الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


وزارة الثقافة والنشيد الوطني

محمد ناجي
(Muhammed Naji)

2005 / 6 / 10
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


منذ ايام نشرت وزارة الثقافة ، في موقعها على الانترنت ، اعلانا دعت فيه شعراء العراق للمشاركة في مسابقة تأليف نص شعري للنشيد الوطني العراقي الجديد ... وقد أثار هذا الاعلان دهشة واستغراب عدد من المتابعين والفنانين للطريقة التي تدير بها وزارة الثقافة شؤونها ، ومدى جديتها في هذه القضية بالتحديد . فقد سبق للوزارة وان نشرت اعلانا في أواخر العام الماضي 2004 في وسائل الاعلام العراقية طلبت فيه من الشعراء والفنانين التقدم للمساهمة في المسابقة لتأليف النشيد الوطني الجديد وكذلك علم وشعار عراقي جديدين . وعلى اساس هذه الاعلانات قدم عدد من الشعراء والفنانون اعمالهم ، وهي بالتأكيد قد وصلت الوزارة وموجودة على طاولات المسؤولين أو في أدراج الموظفين ، من بينها أنشودة ( وطن النخيل ) التي تصدح بها الفنانة فريدة على قناة الفيحاء . وقد أجريت شخصيا سلسلة لقاءات مع عدد من الفنانين الذين تحدثوا عن أعمالهم التي ساهموا بها وقدموها للوزارة ، كالفنان فلاح صبار ، الذي استمعت الى عمله كموسيقى وغناء ايضا ، وكلمات النشيد للشاعر هاشم شفيق ، والفنان طالب غالي وكلمات النشيد للشاعر خلدون جاويد ، والفنان محمد حسين كمر وكلمات النشيد للشاعر جاسم ولائي ، وقد نشرت هذه اللقاءات في صحيفة ( المدى ) العدد 338 الصادرة بتاريخ 12 آذار 2005 ، والعدد 384 الصادر بتاريخ 12 نيسان 2005 ، وصحيفة ( الاتحاد ) العدد 1014 الصادر بتاريخ 22 مايس ، أي قبل أيام قليلة ! وأتفقنا على لقاءات أخرى مع الفنانين حميد البصري وباهر هاشم الرجب ، الذين ساهما ايضا في المسابقة .
وبينما ينتظر الفنانون نتيجة المسابقة على أحر من الجمر في صيف بغداد اللاهب ، يفاجأون بهذا ( البوري ) من الوزارة ، التي ربما يجد البعض عذراًً في التغيير الوزاري الذي حصل فيها . ولكن حسب علمنا ، وتوقعنا ، بأن هذا التغيير قد أقتصر على شخص السيد الوزير ، ولم يشمل كادر الوزارة الذي بقي على حاله . كما نفترض ان هذا الكادر أو أحد من العاملين بالوزارة ، على الأقل ، لديه علم بالاعلان السابق ، وان هناك أرشيف لم ( يحوسمه ) أحد بعد ، يطلعون عليه وتجري مراجعته كلما دعتهم الحاجة لذلك ، وان هذا الارشيف ، كما الوزارة مؤسسة تابعة للدولة وليست للوزير الذي يشغل منصبه بصورة مؤقتة ، ويمكن أن يتركه في أية لحظة ، ولأي سبب كان . ولذا تطرح عدة أسئلة منها : هل كان قرار المسابقة والاعلان السابق ، والحالي ، فرديا ومزاجياً ، أم انه قد خضع لدراسة ونقاش جدي في دوائر الوزارة ومن قبل كوادرها ؟ ثم ما هو مصير الأعمال التي بعث بها المشاركون في المسابقة ؟ وكيف سيجري التعامل معها بعد ان حدد لها الاعلان السابق مدة دقيقتان ونصف ، بينما الاعلان الجديد يحدد مدة دقيقة واحدة ؟ ولكن يبقى السؤال الأكثر أهمية ، بعد ان بذل هؤلاء المبدعون جهدا يمثل عصارة خبرتهم وموهبتهم خدمة لبلدهم وشعبهم ، هل من المعقول ان يعاملوا بهذا الازدراء ؟ وإذا لم يتم تدارك هذا الخطأ ، نتسائل هل نتقدم نحن فعلاً في الأتجاه الصحيح لبناء دولة المؤسسات ، دولة تحترم الأبداع والمبدعين ، أم لا نزال مكانك راوح ؟
والى ان تصل الأجابات والتوضيحات من المسؤولين في الوزارة ، إن وصلت ، ليس للفنانين ، حين يسألهم أحد عن نتيجة مساهمتهم في المسابقة ، سوى أن يرددوا المثل الشعبي : بين حانه ومانه ضاعت لحايانه !








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -أنا لست إنترنت.. لن أستطيع الإجابة عن كل أسئلتكم-.. #بوتين


.. الجيش الإسرائيلي يكثف ضغطه العسكري على جباليا في شمال القطاع




.. البيت الأبيض: مستشار الأمن القومي جيك سوليفان يزور السعودية


.. غانتس: من يعرقل مفاوضات التهدئة هو السنوار| #عاجل




.. مصر تنفي التراجع عن دعم دعوى جنوب إفريقيا ضد إسرائيل أمام مح