الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تارودانت : الرشوة والجنس ؟ الجزء 4

المهدي السكتاني

2013 / 12 / 8
حقوق الانسان



هذه المدينة الصغيرة تحمل حقائق أطوارها غريبة، لها من كل الأجناس أصدقاء كل منهم يراها من زاويته خاصة الفرنسيين، وحتى رئيسهم السابق جاك شراك، هذه العلاقة التي بدأت مع دخول المستعمر الفرنسي الذي رأى في الأرض والماء وسيلة إنتاج رأسمالية مربحة، سياسة استعمارية حولت المدينة إلى مرتع للفساد والجنس بعد بروز طبقة العمال الزراعيين، خاصة المرأة العاملة من أصول الفلاحين الصغار الذين تم انتزاع أراضيهم، واستقبلت المدينة الوافدين من الجبال والأحياء الهامشية من المدن المغربية خاصة المرأة الفقيرة، التي يتم يوميا تسويقها وتبضيعها في شوارع المدينة في الصباح الباكر لاستغلالها في ضيعات الملاكين العقاريين الكبار (من الفجر إلى الغروب)، أسرة خطيب الفرنسية تنتمي إلى الأسر المهجرة إلى المدينة تاركة أراضيها مهملة ويستغل بقايا الإقطاع بعضا منها، كانت للفرنسية ذكريات جميلة بالجبال المجاورة لهذه الأراضي التي ترى فيها مجالا حيويا لاستثمار أفكارها وبناء مستقبلها مع خطيبها، وأحبت هذه المدينة التي رأت فيها ما يعوض ما فقدته من أصول أجدادها أبيها المغربي فقررت أن تستقر بتارودانت ؟

عندما قال لها الشرطي:"سترجعين لوحدك... سنحتفظ به بعض الوقت" كانت صدمتها قوية جعلتها تتشبث بزوجها أكثر، وقررت أن تواصل النضال من أجل إخراجه من السجن رغم تخلي الأسرة عنه كما يبدو لها، وهي لم تفهم أن الأسرة قد تم إرهاقها في المرحلة الإبتدائية من هذه القضية وتراكمت عليها الديون بسبب الرشوة (20 ألف درهم ؟) والنتيجة الزج بابنها في السجن الفلاحي بتارودانت، معاناة إضافية لأسرة فقيرة فقدت أرضها وعليها اليوم حمل سلة التمويل للسجن كل أسبوع لزيارة ابنها، الطوابير اليومية من الأمهات وبعض الآباء من الأسر الفقيرة تقف بباب السجن الفلاحي بتارودانت حاملة التموين... تقف الفرنسية محرومة من زيارة خطيبها، فما كان عليها إلا الشروع في استكمال وثائق عقد الزواج.

الشهادة الطبية لخطيبها هي التحدي الأول، فبعد وضع طلب إجراء الفحص الطبي له بالسجن تزور هي الأخرى مستشفى المختار السوسي، تجري الفحص (...) تحصل على شهادتها وشهادة زوجها وتؤدي مقابل ذلك 100 درهم مباشرة للطبيب، شهادة طبية لنزيل بالسجن دون خصوره ؟ لم تستطع الفرنسية فهم أن الرشوة تفعل فعلتها حتى في المستشفيات وأن ما قام به الطبيب خرق سافر للقانون إلا عندما نبهها المناضلون الذين يحتضنونها، لم تعرف أن الشواهد الطبية تباع وتشترى وتلعب لعبتها في الملفات بالمحكمة الإبتدائية بتارودانت ؟

تحولت الشابة الفرنسية بين عشية وضحاها إلى الدخول في لعبة الرشوة والجنس ؟ خرجت من قوقعتها التي وضعت فيها حيث حصار أسرة خطيبها مشدد عليها بعد فراقهما بسبب السجن، وقررت أن تناضل لوحدها رافضة أن ترافقا أخت خطيبها التي ترى في وجودها إزعاج لها حيث المسؤولون في المحكمة يتجاهلونها عندما تكون الأخت موجودة معها، وهي لا تفهم العربية، قررت اقتحام إدارة المحكمة بدعم من المناضلين الذين شجعوها على النضال من أجل استكمال وثائق الزواج وتسريع إجراء استئناف الحكم لإجراء المحاكمة في أقرب وقت ممكن والحصول على تنازل الضحية لتخفيف الحكم.

كان عليها أن تتصل ب"قاضي القضاة" في ذلك اليوم، لقد بدا السيد النائب مهتما بها حيث خرج من مكتبه مسرعا ليحضر لها محاضر الشرطة للتأكد من محتواها الذي تعتبره مشبوها ؟ هكذا بدأ السيد "قاضي القضاة" استرجاع علاقته معها التي افتقدها بعد فشله من ترتيب "زيارة خطيبها بالسجن" وقال لها بهذا الصدد : من هو ذلك الشخص الذي رافقته إلى السجن ؟ فردت صديق لي ! ورد قائل لها : ترافقين ذلك الشخص وتريدين دخول السجن ؟ إن دخولك ممنوع ولكنني باستطاعتي تقديم هذه الخدمة ولو كانت غير مقبولة قانونيا !!! كونت الفرنسية فكرة على المسؤولين بالمحكمة الإبتدائية مفادها أنهم يتجاوزون القانون، وأصبحت تستهزئ منهم وتقول لأصحابها المناضلين كيف لهؤلاء المسؤولين تجاوز القانون ؟ تقول مستهزئة : يقول السيد "قاضي القضاة" بكل جرأة أنه باستطاعته تجاوز القانون !!!

لم تفهم الفرنسية أنها في مجتمع غريب، يسود فيه الفساد خاصة في مؤسسة من المنتظر أن تحاربه، ولم تفهم ذلك إلا في نقاشاتها مع المناضلين الذين رافقتهم قي عز محنتها، ولم تفهم لماذا تخلت الأسرة عن متابعة نضالها من أجل إخراج ابنها من السجن ؟ في المجتمع الفرنسي، تقول، تتم تربية الأبناء على الحرية وتكوين الشخصية على أساس الإعتماد على النفس وبناء المستقبل مستقلا عن الأسرة، إلى حد أن الفرنسي(ة) من حقه أن يحلم بأن يصبح يوما رئيس دولة ؟ ولم تفهم معنى أسباب الإتكالية التي تطبع شخصية المغربي(ة) خاصة في الطبقات الشعبية، إلا حينما اكتشفت أن أسرة خطيبها أصبحت ترى فيها عونا نزل من السماء يقيها شر مشاكل الزواج والمحاكمة بمحكمة الإستثناف والعلاقة مع قضاة المحكمة الإبتدائية، هذا العمل الذي يتطلب من الأسرة لو كانت لوحدها أن تدفع المزيد من الرشوة ؟ بينما الفرنسية، أصبح الكل يبتسم لها في المحكمة الإبتدائية ويرغب في الحديث معها، وحتى الشرطي الذي كانت قد كونت عليه فكرة ممارسة العنف تحول شكله ولونه وأصبح يبتسم لها ويقدم خدماته على طبق من ذهب.

أحست الفرنسية أنها الآن مهمة واخترقت مجمع القضاة بالمحكمة الإبتدائية بتارودانت إلى أن وصلت إلى مستوى حياتهم الشخصية !!!؟؟؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وسائل إعلام إسرائيلية تتناول مخاوف نتنياهو من الاعتقال والحر


.. تونس.. مظاهرة في مدينة العامرة تدعو لاجلاء المهاجرين غير الن




.. إخلاء مركز للمهاجرين في تونس ومظاهرة لترحيلهم ورفض توطينهم


.. الأمم المتحدة: دارفور معرضة لخطر المجاعة والموت




.. آلاف الإسرائيليين يتظاهرون للمطالبة بإبرام صفقة تبادل فورية