الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مناضلتان من أجل مجتمع هو الظالم و المظلوم!!

محمد المراكشي

2013 / 12 / 9
حقوق الانسان


ربما ، وسط زحام الأخبار و الشعارات و الكلام ، أنك لم تنتبه إلى سيدتين طبعتا الاسبوع المنصرم في المغرب. سيدتان لكل منهما مسار مختلف و متباعد في نشاطاته أو اهتماماته ، لكنهما في الوقت ذاته تستحقان من خلاله رفع القبعة أو تعظيم سلام.
و أظن أن كلتيهما من بساطتهما و عفويتهما النضالية و مسارهما الطويل في مواجهة الظلم الاجتماعي و السياسي ، لا تحاجان كثير إطراء او تهنئة على ما تقومان به أكثر من اعتراف الناس بما تناضلان من أجله.
السيدة الرياضي ، خديجة الرياضي ، مناضلة حقوقية صلبة ما عرفت مثيلا لها في صلابتها التي لا تلين و هي تتأبط شعار الدفاع عن حقوق الانسان في معناها الانساني لتوجِد لها مكانا تحت شمس المغرب الحارقة.. تستمر في السير على درب من رحلوا من أجل الكرامة و الحرية و العدالة الاجتماعية.. صورتها المتكررة دوما و هي مغمى عليها أو بآثار الاعتداء من جراء هراوة المخزن بعد وقفات الجمعية المغربية لحقوق الانسان أو في وقفات شباب 20 فبراير أو في الاحتجاج على البيدوفيل الاسباني تؤكد هذه الصلابة التي تتعب الكثيرين الذين لا تحتمل ظهورهم هراوات دائمة من أجل الآخرين...
اختيار خديجة الرياضي لجائزة الامم المتحدة لحقوق الانسان هذه السنة هو تعبير عن ذاك الاحترام لنبل الفكرة التي تؤمن بها ، لكن الاهم هو تعبيرها عن تقدير لجهود سيدة تحملت عناء النضال من أجل الحق في بلد "شرقي" لازالت المرأة فيه موضوعا ثانويا مثلها مثل حقوق الانسان و الديمقراطية..
هي ذات النظرة التي حاولت السيدة امينة عربي ان تضع لها كفنا حين ظهرت في برنامج تلفزيوني الاسبوع الماضي بوجه مكشوف ، في مغامرة مغربية جديدة ، و هي المرأة المتعايشة مع فيروس الايدز من 13 سنة.. هي مثال آخر للصلابة في مواجهة المرض و في التعايش معه و في تربية ذاك التعايش في إطار المجتمع المدني.
لقد استطاعت السيدة امينة عربي ان تفعل ما لا يستطيع كثير من "الشلاغمية" فعله و لو في مواضيع تافهة! متحدية المجتمع الظالم للمرض الذي يعتبره معديا في حين انه متنقل حسب تصحيحها لكلام دكتورة حضرت البرنامج.. متحدية المجتمع الظالم للمريض و الذي يجعله منبوذا مُبعدا عن الآخرين الاصحاء أو الذين يعتقدون انهم اصحاء مادام وزير الصحة قد أشار إلى عشرات الآلاف الذين يحملون الفيروس دون العلم به.
لقد انتصرت السيدة امينة عربي على نظرة الناس التافهة الجاهلة الظالمة للداء ، و حفزت بلادا بأكملها على التعامل معه مثلما يتم التعامل مع امراض قاتلة نعتقد خاطئين انها أقل وطأة منه بينما هي قاتلة و هو على العكس غير قاتل إذا ما تم الاعتناء بالمريض و توعيته بكيفية التعايش السليم معه..
غريب هذا العالم ، سيدتان عظيمتان تناضل إحداهما من أجل نيل المجتمع المظلوم حقوق الانسان في مفهومها الكوني بينما تناضل الأخرى من اجل أن يغير المجتمع الظالم نظرته للمصابين بالايدز.. مجتمع ظالم و مظلوم!!
تحية تقدير للسيدتين ...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. طلاب العلوم السياسية بفرنسا يتظاهرون دعمًا لغزة


.. علي بركة: في الاتفاق الذي وافقنا عليه لا يوجد أي شرط أو قيود




.. خليل الحية: حققنا في هذا الاتفاق أهداف وقف إطلاق النار وعودة


.. البنتاجون كأنه بيقول لإسرائيل اقتـ.لوهم بس بالراحة..لميس: مو




.. مستشار الرئيس الفلسطيني: المخطط الإسرائيلي يتجاوز مسألة استع