الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ثورة الجيوب المفلسة

قاسم محمد حنون

2013 / 12 / 11
كتابات ساخرة


كم من توقفات امام حدث طبيعي او احاديث لجداتنا ومخاوف من الجن والقيامة والنار كونت طبيعة تفكيرنا ومخيلتنا منذ طفولتنا وحتى اللحظة خاصة نحن الفقراء على طول خط الحياة ,ورغم تغير الانظمة والناس واينما ولينا ظهورنا,وعندما نضجنا تطورت تلك القصص معنا واصبح كثير منا رجل دين وواعض واب يعلم اطفاله مخاوفه ونهاية العالم مادام الشر وبيوت الطين والسجون والخطف والقتل والسعلوة ومخلوقات ستضهر في نهاية الزمان تقتلنا جميعا لاننا كفار ولايغفر لنا سوى ان نعبد سيد تلك المخلوقات من منضور ديني وطائفي قدرضعناه من طفولتنا وسيئ الحض اذا احدنا رضع غير الدين الحق والمذهب الناجي واصبح من دين اخر ومذهب اخر واذا لم يكن له دين فهو حتما سيلقى مصيره ونهايته البائسة مه المخالفين للدين الحق وسيكون وحيدا ومغتربا ومنسيا حتى من سجانيه ومعذبيه فهو غير موجود ليس له وطن او عنوان ومقتول وشغلته من جميع الفقهاء والاديان محسومة وهو من اهل النار واسفلها.لاتشمله رحمة او شفقة وهو لاينتمي لاللجن ولا للانس وسيكون معحكوم عليه بالتعذيب المؤدب فلايشمله نص او حديث او حتى اجتهاد.فهو لم يؤمن على اساس الشك او التردد ولايعرف انه لايؤمن ويؤمن انه حر بقناعاته وكل الذي تعرف عليه انه لاشيء في هذا العالم غير العالم نفسه وهوجزء من الموجودات وكل مايهمه اي موجود تعيس هو واي بداية ونهاية نهايته؟كل مايقدسه ويكرهه هو دائم البحث عن من يسلفه مبلغا كي يلبس او ينام وياكل وكلما نضج وكبر اصبح يريد المزيد له ولعائلته التي جائت هي الاخرى خارج حدود الالهه .يدرك شيء واحد ان قيمته وحريته والحياة برمتها هي مرهونة بجيبه الفرغ واذا امتلا بعيدا عن رزق الالهه فهو تسليف من شخص ما قدسه بلحضة ما واصبح متعدد الايمان باكثر من اله فادرك انه المؤمن الوحيد بان هذا العالم لم يخلقه لانه تخلى عنه في كل لحضات وجوده المتعب والمرير وهمه وابداعه هو كيفية الخلاص من هذا العالم ومغادرته,رغم نضوجه وقرائته لافكار والفلسفات الى ان جيبه كان المقياس والحكم فكان دائمم يدرك ان الحياة للقوي والغني وكل القوانين هي عدو طبقي ضده ,الدين,وابو الغاز وسيارات النجده والمسؤلين, وصوت المؤذن المزعج ,ومدفع ةالافطار وابوالسحو وصوت رب العمل واوامره وصديقي عندما يوقضني بالليل البارد نداء للواجب,وكل التقاليد والاعراف والاكاذيب .اصبح لايحب كتاب او نظام او منقذ حتى احلامه لم تكن سوى خوف من غدا متاكد يكون جيبه فارغ تماما ولن يفعل شيء سوى التوسل والتملق وبيع انسانيته ووجوده المقيت,من يجد له عملااو يطعمه او يسكنه لوقت ما يتعبد له وبعدها يبصق بوجهه وذكرياته .لاينتمي للطبيعة كل شيء بالنسبة اليه شؤم وقبح وكل ضيوفه اعداء يطلبون الضرائب وديونهم الهارب منها بعدما كانوا الهه منقذين اصبحوا قتله يلاحقونه.يعرف تماما ان جيبه المفرغ هو السبب وليس لغته او لونه او جنسه.قيمته كانسان كم يملك في جيبه حتى طفله يحترمه على قيمة هذا الجيب وادرك اروع فكر ان من لايملك مالا لايملك سوى راسا مليئا بالحقد والكراهية الطبقية فكان ةثائرا منذ ان ادرك ان علاقته بالعالم والمنطق والمعيار ليس الحرافة والدين والتجريد والوطن واللغة وانسانيته بل جيبه هو من يفسر الحياة ويقيم البشر والتاريخ كله عبارة عن جيوب فارغة تتصارع مع اخرى ممتلئة مهما كانت ادعائات الاصلاح والرحمة فكل شيء مزيف مادامت الجيوب تتناحر فالافكار هي نتاج الجيوب وكل شيء الشعر واالغناء والحب والصداقة والايدلوجيا هي نتاج جيوب وجيبي ينتمي للاسف الى الجيوب المفرغة والممزقة فلانملك سوى ثورة الجيوب على الجيوب









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فيلم شقو يضيف مليون جنيه لإيراداته ويصل 57 مليونًا


.. أدونيس: الابداع يوحد البشر والقدماء كانوا أكثر حداثة • فرانس




.. صباح العربية | بينها اللغة العربية.. رواتب خيالية لمتقني هذه


.. أغاني اليوم بموسيقى الزمن الجميل.. -صباح العربية- يلتقي فرقة




.. مت فى 10 أيام.. قصة زواج الفنان أحمد عبد الوهاب من ابنة صبحى