الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إضاءات على مقال مخطط تقسيم المنطقة

لينا سعيد موللا

2013 / 12 / 10
مواضيع وابحاث سياسية




في لعبة الشطرنج يحرك المتباريين الأحجار في خطط تهدف إلى قتل الملك، يناور كل منهما بأفضل ما لدية من صبر وخبرة ودهاء للايقاع بالملك .
الايقاع بالملك في اللعبة هو الهدف .

المؤامرة تفترض أن طرفاً أو أطرافاً دولية تخطط لهدف ما ومن ثم تسخر الآليات للوصول إلى النتائج، و هو الابقاء على هذه المنطقة خارج مسار التاريخ في التطور حتى تختفي الثروات الموجودة فيه بعد أن يكون المتآمر قد استفاد منها إلى الحد الأقصى . هذه هي المؤامرة كما أفهمها .

وهناك عوامل (( آليات )) موجودة أو مستجدة بفعل حركة تطور الشعوب يمكن استثمارها، وهي ناجمة عن طبيعة هذه الشعوب الموجودة وثقافتها وسلوكياتها .
وهناك عوامل يمكن وضعها بالاستفادة من حال المنطقة التي يراد فيها تطبيق السياسة .

وطبيعي أن تلجأ الدول الكبرى إلى وضع الاستراتيجيات في مناطق نفوذها، لكي تستثمر فيه، فمثلاً وجود أنظمة ديمقراطية في المناطق الثرية والواعدة يحد من الافادة التي يمكن أن تحصل عليها الدول الطامحة، وبالتالي كان هدف الاستعمار في إفريقيا والشرق الأوسط وحتى جميع الدول المستعمرة، هو الابقاء الشعوب المحكومة في حالة خمول وسبات، هذه السياسة اتبعت طويلاً، لكنها لم تمنع هذه الشعوب بالقيام بحركات تحررية ادت إلى استقلالها، لكن هل يعني أن الغرب مثلاً استسلم بخروجه من هذه المنطقة ؟

هل استسلم الأسد بعد انسحاب جيشه من لبنان، أم استبدل وجود قواته المسلحة بوجود حزب الله، حيث كلف بمراعاة المصالح السورية وتعطيل أي تطور ممكن أن يؤدي إلى تقويضها .

أنا أجد أن حزب الله وحماس أدوات خلقت ودعمت بالمال والسلاح (( لغرض سياسي ))، وكان يمكن الحديث أنهما نتاج تطور أو ردة فعل فقط، لو أن الموضوع بقي ذاتياً، ولم تقم دولة كإيران أنفقت عشرات المليارات من الدولارات عليهما إلا لتوظيفهما بما يخدم مصلحتها وهو جزء من عملية استثمار، وهذا لا يعني أيضاً أن إسرائيل لم تفد من حماس أو أنها لم تسهل حالة وجودها لغرض تفتيت جبهة التحرير الفلسطينية، خاصة بعد الانتفاضة الأولى التي أدت إلى أوسلو، لكن أوسلو لم يلغ أبداً محاولة إسرائيل تدمير الصف الفلسطيني .

70 شيخاً بالسعودية باركوا قيام الجبهة الاسلامية، هذا مؤكد، والجبهة اليوم تلقى دعماً سعودياً، دعماً لا يؤمن لها النصر كما ترى، لكنه لا يدع المقاومة المسلحة بلا سلاح وسيبقيها موجودة في المنطقة السورية، الاتحاد السوفييتي دعم كل من مصر وسوريا بالسلاح، لكنه لم يمنحها سلاحاً يؤمن لها التفوق وإن فعل ففي فترات قصيرة وكان لاجل إيصال رسالة محددة إلى الأميركيين .

السعودية مهما حاولت عبر شبكاتها الاعلامية الكبيرة الايحاء بأنها ضد الارهاب وأنها أكبر المتضررين منه، إلا أن أدواتها التي تبني عليها سياسة مصالحها تبقى دينية، وسائلها تقوم على السلطة الدينية، لأنها لا تستطيع المجاهرة بحقوق الانسان والديمقراطية كما يفعل الغرب، وإنما بالتكفير والعداء للاسلام والمسلمين .وكذلك قطر . ولكل من هاتين الدولتين طموح كما كل الدول الغنية .

أعيد التأكيد أن نبض الشعوب موجود، لكن الدول ذات الحنكة والتراث السياسي، تحاول الافادة من كل التطورات لأجل بقاء سلطتها قائمة، هي لا تسلم إلا إذا شعرت بأن رهاناتها مستحيلة، وهي لم تسلم بعد، وتحاول ألا تخسر مركزها واستثماراتها هنا، وستبقى تناور حتى النهاية .

إن الغرب الذي يعاني من مشاكل اقتصادية مزمنة سيقاتل مستميتاً لأجل بقاء موارده في المنطقة مؤمنة، سيبقى عبر بيع السلاح والاستثمارات النفطية وبيع منتجاته من أن يحافظ على مركزه الاقتصادي من مزيد من الانهيار .

في يوم ما ستخرج من بطانتنا قيادة حقيقية تملك الدهاء السياسي والاستقلالية في القرار. ونحن نتطلع لهذا اليوم ونحاول إيجاد البيئة الخصبة لاستنباته، لكن الآخرين لن يسلموا بجهودنا، ولعبة الشطرنج قائمة والملك لم يسقط بعد، ومن غير المسموح له أن يسقط تماماً، لأن مع مسار اللعبة تتحقق المصالح .

قادمون

لينا موللا
صوت من أصوات الثورة السورية








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الحوثيون يعلنون بدء تنفيذ -المرحلة الرابعة- من التصعيد ضد إس


.. ”قاتل من أجل الكرامة“.. مسيرة في المغرب تصر على وقف حرب الا




.. مظاهرة في جامعة السوربون بباريس تندد بالحرب على غزة وتتهم ال


.. الشرطة الأمريكية تعتقل عددا من المشاركين في الاعتصام الطلابي




.. بعد تدميره.. قوات الاحتلال تمشط محيط المنزل المحاصر في بلدة