الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أنا والثورة والاغتراب

الشربيني المهندس

2013 / 12 / 9
الادب والفن


في الأدب والحياة أيضا يمتزج الواقع بالخيال كقصة الليل والنهار في سفينة الحياة ..
هكذا اعترف أيها السادة ،أنني هاجرت مع نفسي ،بحثا عن الإبداع المفقود ..
رافقتني الضبابية ، والرمزية ومحاولات التجريب وأنا أرفض مع أبناء جلدتي مجتمع النصف في المائة الموروث ملكيا ،الذي أعاده نظام مبارك لمجتمعنا بزواج المال والسلطة ، وبقوة بوليسيه غاشمة ، ونحن نعيش تحت وطأة مطرقة التطبيع ، وسندال الانفتاح السداح مداح ..
لكنها العودة الآن .. وثورة يناير المصرية تعني الآن ..
.. مع العودة صفقت طويلا للابداع الجمعي للمصريين وشعار عيش ، حرية ،عدالة اجتماعية ، وتفحصت ذاكرتي بحثا عن المشاركة ..
كانت المفاضلة من أمام مسجد القائد ابراهيم مع أمواج التاريخ وكورنيش الاسكندرية وبين ميدان التحرير وذكري الخديوي اسماعيل وزخم العاصمة ..
وكيف اشتقنا لناصر من جديد وأخلاق القرية ..
ربما كان لقصصي تدحرج الصور الصادرة 2005 منطقها الرمزي ، ومنها صورة الرجل السمين التي تتوسط مكان انتظار القطار ، صاحب الساعة الذهبية ، وهو يلقي بساندوتش الكباب إلي القط الرابض بين قدميه ، والطفل النحيف يراقب علي بعد خطوات ولها دلالتها ..
لكن التغيير ليس بهذه السهولة ، ونحن مثقلون بالقيم والمفاهيم المتوارثة وأزمة الحرية ،بالمعارف المنقوصة عن العدالة ،والمعلومات الجاهزة وربما المدسوسة مع الفهلوة .
هكذا كانت تطاردني الكوابيس وأحلام عمال التراحيل .. فهل خلع الشباب مبارك العجوز حقا ..
أزعم أن الإبداع هو الأرض الأخيرة التي يمكن أن يحلم عليها الأديب ، ففي مجموعتي القصصية القيصر والرحيل والتي واكبت ثورة يناير ..
جاءت قصة التغيير، لتعلن النبوءة بفشل الثورة ..
فقد نجح النظام في خداع الجماهير الثائرة والمطالبة بازالة بيت الدعارة الكائن بأطراف الحي ،وذلك باخفائه خلف جدارية فنية في القصة طبعا ..
في الواقع كان زواج السلطة والمال قائما ..
نعم اعتلي أصحاب الوجوه والأقنعة إياها واللحي المنابر، وسكنوا التجمع الخامس ، مع رعايا مبارك الإبن الوريث سابقا وتركوا المصلين ومعاناة الصرف الصحي في الواقع ، ليعود بيت الدعارة مخرجا لسانه ..
ولكن مع الإبداع تخرج الجماهير من جديد بحسها الفطري الواعي ، لتصيب هذا التغيير بالسكته مع ثورة 30 يونيو ، وتعزل الرئيس الممثل ومرشده ،والرجل الغامض بسلامته في تراجيديا من نوع جديد .. ومع ضحكات اللوحة الجدارية تبدو الدهشة بلا معني فكلهم لصوص ولكن أذكياء يا عزيزي .. وتأتي قصتي الجديدة مع هلوسة التغيير والترقب من جديد ،وعنوانها في بيتنا دستور، ومع فانتازيا الفأر في صدري لم ننجح جميعاً فى بناء وطن نحلم به، مع إعلام منفلت ، والكل يعمل بمبدأ «لا أريكم إلا ما أرى» ويكتفي بالكلام ، والكل على حق فيما الكل على باطل نسبيا ،ما زلنا نبحث عن العيش والحرية والعدالة الاجتماعية، وجميعنا نعيش بالقصور الذاتى وببركة ربنا، وندعوا آملا الا يطول انتظارنا للثورة الثالثة








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الجنازات في بيرو كأنها عرس... رقص وموسيقى وأجواء مليئة بالفر


.. إلغاء مسرحية وجدي معوض في بيروت: اتهامات بالتطبيع تقصي عملا




.. شكلت لوحات فنية.. عرض مُبهر بالطائرات من دون طيار في كوريا ا


.. إعلان نشره رئيس شركة أبل يثير غضب فنانين وكتاب والشركة: آسفو




.. متحف -مسرح الدمى- في إسبانيا.. رحلة بطعم خاص عبر ثقافات العا