الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إسرائيل وإيران وسياسة ذر الرماد في العيون

محمد الشمالي

2013 / 12 / 9
مواضيع وابحاث سياسية


منذ سقوط شاه إيران ووصول الخمينيون للسلطة والإعلام الإيراني يسوق على لسان رؤسائه رسائل التهديد والوعيد ‏بإزالة إسرائيل عن وجه الكون . وفي عهد نجاد أصبحت التهديدات الخلبية الشكلية تطلق يوميا بمناسبة وبغير مناسبة ‏حتى بدت تمر بدون أن تحدث أي ردة فعل على المستوى الإسرائيلي أو الأمريكي الذي يملك بطبيعته حساسية مفرطة ‏تجاه أمن إسرائيل. هذا الإعلام موجه طبعا للعرب وخاصة إلى هؤلاء الذين ما انفكوا يبنون أحلاما على خزعبلات ‏وإدعاء النظام السوري وجبهة صموده وممانعته الأبديتين في وجه إسرائيل ... ‏

خلف هذه الواجهة من النفاق والكذب تجسم حقيقة واضحة وضوح الشمس ، وهي طبيعة العلاقات الودية والحميمة ‏بين اليهود وبين الفرس . وهذه الطبيعة في العلاقات ليست حديثة العهد وتتحكم فيها ( بالإضافة للأسباب التاريخية ‏العاطفية القديمة قدم التاريخ ) أسباب جيو استراتيجية وسياسية بدت جلية مذ بدأ الصراع السياسي في الخليج العربي ‏بين فرس وعرب ومحاولة ايران بسط نفوذها على مياه الخليج وبتروله عن طريق الإحتلال المباشر للمياه أو عن ‏طريق التبشير الشيعي أو عن طريق سوق العمالة والهجرة ، مكثفة بذلك وجودها في الكويت والبحرين والسعودية ‏وجنوب العراق .‏

تاريخيا اليهود ( حسب كتبهم القديمة) هم مدينون للفرس وملكهم قورش بانقاذهم من البابليين وملكهم نبوخذ نصر الذي ‏كان قد سبا اليهود واستولى على ذهبهم وفضتهم وقادهم إلى بابل ليعيشوا تحت إمرته .الرواية اليهودية والتي يحفظها ‏اليهودي كما يحفظ المسلم القرآن تقول بأن ملك الفرس حرر اليهود واسترد كل ما كانت قد احتوت عليه بيوتهم في ‏القدس من أوعية فضية ومن ذهب وأرسلهم لفلسطين ...‏
‏1 ـ حقد اليهود على صدام حسين لم يكن وهما . ومساعدة إسرائيل للخميني في حربه ضد العراق ومد جيشه بقطع ‏غيار طائرات الفانتوم وبالصواريخ التي تحت أجنحتها كانت حقيقة . ويأتي ضرب مفاعل النووي العراقي في بدايته ‏وتدميره تدميرا كاملا دون تصريحات مسبقة ليؤكد هذه الحقيقة . وتتأكد هذه الحقيقة أكثر فأكثر بتصريحات نتانياهو ‏اليومية الكاذبة عن عزمه على تدمير مفاعلات إيران العديدة التي بدأت تعمل على صناعة القنبلة النووية بأيد روسية ‏‏( أي مع احتمال أن تكون يهودية بنسبة خمسين بالمائة ) ...كل ذلك تحكمت فيه وقررته أسباب نفسية وتاريخية ‏مشتركة بين الشعب اليهودي والشعب الفارسي بغض النظر عن ديانتهما . وكل هذا التصنع في العداء ليس سوى ذر ‏للرماد في العيون وأهدافه واضحة وجلية ، وهي : تخدير العرب الممانعين ، كسب الوقت لتصفية القضية الفلسطينية ‏وتثبيت دعائم دولة شيعية على حدود إسرائيل. .‏

‏2 ـ " عدو عدوك صديقك " . بديهية تحكمت مدار التاريخ في طبيعة العلاقة الصهيونية ـ الفارسية. الفرس يحملون في ‏خاصرتهم جرح القادسية . وهذا الجرح استمر بالرغم من اعتناقهم الدين الإسلامي ( بالقوة ) الذي ( بدل أن يكون ‏عامل تقارب وألفة ) تحول تحت ضغط هذا الجرح المفتوح إلى حقد أعمى بين سنة وشيعة ، بين مكة وقم ...وكأن إيران ‏لم تعتنق الإسلام إلا لتدمر العرب ، أعدائها الأبديين.‏

‏3 ـ العامل النفسي في العلاقة الإيرانية ـ الإسرائيلية له الدور الأكبر في توجيه الصراع في منطقة الشرق الأوسط وفقط ‏على ضوئه يمكننا فك لغز الخيوط المتشابكة فيه وخاصة الخيط السوري ـ السوري وموقف إسرائيل منه ...الإسرائيليون ‏كشعب يهودي وديمقراطي في بنيته السياسية يلعب دورا كصمام أمان في أزمة النووي الإيراني ـ الإسرائيلي . إيرانيون ‏وإسرائيليون جعلوا من الأنترنيت وسيلة لتواصلهم وتبادل رسائلهم في المحبة والصداقة والسلام بين شعبين " ‏متحضرين" . منذ أكثر من سنة والبلوغات تشتغل بكامل طاقاتها . الجالية اليهودية في إيران والتي تعتبر من أهم ‏الجاليات عددا تلعب دورا أيضا ...ولكن الدور الأهم هو الانفراج والثقة الكاملة المتبادلة بين قوميتين بين شعبين على ‏مستوى الحياة اليومية .‏

‏4 ـ هل الديمقراطية الإسرائيلية تستيقظ يوما من ثباتها على صراخ السوريين الذين ثاروا من أجل حريتهم . كل العالم ‏يقول لا . الإسرائيليون مستعدون حتى للقتال لجانب إيران في حربها في سوريا . إيران حليفة بالقوة لإسرائيل. وتاريخ ‏الأمم لم تحدده يوما التصريحات الدبلوماسية الرسمية ولكن ترسمه الشعوب نفسها وروابطها التاريخية والنفسية وهذا ‏يلتقي تماما مع مفهوم رونان عن القومية . ‏








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مدير المخابرات الأمريكية يتوجه إلى الدوحة وهنية يؤكد حرص الم


.. ليفربول يستعيد انتصاراته بفوز عريض على توتنهام




.. دلالات استهداف جنود الاحتلال داخل موقع كرم أبو سالم غلاف غزة


.. مسارات الاحتجاجات الطلابية في التاريخ الأمريكي.. ما وزنها ال




.. بعد مقتل جنودها.. إسرائيل تغلق معبر كرم أبو سالم أمام المساع