران..المخيفة الاركان ؟!...يكفي ...يكفي..قد كتبت الكثير..قولوا لمن يسأل بأن مجنونا كتبه ..أو قولوا انها قصة قصيرة تحكي حياة كاتب عاش في شيلي في زمن بينوشيه..أو في زمن من الازمان...أنا لم اكتب هذا !!!..أنا خائف...انا ارتعش من الخوف !!..كنت جائعا من قبل ومشردا واضيفت للامراض مرض الخوف !!..لا لا ...أنا لم اكتب هذا ...سأولف اغنية عن الحب !!..توبة ..لن اكتب ابدا شيئا لا يرضي السلطان...سأكتب كلمات نشيد وطني !!..لا...لا...حتى هذه لن اكتبها...لن اكتب شيئا...فأنا اخشى...أنا اخاف..أنا اخاف اذا أنا موجود!!!..هكذا امضى ابائنا سني حياتهم الطويلة!!..لماذا لا اكون مثلهم؟!!..لن اكتب لأني اخشى ان اتحول الى قضية!!..لن اكتب عن اية قضية !!!..لأني متيقن بأن القضية تلك ستنسى!!..وساتحول أنا الى قضية !!..كن انت مثلي ايضا..لا تكتب عن اية قضية!!..لأنك حين تكتب عن حق وقضية حينها ستصبح انت القضية !!..وحين تصبح انت القضية....سيضيع الحق وستضيع القضية.!!.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عام على رحيل مصطفى درويش.. آخر ما قاله الفنان الراحل


.. أفلام رسوم متحركة للأطفال بمخيمات النزوح في قطاع غزة




.. أبطال السرب يشاهدون الفيلم مع أسرهم بعد طرحه فى السينمات


.. تفاعلكم | أغاني وحوار مع الفنانة كنزة مرسلي




.. مرضي الخَمعلي: سباقات الهجن تدعم السياحة الثقافية سواء بشكل