الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مانديلا وحرب العراق

عادل الخياط

2013 / 12 / 8
مواضيع وابحاث سياسية


مناقب هذا الإنساني المسالم العظيم لا تُحد بمفردات ضئيلة , وإذا كان لا بد من ذلك , فأعتقد إن ميديا العالم قد قالت ولا زالت عنه الكثير الكثير.. أما هنا فأحاول أن أنوه لعبارة قالها " مانديلا " إبان حرب العراق 2003 , عبارة بسيطة تعبر عن روحه السلمية العظيمة التي قادت ذلك الإحتقان بين سود وبيض جنوب أفريقيا إلى سلام ووئام يصعب تصوره في معادلات النفس البشرية المٌفعمة بالثأر المستبطن .

العبارة قالها بحق " جورج بوش " الثاني الذي أوقد حرب العراق والتي قادت لتقلد التنظيمات الإسلامية التابعة لإيران مقاليد الحكم في العراق اليوم , عبارة تقول : سوف أشتكي هذا البوش الثاني لأبيه بوش الأول على مغامراته الحروبية في العراق " .. الواضح إن تلك العبارة تُعبر عن سخرية بمغامرة بوش الحربية في العراق , لكونها سوف تقود إلى عواقب غير محمودة لهذا البلد , ولا شك إن مانديلا وهو السياسي الذي تخمرت في رأسه أبعاد التكوينات المعارضة في الشرق الأوسط ومديات صلاحياتها لتسلم الحُكم , كونها تكوينات هجينة وتابعة بإفراط لجهات إقليمية . لا شك إنه لم يكن ينطق فقط لكونه رجل سلام , إنما نظرته المتخمرة للعقلية الثورجية الإسلامية التي إستشرت في الثلاثين سنة الأخيرة التي تزعمتها عمائم إيران ومديات تأثيرها على الدول الإقليمية وأبرزها العراق ومن ثم زحف الإضطراب إلى بقية الدول الإقليمية .. وأعتقد إن الأسقف الجنوب أفريقي ورفيق " مانديلا " ديزموند توتو " هو الذي عبر على لسان " مانديلا " وبوضوح " عن محاكمة جورج بوش وتوني بلير " على تسببهما في حرب العراق وما قادت تلك الحرب لكل الإضطرابات الطائفية التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط , وبالتحديد المنطقة المحصورة بين " إيران العراق سوريا تركيا "

هل تحتار كيف تخلق ديمقراطية ناضجة , كيف تخلق ديمقراطية ناضجة ليست على شاكلة دولة مثل باكستان على سبيل المثال , يعني دولة مثل باكستان تنعم بديمقراطية منذ عشرات السنين , لكن في ذات الوقت يترافق مع شعب وحكومة باكستان الإضطرابات الدائمة والإنقلابات العسكرية والعنف المستشري , وغيرها الكثير من هذا المحيط الذي تحكمه عقليات دينية متزمة متورمة في كل سلك من سلوكياته , هذا إذا إفترضنا إن حرب العراق قد قادت إلى ترسيخ الغاية من تكوين نظام متعدد برلماني ,, وغيرها وغيرها وغيرها الكثير التي تٌصم فيها الآذان عن كل الفقاعات التي تعصف بتلك الكيانات , وتُغمض العيون عن أبسط الحقوق الآدمية لتلك الكائنات , لتأتي هذ الكائنات الممسوخة في النهاية وتقترع عاهرها الذي يذلها في كل شذرة نحو حياة نوعا ما كريمة وليس كريمة على مقياس فوقي على نحو ما كذلك .

فهل كان مانديلا يعي تلك الحقيقة التي عبر عنها على لسان الاسقف " ديزموند " عن الرفض القاطع للحرب كونه ايقونة للسلم العالمي , أم أنها تحصيل حاصل لما سوف يورثه ذلك الجزر الدموي الذي سوف يعصف بتلك البؤرة من العالم , مع إن التنبؤ كان يلوح في الأفق عن زمن الحرب القادمة الآنية , تنبؤ قبل أن يُنسب ديزموند أسباب حروب الساعة اليوم للحرب على العراق .

في كل الأحوال تظل سلمية " مانديلا هي المقياس لردم التصدعات التي تعصف بهذا العالم العنفي , لكن هل تعي العقليات الدموية عظمة الحكمة السلمية لذلك المغرد في سماوات الحب والسِلم الإنساني ؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رغم تحذيرات الحكومة من تلوث مياهها... شواطئ مغربية تعج بالمص


.. كأس أمم أوروبا: فرنسا تسعى لتأكيد تفوقها أمام بلجيكا في ثمن




.. بوليتيكو: ماكرون قد يدفع ثمن رهاناته على الانتخابات التشريعي


.. ردود الفعل على قرار الإفراج عن مدير مجمع الشفاء الدكتور محمد




.. موقع ناشونال إنترست: السيناريوهات المطروحة بين حزب الله وإسر