الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قاعة الجواهري تقترف الجمال

ضياء الاسدي

2013 / 12 / 10
الادب والفن


نادي الشعر في الاتحاد العام للأدباء والكتاب يحتفي بإصدار مجموعتي الشعرية ايام ترتكب الرحيل، فوجئت بالحضور الهائل والمحبة الكبيرة التي كانت ايقونة الجلسة، كلّ شي كان ينذر بالفرح تلك الصبيحة المشمسة، بقلوب الأدباء الكبار والشعراء الكبار والضيوف الكبار الذين حضروا الجلسة، حتى الفضائيات التي كانت تضيئ اركان قاعة الجواهري الحبيبة منحتنا طمأنينة وصول هذا الجمال الى قلوب اوسع، مقدم الجلسة الشاعر الأنيق احمد عبد السادة نثر في قلوبنا مقدمته المدهشة، صاغها بمهارته المعهودة في رصد وتقصي الجمال، أدار دفة الجلسة بحنكة عالية وإيقاع محسوب، الشاعر زاهر موسى الذي قرأ على الحضور مقدمة الديوان للناقد المعروف الدكتور عبد الرضا علي، أضفى على الجلسة هيبة الإلقاء ورجاحة الحروف التي كانت مخارجها عذبة وجزلة من صوته الهادئ، الشاعر الجميل محمود النمر كانت لبصمته الشعرية حلاوة بطعم الشعر وهو يتلو قصيدته المهداة للمحتفى به بكل حب وتفان، المطرب والملحن الوسيم محمد زبون نسج هو الآخر ترانيم هائلة من الموسيقى التي كانت تجبرنا على الإنصات من فرط رخامتها، حتى ان عبارات الشعر باتت ترتمي بين قطعاته الموسيقية الباذخة بين قصيدة وأخرى، الشاعرة سناء العبيدي تداخلت بحب كبير ، بصوتها الممتلئ جمالا .. هذه خلاصة جلستي الشعرية التي ستبقى عالقة في ذهني ماحييت، شكرا لكل الحضور ..
ادناه الشهادة التي كتبها الشاعر احمد عبد السادة :

ضيف نادي الشعر لهذا اليوم هو شاعر سرقته الصحافة لفترة طويلة، لكنه لم يستسلم أبداً لسلطة وهيمنة صاحبة الجلالة هذه، بل قام بغرس أشجار الشعر ووروده في حدائق قصرها الشاسع، كما قام بتزيين ثوبها الملكي بالكثير من المفردات الشعرية الراقصة، وذلك من خلال توظيف اللغة الشعرية العالية في المادة الصحفية، ليكون بذلك جزءاً من تيار تبلور بعد التغيير النيساني العظيم في 2003، وهو تيار صنع صحافة مغايرة ومتقدمة ومسكونة بالاشتراطات الجمالية فضلا عن احتفاظها بالاشتراطات الصحفية الرصينة.
هو شاعر ارتكبت أيامه الرحيل صوب العديد من المدن المصابة بليل أنثوي فاتن، تلك المدن المشغولة بإحصاء شهقات اللذة وتعليقها كقلادة من حبات الضوء على جيد الحياة الساخن، لكنه لم يقم بالاكتفاء بلعبة الغطس في موج المدن الملون هذا، بل عاد من رحلته وهو يحمل على ظهره كيساً من نجوم الشعر الغالية هي وديعة الشاعر الأخيرة في "بنوك" الوقت، وهي وصيته وبصمته الكاملة في مسلة الحياة، وهي ذخيرة المسافر الباقية في خرائط الورق بعد رحيل كل شيء.
هو شاعر لا يتقن الافتعال ولا يراهن على لعبة الشعر المنتج في المعامل الكلاسيكية العريقة التي لم تعد إيقاعاتها تناسب وتواكب إيقاعات عصرنا الراكض خلف قطار الحداثة السريع، والمستسلم لـ "تسونامي" التكنولوجيا الهائل، بل هو شاعر يعتمد كثيرا على بوصلة الطفولة والبراءة والعفوية من أجل قطف ومضات الحياة الملونة وتحويلها، من خلال مختبره الشخصي، إلى ومضات شعرية جميلة ورشيقة، ولا شك أن البراءة هنا في المفهوم الشعري لا تعني التخلي عن الوعي أو اعتناق الفطرة في صناعة المنتوجات الشعرية، وإنما تعني الصفاء التام والمطلوب لرادارات الشاعر من أجل رصد واستقبال واستضافة كل إشارات الوجود لتحويلها إلى كلمات عالية يمكن أن تليق بمواكب الشعر المديدة والمضيئة.
إن الشاعر المحتفى به اليوم راهن كثيرا على قصيدة "الومضة" في ترجمة ذاته الشعرية وفي إيصال رسائله للمتلقي، ولا شك أن قصيدة "الومضة" لون شعري مطلوب ومشتهى وخطير في الوقت نفسه، لأنه يعتمد، بالدرجة الأساس، على التكثيف والاختزال، ولكن شاعرنا تمكن من ركوب هذا اللون الشعري وأجاد العزف على أوتاره وقدم لنا حفنة من أيامه التي ارتكبت الرحيل صوب مدن الكلمات.
إنه الشاعر ضياء الأسدي فرحبوا به معي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. في ذكرى رحيله.. أهم أعمال الفنان الراحل وائل نور رحمة الله ع


.. كل الزوايا - الفنان يحيى الفخراني يقترح تدريس القانون كمادة




.. فلاشلايت... ما الفرق بين المسرح والسينما والستاند أب؟


.. -بيروت اند بيوند- : مشروع تجاوز حدود لبنان في دعم الموسيقى ا




.. صباح العربية | الفنان السعودي سعود أحمد يكشف سر حبه للراحل ط