الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لا يولد التعصب القومي سوى تعصبا قوميا عدائيا

هشام عقراوي

2013 / 12 / 8
مواضيع وابحاث سياسية


التجربة العراقية و التركية و الإسرائيلية و العديد من التجارب الأخرى في العالم أثبتت أن ممارسة التعصب القومي من قبل اية قومية و خاصة أن كانت في السلطة فأنها سوف لن تولد الا التعصب القومي المقابل و العداوات و الاصطفافات المعادية. و أن الشئ الوحيد الذي يساعد على تقابل و أجتماع القوميات على أساس أنساني هو الابتعاد عن التعصب القومي.
العراق في العصر الصدامي العربي السني و العراق في عصر المالكي الذي يدار من قبل الشيعة لم تخلق في التطبيق العملي سوى تعصبا عربيا سنيا يصل الى درجة الإرهاب و القتل على الهوية بين الجانبين. هذا الخلاف و بسبب تعصبة الطائفي لم يؤدي الى أستقرار الوضع في العراق بل الى المزيد من القتل و الفوضى و الى أستغلال الدول و المنظمات الإرهابية العالمية لهذا التعصب الطائفي و القومي.
تركيا و منذ تأسيسها كجمهورية من قبل أتاتورك و هي تمارس التعصب الطوراني ضد الكورد و القوميات الأخرى و من أجل السيطرة على الكورد و القوميات الأخرى مارست سياسة التتريك و منعت الكورد و باقي القوميات من التحدث بلغاتهم و حرمتهم من جميع حقوقهم. سياسة تركيا الطورانية كانت نتيجتها نهضة قومية كوردية و حربا قومية لازالت مستمرة لحد الان وسوف لن تنتهي ألا بأنتهاء التعصب القومي لدى الدولة التركية.
الان و بعد تحرير بعض أجزاء جنوب كوردستان و سيطرة حزب البارزاني و الطالباني على المناطق الكوردستاية خارج أقليم كوردستان و أدارتهم لهذة المنطقة و خاصة منطقة كركوك، و بدلا من محاولة هذين الحزبين التقليل من الصراع القومي في تلك المناطق كي يتم بواسطتها أنهاء الاصطفافات القومية و التعصب القومي لدى القوميات الأخرى العربية و التركمانية نراهم يقتربون من أرتكاب نفس خطأ الأنظمة العراقية و النظام التركي.
حزب البارزاني و الطالباني و حركة التغيير و القوى الإسلامية لم تستطيع التغلب على أنانيتهم الحزبية و تعصبهم الحزبي و يريدون وباسم المصالح القومية الاصطفاف ضد القوميات الأخرى في منطقة كركوك في حين نحن الكورد لسنا بحاجة أجواء التعصب بقدر ما نحن بحاجة الى خلق أجواء صداقة مع القوميات الأخرى في مدن ديالى و كركوك و نينوى تحديدا. و بما أن الكورد يديرون كركوك فيجب أن يشكل الكورد في كركوك أولا نظاما يكون نموذجا للعرب في نينوى و ديالى أيضا و بواسطته يتخلص الكورد في نينوى و ديالى من العصب العربي و الطائفي.
العرب و التركمان في جميع الأحوال سيعيشون معنا في هذه المدن و سواء انضمت هذه المدن الى أقليم جنوب كوردستان أم بقت كما هي أو تحولت الى إقاليم مستقلة فعلى القوميات التي تعيش فيها أن تختار السلام مع بعضها البعض و أن يكونوا متحابين كمواطنين ذو حقوق متساوية.
و بما أن القومية الكوردية هي الأغلبية في مناطق كركوك و يتم أدارتها من قبل الكورد فأن القوى الكوردستانية هي المسؤولة عن خلق أجواء الصداقة بين القوميات الكوردية و العربية و التركمانية و هذا لا يأتي من خلال الاصطفاف القومي المتعصب، تماما كما الحكومة العراقية مسؤولة عن خلق أجواء بعيدة عن الطائفية الشيعية و السنية في العراق.
أن التعصب الكوردي في كركوك سوف لن يؤدي الا الى المزيد من التعصب لدى العرب و التركمان في محافظة كركوك و كان من الأفضل على القوى الكوردية و العربية و التركمانية تشكيل تحالفات غير قومية بين بعضهم البعض، تحالفات اقرب من الأيديولوجيات و العيش المشترك في محافظة كركوك لا أن يصطف العرب و الكورد و التركمان قوميا وبالتالي تشكيل ثلاثة قوى معادية لبعضها البعض في محافظة كركوك. و هذا الشئ سوف يُعقد مسألة محافظة كركوك بشكل أكبر و ستكون نتيجتها حتى في حالة فوز الكورد و الحاق كركوك بأقليم كوردستان حرب قومية بين الكورد من ناحية و بين العرب و التركمان من ناحية أخرى.
فهل حزب البارزاني و حزب الطالباني و حركة التغيير يريدون فرض حرب قومية بين قوميات محافظة كركوك و تقليد النظام العراقي و النظام التركي أم يريدون خلق محافظة تعايش سلمي و صداقة بين مكونات كركوك؟؟؟؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حصاد ثقيل لسبعة عشر عاما من حكم حماس في قطاع غزة | #نيوز_بلس


.. جمال نزال: حماس استولت علي غزة بقوة السلاح




.. مواجهات بين فلسطينيين وقوات الاحتلال بعد اقتحامها مدينة البي


.. الجيش الإسرائيلي: حرائق واسعة بمنطقة كيبوتس يارؤون في الجليل




.. منظمة إسرائيلية: آلاف جنود الاحتياط يعانون من اضطراب ما بعد