الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التناقضات الصارخة فى الدستور

نوال السعداوي
(Nawal El Saadawi)

2013 / 12 / 8
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان


من حق الشعب المصرى الذى نزف الدم فى ثورته أن يكون له دستور يحقق أهداف الثورة (خبز، حرية، عدالة، كرامة) أو يسير فى الطريق نحو تحقيقها، مشروع الدستور سينجح بدرجة «مقبول» إذا أجرى الاستفتاء عليه بطريقة نزيهة وشفافة، لكن نزاهة الاستفتاءات والانتخابات غير ممكنة فى ظل النظم الطبقية الأبوية (الانتخابات فى أمريكا وأغلب البلاد تقوم على المناورات والأكاذيب والأموال).

سيوافق الشعب المصرى على الدستور، رغم ما فيه من تناقضات ومراوغات، لأن أمانى الثورة الشعبية لا تتحقق بدستور يكتبه خمسون رجلا وخمس نساء، لكن تتحقق الأمانى الثورية بالقوى الشعبية ذاتها التى قامت بالثورة نساء ورجالا وشبابا وأطفالا، إنه دستور المرحلة الانتقالية التى نعيشها، وأمانى القوى التى وصلت إلى الحكم بعد الثورة ومنها لجنة الخمسين.

المادة ٦٤ تقول إن حرية الاعتقاد مطلقة، لكن يتم تقييدها (بعبارة تأتى بعدها) تخص أصحاب الديانات السماوية بهذه الحرية المطلقة، لماذا يتم التمييز بين أصحاب الديانات السماوية وأصحاب الديانات الأرضية وغيرها من الكواكب؟ ألا يرث الجميع ديانتهم ولا فضل لأحدهم على الآخر مادام أنه لم يختر دينه بإرادته الحرة؟

المادة الثانية تبطل مادة حرية الاعتقاد المطلقة بالنص على أن الإسلام دين الدولة ومبادئ الشريعة الإسلامية المصدر الرئيسى للتشريع.

فكيف تتحقق حرية الاعتقاد المطلقة دون أن يتهم غير المسلم بعدم الانتماء للدولة أو الوطن والخروج عن الهوية و.. و.. و.. و؟

هذه المادة الثانية اقتحمت الدستور قسرا فى عصر السادات ـ ريجان، لتقسيم مصر طائفيا، فلماذا الإبقاء عليها؟

والقوانين المصرية كلها مدنية، إلا قانون الأسرة (الأحوال الشخصية) القانون الدينى الوحيد المستمد من الشريعة الإسلامية حسب التفسير الطبقى الأبوى للشريعة.

الدولة مدنية فى الدستور لكن دينها الإسلام فى الدستور نفسه.. أليس هذا تناقضاً صارخاً؟

المادة الثالثة تقول: مبادئ شرائع المصريين من المسيحيين واليهود المصدر الرئيسى للتشريعات المنظمة لأحوالهم الشخصية، أى أن قانون الأحوال الشخصية للمصريين يخضع للقانون الدينى، وهذا تناقض جوهرى فكيف ينص الدستور على خضوع الأسرة للحكم الدينى رغم النص على أن الدولة ديمقراطية حديثة حكومتها مدنية، أو حكمها مدنى (وهناك فارق مراوغ كبير بين الحكم والحكومة) بطبيعة الحال.

وينص الدستور فى المادة ١٠ على أن الأسرة أساس المجتمع قوامها الدين والأخلاق والوطنية وتعمل الدولة على ترسيخ قيمها واستقرارها.

لماذا الأسرة وحدها؟ وهل مؤسسات الدولة الأخرى ليس قوامها الدين والأخلاق والقيم والاستقرار؟

نعم قانون الأسرة لا يعمل على استقرارها ولا يرسخ الأخلاق ولا الدين ولا القيم، فالرجل يملك حق الطلاق والزواج بأربع دون سبب إلا شهوته الجنسية أو الاقتصادية، ويمكن لرجل فى التسعين (متزوج وله أولاد وأحفاد) أن يتزوج طفلة، وقد انتشرت ظاهرة الأطفال غير الشرعيين وزواج القاصرات واغتصاب الأطفال الإناث والذكور بسبب فوضى الرجال الكبار الجنسية والأخلاقية فى ظل القانون والشريعة!

وهناك تناقضات أخرى فى الدستور، وأكتفى بهذا مؤقتا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - خالفي تعرفي
عبد الله اغونان ( 2013 / 12 / 8 - 01:13 )
كل هذه المواد التي تنص على أن دين الدولة الاسلام وأنها تستمد من الشريعة
وأن قانون الأحوال الشخصية راجع لديانة الشخص مسلم / مسيحي
دين الدولة هو الانقلاب واغتصاب السلطة
والتمرد على الرئيس الشرعي كما فعل مع الخليفة عثمان وعلي ابن أبي طالب
دين الدولة التي تبيح الخمر والخنزير والربا والفساد خلقي / واقتصادي
الاستفتاء سيوافق عليه الشعب مع ولكن ولكن...كلام وكأنك تعرفين النتيجة مسبقا وتتقبلينها ...وما أدراك؟ كل هذه المظاهرات قد تعني المقاطعة بعد أن فقد الناس ثقتهم في الانتخابات مادامت تؤول الى انقلاب
لو كان هناك رئيسة وبرلمان كله نساء ووزيرات هل تتوقعين المدينة الفاضلة هناك دائما فاسدات وفاسدين ما النظام في عهد مبارك كان يوظف النساء حتى بالكوتا وكل الفاسدين
تتحالف معهم زوجاتهم وبناتهم وما ملكت ايمانهم بل حتى راقصات وممثلات لم يكن لديهن أي احساس سياسي ومهرجون استعملوا وانتهت صلاحيتهم
الانقلاب لايصنع وطنا وعدلا ولاتغييرا ولاأمنا ولااقتصادا
الدبابات لن تحكم أبدا


2 - كوارث الرئيس الساداتى
على سالم ( 2013 / 12 / 8 - 03:29 )
يعتبر الرئيس المؤمن انور الساداتى(هل كان مؤمن حقا ) سبب مصائب الدستور الحالى ,لقد تامر الساداتى الحشاش الخنزير المنافق مع كتيبه الاسلامجيه الزنادقه بان يضيف الماده الثانيه المعيبه فى الدستور السابق مقابل ان يكون الرئيس مدى الحياه ,كانت صفقه قذره نفذها هذا الرئيس الغبى الجاهل الحشاش والان قطيع القرود فى لجنه الخمسين اصابهم الحول والخبل والبلاهه ,يجب الوقوف وقفه حازمه صارمه ضد هؤلاء الاسلامجيه المجرمين الفجره الماسونيين


3 - لقد جانبك الصواب يا دكتورة
حسنين قيراط ( 2013 / 12 / 8 - 05:44 )
العزيزة الدكتورة نوال
بعد سلام الله عليك
أسمحي لي أن أعلق علي نقطتين في هذا المقال
أولا:الدولة مدنية فى الدستور
يادكتورة ليس هناك ما يسمي بالدولة المدنيةولا العلمانية ولا الدينية ولا العسكريةولا أي صفة بسبب بسيط وهو أن الدولة تتكون من
شعب
أقليم
سلطة
فلا يصح أن نطلق علي شعب ما أنه شعب مدني وكذلك الأقليم
أما السلطة بمفهوما الشامل فهي التي تختص بصفة المدنبة أو غيرها من الصفات

ثانيا: تقولين( فالرجل يملك حق الطلاق والزواج بأربع دون سبب إلا شهوته الجنسية أو الاقتصادية
لقد شرع لنا الله عز وجل الزواج مثني وثلاث ورباع ليس للسبب الذي تزعمين ( وأنت أدري بذلك منا) بل لأسباب العقم ، المرض ، وعد م إنجاب الذكور، والكره ، والنشوذ .....إلي آخر هذه الأسباب التي من أجلها أباح الله لنا تعدد الزوجات وفي هذا رحمة وصيانة للأعراض

أما إن كان هناك من يتخذ إلاهه هواه بسبب ما ذكرتيه من شهوة جنسية أو سعة في المال ويتزوج أكثر من واحدة فمرده إلي الله وحده
يا دكتورة العيب في البشر وليس في الدين
مع إحترامي


4 - لقد جانبك الصواب يا دكتورة
حسنين قيراط ( 2013 / 12 / 8 - 05:44 )
العزيزة الدكتورة نوال
بعد سلام الله عليك
أسمحي لي أن أعلق علي نقطتين في هذا المقال
أولا:الدولة مدنية فى الدستور
يادكتورة ليس هناك ما يسمي بالدولة المدنيةولا العلمانية ولا الدينية ولا العسكريةولا أي صفة بسبب بسيط وهو أن الدولة تتكون من
شعب
أقليم
سلطة
فلا يصح أن نطلق علي شعب ما أنه شعب مدني وكذلك الأقليم
أما السلطة بمفهوما الشامل فهي التي تختص بصفة المدنبة أو غيرها من الصفات

ثانيا: تقولين( فالرجل يملك حق الطلاق والزواج بأربع دون سبب إلا شهوته الجنسية أو الاقتصادية
لقد شرع لنا الله عز وجل الزواج مثني وثلاث ورباع ليس للسبب الذي تزعمين ( وأنت أدري بذلك منا) بل لأسباب العقم ، المرض ، وعد م إنجاب الذكور، والكره ، والنشوذ .....إلي آخر هذه الأسباب التي من أجلها أباح الله لنا تعدد الزوجات وفي هذا رحمة وصيانة للأعراض

أما إن كان هناك من يتخذ إلاهه هواه بسبب ما ذكرتيه من شهوة جنسية أو سعة في المال ويتزوج أكثر من واحدة فمرده إلي الله وحده
يا دكتورة العيب في البشر وليس في الدين
مع إحترامي


5 - يعلم قيراطا ويعلم الله 24 قيراط
محمد بن عبدالله ( 2013 / 12 / 8 - 14:12 )
يبدو السيد حسنين قيراط عالما بنوايا وأغراض القرآن ..وهو أعلم منا ومن كثيرين فقد حصر أسباب تعدد الزوجات في شروط من عندياته
لا يا سيدي لا أثر لهذه الشروط والضوابط في الشريعة وإلا لما سُمح بالتعدد إلا في وجودها
اذكر لي مدرسة اسلامية واحدة أو مذهبا سنيا كان أو شيعيا يقر بشروطك أعلاه...كلهم يرفضون تحريم ما حلله الله

ثم هل من الخـُلـُق والشرف أن يتزوج الرجل من أخرى عند مرض الأولى؟ أين الوفاء أين الانسانية؟.. بل أين العدل في تطبيق القاعدة نفسها في حالة مرض الزوج؟
ألا يلزم العدل في هذه الحالة قبول المقعد بنكاح امرأته من زوج آخر أو من ثلاثة أزواج للالتزام بالعدد الكلي 4 الذي ارتضته حكمته عز وجل سبحانه؟

ألا تزال ترى العيب في البشر لا في الدين؟ وما فائدة دين أو نظرية أو عقيدة مستحيلة التطبيق؟ أو أين ومتى رأيت مسلمين يطبقون شروطك وضوابطك؟
كم عدد نساء الخلفاء الراشدين وكم عدد المنكوحات على أيدي الموعودين بالجنة ؟ أكان ذلك تدريبا ضروريا قبل المباراة النهائية الأبدية ولقاء القمة مع الحوريات؟


6 - الأستاذ حسنين قيراط المحترم
ضرغام ( 2013 / 12 / 9 - 05:19 )
الأستاذ حسنين قيراط المحترم الذي اتهمني بعمي القلوب وانني أكره الأسلام والمسلمين

هنا، أنا أخاطب ضميرك الأنساني فقط لا غير، الصور في الرابط التالي هي مجرد عينات بسيطه توضح مدي الحرق والسلب والنهب والقتل والتهجير والاجرم الذي حدث للمسيحين المصريين (**لاحظ أن مصر ينص دستورها علي أن الأسلام هو دين الدوله**) منذ 30/6/2013 ، وكل حدث من هذه الأحداث تم علي صيحات الله أكبر

https://www.google.com/search?q=burned+churches+in+egypt&rlz=1T4GZAB_enUS462US463&source=lnms&tbm=isch&sa=X&ei=yDalUuWAJqTx2QWes4G4Cg&ved=0CAkQ_AUoAQ&biw=1600&bih=698

هل المسلمين الذين قاموا بهذه الأعمال البربريه الوحشيه ليسوا مصابين بعمي القلوب ولا يكرهون المسيحيين والمسيحيه؟ ولازال رأيك أنني أنا المصاب بعمي القلوب وانني أكره الأسلام والمسلمين؟

لاحظ أني أخاطب ضميرك الأنساني وليس الأسلامي، لأنك غرقت في عقيدتك ألي هامه رأسك، فأرجوك أن تطفوا قليلا علي السطح حتي تري الحقائق في ضو الشمس، فهي تختلف عن الحقائق الملويه 180 درجه...ياتري هل سترد، أم ستلزم الصمت كما فعلت حيال تعلقي الموجه لك في مقاله **حكومتها مدنيه**؟


7 - الأستاذ حسنين قيراط المحترم
ضرغام ( 2013 / 12 / 11 - 20:24 )
الأستاذ حسنين قيراط المحترم

لماذا لزمت الصمت ولم تكمل حواري معك من خلال باب التعليقات؟

اخر الافلام

.. دروس الدور الأول للانتخابات التشريعية : ماكرون خسر الرهان


.. مراسل الجزيرة يرصد آخر تطورات اقتحام قوات الاحتلال في مخيم ن




.. اضطراب التأخر عن المواعيد.. مرض يعاني منه من يتأخرون دوما


.. أخبار الصباح | هل -التعايش- بين الرئيس والحكومة سابقة في فرن




.. إعلام إسرائيلي: إعلان نهاية الحرب بصورتها الحالية خلال 10 أي