الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مشكلتنا الاءزلية مع الانظمة و الحكام !!!

عبدالسلام سامي محمد

2013 / 12 / 9
مواضيع وابحاث سياسية


عندما تتراجع و لا تتمكن الاحزاب و الطبقات الحاكمة في البلدان المتخلفة و خاصة في منطقة الشرق الاوسط مراجعة سياساتها اليومية المتخاذلة و الخاطئة و نهجها الفاسد و لاءسباب كثيرة و معروفة ,, و عندما يستحيل عليها رؤية اخطائها او الاعتراف بمساراتها غير السليمة و عندما يتعذر عليها اءصلاح ذاتها و تقديم الحلول الناجحة للمشاكل التي تعاني منها المجتمع و البلد ,, ففي ذلك الحين بالذات يتعاظم حالة الياءس و السخط و التذمر و عدم الرضى و فقدان الاءمل و بالذات في وسط شريحتين اجتماعيتين مهمتين , الاولى هي الشريحة الوطنية المخلصة و الواعية و المثقفة و التي تراقب عمل و اداء الحكومة بدقة و تطالب باءستمرار ضرورة الالتزام بتطبيق مباديء حقوق الانسان و العدالة الاجتماعية و الحرية و المساواة ,, و الثانية هي الشريحة الاجتماعية الفقيرة و المعدومة و المحرومة من العدالة و التوزيع العادل للثروات و التي تحلم و تاءمل و تنتظر من النظام و بفارغ الصبر و اكثر من الجميع استرداد حقوقها الانسانية و الاجتماعية المسلوبة و المهضومة يوما من الايام ,, و كانت تجربة الشعب العراقي بصورة خاصة و شعوب المنطقة بشكل عام مع انظمتها المتعاقبة هي باءنها في حالة شعور الناس او النظام نفسه بضرورة الشروع بتغيير النهج و البدء باءلاصلاحات فاءن تلك الانظمة محل البدء بمراجعة نفسها و تقديم الحلول العملية المناسبة لمشاكل البلد و المجتمع فاءنها تستعين بالحجج و الذرائع الوهمية المختلفة و المستمرة الكاذبة و الملفقة و تحاول ان تستغل الوقت و الظروف و المناسبات اليومية الكثيرة لغرض شرعنة سياساتها البغيضة و تسويق اكاذيبها الرخيصة و اللعب بعقول و مشاعر اكثرية الناس البسطاء و استغلال سذاجتهم الفكرية و وعيهم السياسي و الثقافي الواطيء و المتدني عن طريق الضرب على الاوتار الحساسة و التاءثير في مشاعرهم الوطنية و الدينية و العاطفية الرقيقة و الصادقة لغرض السيطرة عليها و توجيهها بما يلائم و مخططاتها و مصالحها المادية و السلطوية القذرة و اءبطال دورها و مفعولها في المطالبة بحقوقها المغتصبة و لاءعادة ضمها و كسبها الى طرفها و اءقناعها باءن الاءخطاء و الخروقات الموجودة و الفساد الحاصل لا يمكن ان يكون ابدا من النظام نفسه و انما على الاءكثر تكمن في سذاجة عقولهم و فهمهم الخاطيء للسياسة و للظروف السياسية و الاقليمية و الدولية التي يمر بها البلد او ما شابه ذلك من الاساليب الخبيثة ,, او انها تبادر في صرف الانظار عن المشاكل الداخلية المتراكمة عن طريق تفعيل الازمات الخارجية مع دول الجوار او تاءجيج و تصعيد الخلافات مع احزاب المعارضة و الاطراف الاخرى المشاركة او غير المشاركة في العملية السياسية و التلفيق بحقها و اتهامها بالتخطيط للخيانة و حبك المؤامرات على النظام من جهة و تهديد المصالح الوطنية للبلد من طرف اخر او انها تبادر في خلق و اءثارة الفتن و الصراعات المتعمدة بين القوميات و الطوائف المختلفة و بين الشرائح و الطبقات الاجتماعية الموجودة او انها تقوم و تخطط لعملية تفكيك و تجزئة قوى المعارضة من خلال افتعال المشاكل و الصراعات بينها و ضرب احزاب المعارضة و القوى الوطنية المختلفة الواحدة بالاخرى او من خلال خلق و تغذية الخلافات و النزاعات بين صفوف المجتمع الواحد للنيل من قوته و اضعاف دوره الايجابي في مواجهة النظام و الحد من الفساد او تقوم باءفتعال ازمات اقتصادية داخلية كاءزمة الكهرباء و الغاز و النفط و المواد الغذائية و الى اخره من الازمات ليكون هم المواطن الوحيد هو كيفية اشباع بطنه و حاجياته من تلك المواد الضرورية او تقوم بين فترة و اخرى بالاعلان عن زيادة الرواتب او المخصصات لهذه الشريحة او تلك على حساب الشرائح الاخرى للضحك على الذقون و لكتم الافواه و لاءعادة كسب ثقة هذه الشريحة او تلك , و في نفس الوقت تحاول معظم الانظمة الشرقية العشائرية او الطائفية المتخلفة مد و تقوية شبكاتها العميلة و منظماتها الحزبية و التنظيمية التجسسية و اجهزتها الامنية و المخابراتية القمعية الممولة باءمتياز من المال العام في كل شارع و زقاق لمراقبة المواطنين غير الحزبيين عن كثب و ملاحقة الصحفيين و الوطنيين و الاحرار و التجسس عليهم و التدخل في كل مساءلة صغيرة و كبيرة تخص حياة المواطنين و تتعلق حتى بعلاقاتهم و ارتباطاتهم الشخصية و العائلية و الاجتماعية و على مدار الساعة و الدقيقة ,, بطبيعة الحال فاءن الانظمة الشرقية المتخلفة لا تتحمل و لا تترد و في اية لحظة قمع و تصفية اي صوت ينطق بكلمة الحقيقة و يهدد مصالحها و يخالف توجهاتها الفكرية و سياساتها القمعية العقيمة الاجرامية ,, هذا هو التوجه الفكري و الاصلاحي لجميع الانظمة الشرقية من المحيط الى الخليج و من دون استثناء و هكذا ستبقى عليه الاحوال لحين ظهور المهدي المنتظر او لحين تحقيق المعجزة الالهية التي يؤمن بها شعوبنا المتدينة العفيفة الطاهرة و التي تعتقد باءن ليس لها ذنب في حظها و قدرها في العيش تحت ظل هذه الانظمة القذرة التي خلقت من لحمها و دمها !!!!....








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نتنياهو: غانتس اختار أن يهدد رئيس الوزراء بدلا من حماس


.. انقسامات داخلية حادة تعصف بحكومة نتنياهو وتهدد بانهيار مجلس




.. بن غفير يرد بقوة على غانتس.. ويصفه بأنه بهلوان كبير


.. -اقطعوا العلاقات الآن-.. اعتصام الطلاب في جامعة ملبورن الأست




.. فلسطينيون يشيعون جثمان قائد بكتيبة جنين الشهيد إسلام خمايسة