الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الصراع الداخلي الفلسطيني ليس ديني!

بهاء الشافعي

2013 / 12 / 9
القضية الفلسطينية


إن الصراع الداخلي الفلسطيني ليست صراعاً دينياً كما تحاول التيارات الأصولية والاسلاموية تصويره. وإن القول بأن الصراع القائم الآن هو بين "مسلمين" و"كفرة علمانيين" يدل في المقام الاول على جهل التيارات الاصولية وحركات الاسلام السياسي بالعلمانية من خلال تصويرها بالخروج عن الدين والكفر والإلحاد وغير ذلك – بالرغم أن فتح ليست علمانية أصلاً- ،ويدل أيضاً على جهل نفس هذه التيارات بالتاريخ الفلسطيني برمته وبدايات تشكل المشروع الوطني الفلسطيني.

المشكلة ليست دينية مطلقاً، كون الإسلام لم يغب يوماً عن النظام السياسي الفلسطيني وممارساته السياسية، او حتى مواثيقه التي كانت قد أقرت في الميثاق الوطني الفلسطيني. عدا عن كون فتح التي أطلقت في بداياتها هذا المشروع الوطني وبلورة فكرته وأبعاده السياسية بداية الستينات كانت قد أضفت عليه بعداً دينياً إسلامياً، وحتى بعدما أدخلت عليه تراكيب الدولة في نهاية الستينات أضفت له نفس البعد. بالإضافة لكون كوادر حركة فتح التي عملت على تأسيس الحركة وإحتضان هذا المشروع كان الإسلام حاضراً في ممارساتهم السياسية وخطاباتهم المختلفة، بمعنى ان هذه القيادة صاحبة مرجعية فكرية اسلامية.

ويمكن الذهاب بعيداً بذلك أيضاً بالقول أن الخطاب الديني والمرجعية الدينية الاسلامية لقيادة حركة فتح وبعض فصائل منظومة التحرير الفلسطينية كانت أكبر من خطاب الاسلام بمعناه الحقيقي الذي تحمله حماس في هذا الوقت. وتدرك حماس جيداً أن المرجعية الاسلامية التي أكدت عليها حركة فتح فور انطلاقتها، وعملت على تثبيتها والتاكيد عليها من خلال ذكرها في وثيقة الاستقلال عام 1988 أكبر من المرجعية التي تمشى عليها بعض الدول التي تدعم حماس وتتعامل معها بشكل مباشلا مثل قطر وايران وسوريا سابقاً وتركيا الآن.

وأنا على يقين مطلق بأن قيادة حماس مدركة تماماً بأن الدعم لها من القيادات العربية والإسلاموية التي تتحدث بإسم الاسلام لا تدعم المشروع الاسلامي ولا تعمل لخدمته. بل هذه القيادات الخارجية تدعم دولها وأنظمة حكمها فقط، وتريد من خلال هذا الدعم الموجه لحماس ان تفتح قنوات للتدخل في الشأن الفلسطيني. فهل يعقل ان تمول ايران حماس من أجل المشروع الاسلامي، وفي نفس الوقت تسعى لاقامة المشروع الفارسي على حساب الدول العربية الاسلامية في الخليج؟

أخيراً. هنا لا أقول أن حماس ليست تنظيم يحمل بعداً اسلامياً، بالعكس فهي اللاعب السياسي الاسلاموي الأكبر في الاراضي الفلسطينية "الآن" وهي تسعى جاهدة بأن تكون اللاعب الوحيد. بالرغم من إحتوائها على رجال دين وفلاحين وطبقة برجوازية "صغيرة" وشريحة واسعة من رجال الاعمال الذين يؤمنون بالإقتصاد الرأسمالي كغيرها من التنظيمات التي لا ترفع شعار الإسلام في مناسباتها المختلفة. وكآدمي لا استطيع ان انتقص من اسلامية أي من أنصارها، ولكن على حماس ان تعي أيضاً انها لا تمتلك توكيلاً ربانياً للإنتقاص من اسلامية أحد أو تكفير أحد، أو اتهام شخص بعينه بالإلحاد، ومن المعيب ان تسعى لذلك. وإن كانت تريد ان تنتقد فيجب ان يكون النقد والخلاف في السلوك والنهج السياسي وأساليب النضال والبرنامج الوطني. وليس في الدين كون جميع التنظيمات الفلسطينية متدينة ولكن توظف الدين بطريقة عقلانية لخدمة القضية وليس بطريقة غوغائية من أجل البقاء على الارتباط الخارجي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الجيش الأميركي يعزز دفاعاته ضد الطائرات المسيرة


.. بايدن و ترمب يتفقان على إجراء مناظرتين رئاسيتين واحدة في 27




.. تمثل عرفا في الانتخابات الأميركية .. المناظرات الرئاسية تحس


.. الرئيس الروسي فلادميير بوتين يصل إلى الصين كأول محطة خارجية




.. رحيل الشركات الاجنبية من السوق الروسية يفتح الباب أمام مصنعي