الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نيلسون ما نديلا من رئيس لجماعة مسلحة الى رمز عالمي لنبذ الانتقام .

ثامر ابراهيم الجهماني

2013 / 12 / 8
مواضيع وابحاث سياسية


توفي نيلسون مانديلا في 5 ديسمبر 2013 في منزله بجوهانسبرج إثر عدوى في الرئتين في جنوب أفريقيا، غالبا ما يشار إلى مانديلا باسمه في العشيرة ماديبا. كان يفتخر بانتمائه للعشيرة ، وللمضلومين ...كان مقاتلاً شرساً في وجه نظام الفصل العنصري ( الابارتهايد ) .

نشأته :

نيلسون روليهلاهلا مانديلا ( من مواليد 18 يوليو 1918 ) في قرية مفيتزو Mvezo بمقاطعة أوماتاتا (Umtatu) ، بإقليم ترانسكاي في جنوب أفريقيا. سمي «روليهلاهلا»، ويعني «نازع الأغصان من الشجر» أو بالعامية "المشاكس"، وفي السنوات اللاحقة أصبح يعرف باسم عشيرته، ماديبا ..وهو سليل اسرة حاكمة فقد كان أحد أجداده من جهة والده، نغوبنغوكا Ngubengcuka، كان حاكما لشعب تيمبو في أراضي ترانسكاي بمقاطعة كيب الشرقية الحديثة في جنوب أفريقيا. رعى الماشية في صغره ارسلته أمه التي اعتنقت المسيحية للتعلم والدراسة على يدي مدرس انكليزي وهو الذاطلق عليه اسم نيلسون ، في التاسعة من عمره توفي أباه بمرض لم يشخص يعتقد مانديلا أنه من أمراض الرئة. قال في وقت لاحق أنه ورث من والده "التمرد بفخر" و "إحساس عنيد بالعدالة". انكب على تعلم الانكليزية والتاريخ والجغرافيا حتى عمر 16 سنة وفي وقتها كان يعتبر المستعمرين الأوروبيين محسنين، وليسوا ظالمين . بعد ذلك انتقل لدراسة الثانوية في معهد كلاركبري وهنا شجع الاختلاط القائم بين الطلبة على قدم المساواة، نيلسون في تغيير طبيعته "المنغلقة" .انتقل بعدها الى جامعة فورت هير انخرط في مقاطعة مجلس الطلاب (بالإنجليزية: Students Representative Council : SRC) للطعام بسبب نوعيتة، والذي كلفه توقيفا مؤقتا من الجامعة، فغادرها من دون شهادة. ووصل الى جوهانسبورغ في 1941 .

شخصيته :

تكوّن شخصيته ومعتقداته المسيحية التي آمن بها والتي كانت ذات تأثير واضح على سلوكه حتى ابدى اعجابه بالافكار الشيوعية لكن منعه من الانخراط ايمانه وتربيته المسيحية ولأنه رأى أن الكفاح في جنوب أفريقيا يجب أن يكون ضد العنصرية وليس الطبقية.اول أصدقائه من البيض كان نات بريغمان شيوعي يهودي . اطلع في هذه الفترة على أفكار حزب المؤتمر الوطني الافريقي والحزب الشيوعي ...بدأ بالتمرين في في مكتب محاماة ...

نشاطه الثوري :

1943 عند انضمامه لحزب المؤتمر الوطني الأفريقي تأثر بقيادات كثيرة وكان معتقدا بأنه يجب على الأفارقة السود أن يكونوا مستقلين تماما في كفاحهم من أجل تقرير المصير السياسي . 1944، تأسست رابطة الشبيبة للمؤتمر الوطني الإفريقي عين مانديلا باللجنة التنفيذية ثم رئيسا لها 1947 وبنفس العام تم انتخاب مانديلا لعضوية اللجنة التنفيذية لحزب المؤتمر الوطني الأفريقي بترانسفال .1948 بدأ مانديلا وكوادره بدعوة لعمل مباشر ضد نظام الفصل العنصري : مثل المقاطعات والإضرابات، متأثرين بوسائل وتكتيكات الجالية الهندي . حيث قاد ورفاقه الحزب إلى مسار أكثر راديكالية وثورية .انتخب رئيسا للحزب 1951 تلاها مباشرة ونتيجة للتراكمات صار متأثرا بنصوص كارل ماركس وفريدريك أنجلز وفلاديمير لينين وجوزيف ستالين وماو تسي تونغ، كما آمن بالمادية الجدلية .في 30 يوليو 1952، اعتقل مانديلا تحت عنوان قانون قمع الشيوعية بعد خطاب القاه على مؤيديه . وفي مقال له بهذه الفترة تحت عنوان (لا طريق سهل إلى الحرية) بدا واضحا تأثره بزعيم الاستقلال الهندي جواهر لال نهرو، انتقل بعدها لوضع خطة طوارئ للحزب تضمنت تقسيم المنظمة إلى خلايا بقيادة أكثر مركزية. التحول الفكري والثوري :1955 وصل مانديلا إلى تصور حول حزب المؤتمر الوطني الأفريقي يقضي بأنه "لا بديل عن مقاومة مسلحة وعنيفة" بعد أن شارك في الاحتجاج الفاشل لمنع هدم ضاحية السود في صوفياتاون جوهانسبرغ في فبراير 1955. أشار على سيسولو بطلب الأسلحة من جمهورية الصين الشعبية، ولكن الحكومة الصينية اعتقدت بأن الحركة غير مستعدة لخوض حرب عصابات ضد نظام الفصل العنصري. بمشاركة من مجلس جنوب أفريقيا الهندي، ومجلس الملونين ومؤتمر جنوب أفريقيا لنقابات العمال وكونغرس الديمقراطيين، حضر حزب المؤتمر الوطني الأفريقي لمؤتمر الشعب، داعيا جميع مواطني جنوب أفريقيا لإرسال مقترحات لمرحلة لحقبة ما بعد الفصل العنصري. واستنادا إلى الردود، وضع روستي بيرنشتاين مسودة ميثاق الحرية، لدعوة إلى إنشاء دولة ديمقراطية غير عنصرية مع تأميم الصناعات الرئيسية. وعندما اعتمد الميثاق في المؤتمر يونيو 1955 في بكليبتاون بحضور 3000 مفوض، اقتحمت الشرطة مكان الحدث، ورغم ذلك بقي جزءا مهما من أيديولوجية مانديلا .في 5 ديسمبر 1956، اعتقل مانديلا إلى جانب معظم المجلس التنفيذي لحزب المؤتمر الوطني الأفريقي بتهمة «الخيانة العظمى» .اعتقل مانديلا وغيره من الناشطين في 30 مارس1960 بعد اعلان حالة الطوارئ في البلاد وانتشار الفوضى واعمال الشغب .1961 بدأ االإعداد لإضراب «البقاء في البيت»

مانديلا رئيسا لجماعة مسلحة :

حذر مانديلا السلطات من أن العديد من النشطاء المناهضين للفصل العنصري سيلجؤون قريبا للعنف من خلال جماعات مثل Poqo التابعة لـ PAC كان يعتقد أنه على حزب المؤتمر تشكيل جماعة مسلحة لتحكم في توجيه بعض هذا العنف، مقنعا كل من زعيم حزب المؤتمر الوطني الأفريقي ألبرت وثولي - الذي كان أخلاقيا معارضا للعنف - ومجموعات من الحلفاء الناشطين لضرورته مستوحاة من حركة 26 يوليو التي قادها فيدل كاسترو وأشعلت الثورة الكوبية، شارك مانديلا في تأسيس «اومكونتو وي سيزوي» ("رمح الأمة"، ويختصر MK) مع سيسولو والشيوعي جو سلوفو في عام 1961. واصبح مانديلا رئيسا لجماعة مسلحة، وأفاده ما كتبه كل من ماو تسي تونغ وتشي غيفارا عن «حرب العصابات». رسمياً صارت المجموعة منفصلة عن حزب المؤتمر الوطني الأفريقي، لكنها أصبحت في السنوات اللاحقة جناحه العسكري .
تعتمد هيكلية المنظمة على الخلايا، وتأيد أعمال التخريب لممارسة أقصى قدر من الضغط على الحكومة بأقل عدد من الضحايا، كقصف المنشآت العسكرية ومحطات الطاقة وخطوط النقل والهاتف، ليلا وعند غياب المدنيين. وأشار مانديلا إلى أن أطروحة التكتيكات قد تفشل،
وقد يلجأ MK إلى "حرب العصابات والإرهاب". بعد منح زعيم حزب المؤتمر الوطني الأفريقي لوثولي جائزة نوبل للسلام، أعلنت منظمة MK عن وجودها على الملأ بـ 57 تفجيرا في «يوم دينغن» (16 ديسمبر) عام 1961، وتلتها المزيد من الهجمات في ليلة رأس السنة الميلادية الجديدة.
وقام الرئيس إبراهيم عبود بمنحه جوازا ديبلوماسيا، قبل أن ينصحه بالنضال من الداخل ، ومن ثم سافر إلى القاهرة حيث أعجب بالإصلاحات السياسية للرئيس جمال عبد الناصر، ثم ذهب إلى مدينة تونس، حيث التقى بالرئيس الحبيب بورقيبة وتسلم منه 5،000 جنيه استرليني للأسلحة. انتقل بعدها إلى المغرب ومالي وغينيا وسيراليون وليبيريا والسنغال، وتلقى أموالا من الرئيس الليبيري وليام توبمانوالرئيس الغيني أحمد سيكو توري. سافر بعدها إلى لندن (إنجلترا)، حيث التقى بنشطاء مناهضين للفصل العنصري، وصحفيين وسياسيين يساريين بارزين. عاد إلى إثيوبيا، وبدأ دورة تدريبية لمدة ستة أشهر حول حرب العصابات، ولكنه استدعي بعد شهرين فقط إلى جنوب أفريقيا.

الاعتقال الاطول :

اعتقل في 1962 واودع سجن جزيرة روبن (1962-1982) ثم سجن بولسمور (1982-1988) ثم
سجن فيكتور فيرستر ثم الإفراج (1988-1990) .
في مايو 1990، قاد مانديلا وفدا متعدد الأعراق من حزب المؤتمر الوطني الأفريقي في مفاوضات أولية مع وفد حكومي من 11 رجلا أفريكاني. أثار مانديلا أعجبهم عندما تحدث عن تاريخ الأفريكانية، توصلت المفاوضات إلى دقيقة “شور غروت”، التي خلالها قررت الحكومة رفع حالة الطوارئ. في أغسطس، عرض مانديلا - وهو مدرك لضرر العمل العسكري على حزب المؤتمر - وقفا لإطلاق النار. العرض جوبه بانتقادات واسعة من نشطاء MK. ما دفع بمانديلا لقضاء الكثير من الوقت في محاولة لتوحيد وبناء حزب المؤتمر الوطني الأفريقي، ولدى ظهوره في مؤتمر جوهانسبرغ في ديسمبر والذي حضره 1600 مندوبا، وجده الكثير منهم أكثر اعتدالا مما كان متوقعا. في يوليو 1991، أثناء المؤتمر الوطني للحزب في ديربان، اعترف مانديلا بأخطاء الحزب وأعلن عن هدفه في بناء "فريق مهام قوي ومؤهل" لتأمين حكم الأغلبية. في المؤتمر، انتخب مانديلا رئيسا لحزب المؤتمر الوطني الأفريقي، ليحل محل تامبو المريض، كما تم انتخاب 50 عضوا تنفيذيا من أعراق وأجناس متعددة.

المغاوضات :

ثم خاض محادثات كوديسا (1991-1992) فيأعقاب مذبحة بيشو، التي قتل فيها 28 من أنصار حزب المؤتمر الوطني الأفريقي وجندي واحد رميا بالرصاص بيد قوات الدفاع سيسكي أثناء مسيرة احتجاجية، تحقق مانديلا من أن العمل الجماعي يؤدي إلى مزيد من العنف، فاستأنف المفاوضات في سبتمبر. جاءت الموافقة بشرط أن يتم إطلاق سراح جميع السجناء السياسيين، وحظر أسلحة الزولو التقليدية وتسييج مساكن الزولو. كان الغرض من الطلبين الأخيرين منع المزيد من هجمات انكاثا، وتحت ضغوط متزايدة، وافق دي كليرك على مضض. تم الاتفاق خلال المفاوضات على إجراء انتخابات عامة متعددة الأعراق، نتج عنها حكومة ائتلافية لمدة خمس سنوات وجمعية دستورية، واستمر نفوذ حزب الوطني. قبل حزب المؤتمر الوطني الأفريقي أيضا بالحفاظ على وظائف موظفي الخدمة المدنية البيض، جلبت مثل هذه التنازلات انتقادات داخلية شرسة اتفق الثنائي على دستور انتقالي وضمان الفصل بين السلطات وإنشاء محكمة دستورية، بما في ذلك مشروع قانون للحقوق على طراز الولايات المتحدة، وأيضا تقسيم البلاد إلى تسع محافظات. كما تنازل كل من دي كليرك عن رغبته في الفيدرالية ومانديلا عن حكومة واحدة .
واجهت العملية الديمقراطية تهديدا من مجموعة الجنوب أفريقيين المعنين (Concerned South Africans Group : COSAG)، وهو تحالف من أحزاب أفريكانية يمينية متطرفة وجماعات عرقية انفصالية سوداء مثل انكاثا. وفي يونيو 1993، تهجمت مجموعة تفوق العرق الأبيض الأفريكانية (white supremacist Afrikaner Weerstandsbeweging : AWB) على حظيرة مركز كمبتون للتجارة العالمية . وفي أعقاب مقتل زعيم المؤتمر الوطني الأفريقي كريس هاني، نشر مانديلا خطابا للتهدئة من الأعمال الانتقامية بعد ظهوره في جنازة جماعية في سويتو لتامبو الذي مات من سكتة دماغية. في يوليو 1993، زار كلا من مانديلا ودي كليرك الولايات المتحدة، والتقى كل منهما الرئيس بيل كلينتون على حدا واستلما «ميدالية الحرية». وبعد فترة قصيرة، تلقيا معا جائزة نوبل للسلام في النرويج.
انتخب مانديلا لرئاسة جنوب أفريقيا (1994-1999) وأجرى المصالحة الوطنية حيث ترأس مانديلا الانتقال من حكم الأقلية بنظام الفصل العنصري إلى الديمقراطية متعددة الثقافات، ورأى في المصالحة الوطنية بأنها المهمة الأساسية في فترة رئاسته. وبعد أن شاهد كيف تضررت الاقتصادات الأفريقية في مرحلة ما بعد الاستعمارية برحيل النخب البيضاء، عمل مانديلا على طمأنة السكان البيض في جنوب أفريقيا بأنهم ممثلون في «أمة قوس قزح»
في اواخر التسعينيات انسحب من الحياة السياسية وتحول الى مكوك يتحرك في كل الاتجاهات في خدمة المصالحة العالمية فقد كان وسيطا ً من أجل السلام في بورندي كما عارض الحرب الامريكية على العراق وانتخب عضوا في مجلس حكماء العالم .

خلاصة فكره :

كان مانديلا قوميا أفريقيا، ذو موقف أيديولوجي منذ انضمامه إلى حزب المؤتمر الوطني الأفريقي، وأيضا «ديمقراطيا» و«اشتراكيا». كما قدم نفسه كقائد مستبد في العديد من خطاباته، آمن مانديلا كثيرا بالديمقراطية والالتزام بقرارات الأغلبية حتى ولو عارضها بشدة. ورسخ لديه الاعتقاد بأن "الشمولية والمساءلة وحرية التعبير" من اسس الديمقراطية،وكان يقوده الإيمان بالحقوق الطبيعية والبشرية.
كاشتراكي ديمقراطي، كان مانديلا "يعارض علنا الرأسمالية والملكية الخاصة للأراضي وسلطة المال الكبيرة". متأثرا بالماركسية، نادى مانديلا أثناء الثورة بالاشتراكية العلمية، ولكنه نفى أن يكون شيوعيا أثناء محاكمته بالخيانة. يعتقد كاتب السير ديفيد جيمس سميث بأن هذا غير صحيح، مشيرا إلى أن مانديلا "تبنى الشيوعية والشيوعيين" في أواخر خمسينيات وأوائل ستينيات القرن العشرين، على الرغم من أنه كان "الزميل المسافر" أكثر منه عضوا في الحزب. في ميثاق الحرية 1955، والذي ساعد مانديلا في تحضيره، جرت المطالبة بتأميم البنوك ومناجم الذهب والأراضي، مع الاعتقاد بأن ذلك ضروري لضمان التوزيع العادل للثروة. ورغم كل هذه الاعتقادات، فإن مانديلا لم يؤمم شيئا خلال فترة رئاسته، خوفا من أن يخيف ذلك المستثمرين الأجانب. وجاء هذا القرار أيضا بتأثير تساقط الدول الاشتراكية في الاتحاد السوفيتي والكتلة الشرقية في أوائل تسعينيات القرن العشرين .

لعبت وسائل الاعلام على كل المستويات بابراز شخصية مانديلا وتسليط الضوء عليها ..من طباعة صورته على التيشيرتات والقبعات والملصقات في كل دول العالم ..واكثر من 100 كتاب بكل اللغات تناولت حياته ونضاله .

* للموضوع مراجع








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بسبب نقص الغاز، مصر تمدد فترات قطع التيار الكهربائي


.. الدكتور غسان أبو ستة: -منعي من الدخول إلى شنغن هو لمنع شهادت




.. الشرطة الأمريكية تفض اعتصام جامعة فرجينيا بالقوة وتعتقل عددا


.. توثيق جانب من الدمار الذي خلفه قصف الاحتلال في غزة




.. نازح يقيم منطقة ترفيهية للتخفيف من آثار الحرب على أطفال غزة