الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تصبحون على وطن.. أفلام كرتون.. والحمار!!

كمال مراد

2005 / 6 / 10
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي


أفلام كرتون «للأطفال».. هذا هو اسمها الحقيقي الذي تربينا عليه، وتربت على ذلك أجيال عديدة..
إنها محاولة للاقتراب من عالم الطفولة وخيالها..
ولأنها رسوم متحركة.. تستطيع أن تصنع عالماً من اللامعقول، ليغدو معقولاً رغم أنف الفيزياء والبيولوجيا والطبيعة..
ولأن «أفلام كرتون» جزء من السياسة، فقد أضحت ترسم السياسات.. مع اختلاف طفيف رغم كل التقاطعات:
■ الفيلم الكرتوني يعرض من 12 ـ 24 رسماً أو أكثر في الثانية الواحدة ليعطي الحركة المناسبة..
■ أما في رسوم السياسات المتحركة، فيرسمون ويلونون رجالاتهم وجغرافيا البلدان في الزمان والمكان بالسرعة المناسبة للحدث، بناءً على رسومات مسبقة تصنع أقدار تلك الشخصيات ضمن جميع الاحتمالات.. وعلى عدة نسخ.. فالبطل نفسه، هو الإرهابي الشرير.. هو الملك.. الرئيس.. القرصان.. الرخيص.. رجل الدين.. السجين.. المطارد.. العالم.. المشرد.. الخارج عن القانون.. القاتل.. الرحيم.. يوغي وسبايدرمان وسوبرمان.. بطل النينجا.. بات مان.. توم وجيري.. بلوتو أو باباي.. علاء الدين.. صدام.. الزرقاوي.. ابن لادن.. العقيد.. الفريق.. المشير.. الجنرال.. الفقيد.. الشهيد..
ومع دخول التكنولوجيا، أصبحت عملية التحويل والتبديل لمسارات تلك الشخصيات رهناً بكبسة زر.. لتنطلق الفضائيات وحاملات الطائرات والجيوش والجماهير الشعبية وأئمة المساجد والكنائس والكنس والمنتديات والاجتماعات والجمعيات والمؤتمرات ودور المسنين والعجزة ورياض الأطفال... وبقدرة قادر تتحرك تلك الشخصيات وخطوط الحدود إلى الأمام أو الوراء.. إلى الأعلى أو إلى أسفل السافلين.. آمين!!..
العملية ليست معقدة، كما تبدو للوهلة الأولى.. قليل من الأصبغة.. كثير من الورق.. وبعض الباروكات والشنبات والكلمات: تاج.. أو طربوش.. حرية.. ديمقراطية.. إصلاح سياسي واقتصادي.. سلام مع دول الجوار.. نبذ العنف.. وكفى الله المؤمنين شر القتال...
وإن كانت بعض برامج أفلام الكرتون المرسومة على الورق تتوخى التذكير بأن مايشاهده الأطفال هو محض خيال لا علاقة له بالواقع.. فإن راسمي السياسات المتحركة يؤكدون أن رسوماتهم هي الواقع وضميره بكل تجلياته وإفرازاته وأبعاده..
هكذا هي أفلام كرتون اليوم.. بعد أن خدشت حياء الأطفال.. ولم تعد مقتصرة على احتيال طلاب أفلام الجنس من الأرصفة ومحلات الفيديو والـ c.d تظاهراً بالبراءة بعد أن أطلقوا عليها لقب «أفلام كرتون»!!..
هذه هي حكاية «أفلام كرتون».. وهي تتقاطع مع حكاية الحمار.. الذي نستثنيه من قائمة الحيوانات التي تستحق الرعاية والعناية والحماية عندما نتحدث عنه..
وصدق أحدهم عندما قال: إذا نظرت للحمار بتدقيق شديد فلن تجد حيواناً له مثله.. من تفاصيل ملامحه جدير بحبك واهتمامك: فتلك الأذن الكبيرة والسيقان الطويلة والوجه ذو الملامح البريئة تقودك إلى حبه، بجانب استخداماته وفوائده الكثيرة:
● حماية الماعز: في بادئ الأمر من الممكن أن يكون الحمار عدوانياً ضد قطيع الخراف والماعز.. وبعد الائتلاف معهم تأتي مرحلة الحماية ضد الحيوانات ذات الأنياب.. ينام معهم أثناء الليل للحراسة ويصدر أصواتاً إنذارية للقطيع لتنبيههم ضد أي خطر، ومن الممكن أن يقوم بمطاردة أي مصدر يشكل خطراً على أصدقائه..
● قائد للمهر أو العجل الصغير: ويكمن دور الحمار هنا في كونه مدرب للمهر الصغير الذي يتعلم المشي والاتجاهات..
● المساعدة في فطام الحيوانات الأخرى: يساهم بتأثير فعال لهم عند انفصالهم عن الأمهات في مرحلة الفطام حيث يعمل على تهدئتهم واستجابتهم سريعاً لعملية الفطام..
● صديق حميم في اسطبل الخيول: يلازم الخيول في اسطبلاتهم.. يكبح جماح غضب الحصان المتمرد أو الحصان الجريح والمصاب..
● صديق للمعاقين من البشر: حيث يثبت الحمار كل يوم شهامته في الاعتماد عليه.. فهو يمكنه التعامل مع الشخص المعاق ذهنياً وجسدياً دون أضرار.. وهو صديق للأطفال فلا يمكنه أن يرفس أو يعض أي طفل بجواره.. يداعبهم ويحميهم من الأذى..
● عامل من الطراز الأول: وهو (حمال الأسية) يعمل بجد.. يعرف واجباته.. صبور.. يؤدي جميع المهام.. صديق للفلاح.. ووسيلة تنقل مريحة للأشخاص والأشياء.. كما يستخدم في تربية البغال وإنجابها أيضاً بالتزاوج مع الخيول..
ومع أن الحمار حمار.. فقد بدأ مؤخراً بالتمرد على الحيف والاستغلال.. حيث أقدم حمارٌ في الجزائر على الانتحار غرقاً هروباً من قراصنة رمال البحر الذين كانوا يستغلونه في سرقة الرمال بطريقة وحشية.. وقرر وضع حد لعذاباته فتوجه صوب البحر وأخذ يغوص فيه حتى اختفى عن الأنظار..
(أبو صابر انتحر) رفضاً للذل.. هل سقفنا هو الانتحار؟!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إسرائيل تهدد بحرب واسعة في لبنان وحزب الله يصر على مواصلة ال


.. المنطقة الآمنة لنازحي رفح | #غرفة_الأخبار




.. وثيقة تكشف تفاصيل مقتل الناشطة الإيرانية نيكا شكارامي عام 20


.. تقرير إسباني: سحب الدبابة -أبرامز- من المعارك بسبب مخاوف من




.. السعودية تسعى للتوصل لاتفاقيات شراكة أمنية مع الولايات المتح