الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أسير عراقي والبحث عن الحرية الجزء العشرين

عصام عبد الامير

2013 / 12 / 11
سيرة ذاتية


أسير عراقي والبحث عن الحرية الجزء العشرين
في اليوم التالي وفي منتصف النهار كان ألأسير في زنزانته يتأمل ويفكر بالأيام القادمة وما تخفيه من أحداث وألالام يتوقع حدوثها وما هي القوة التي يمتلكها من أجل مواجهة كل الضغوطات النفسية والجسدية التي تمارس بحقه عندها سمع أصوات تجمع ألأسرى ومن خلال شباك زنزانته وبعد ذلك سمع صوت أحد المبلغين يتكلم ولكن كان لايستطيع أن يفهم الكلام بعدها بدقائق بدأت ألأسرى بالتكبير أما الشيء الذي كان يميز التكبير هو ترديد الموت للشيوعيين لمرات عديدة ومتكررة عندها علم الأسير صاحبنا أن صديقه قد أعترف وهو ألأن أمام ألأسرى ليردد الموت للشيوعيين وفي الليل سمع صوت صديقه من الشباك يناديه بصوت خافت كي لا ينكشف أمره وقال له لقد نفذت كل ما قلته لي ولم أذكر أي أسم أو أقحم أي شخص في موضوعنا وفي محضر التحقيق كل الذي قلته وأعترفت به هو (أنا وأنت من المعجبين بالفكر الماركسي وكنا من مؤيدين الثورة في أيران ولكننا في ألآونة ألأخيرة بدأنا بأنتقاد نظام الملالي الذي هيمن على السلطة في أيران والذي ساهم في أطالة أمد الحرب وذلك للأطماع توسعية في العراق وهذه هي الحقيقة كما تعلم بعدها أجبروني على الخروج أمام ألأسرى للأردد الموت للشيوعيين وحين أقتادوني الى الزنزانة من جديد أوقفوا عني التعذيب وجلبوا لي أغطية وفراش كما جلبوا لي السكائر ووعدوني بنقلي غدا الى زنزانة أفضل ) بعدها قال له صديقه أذا حققوا معك فلا شيء ذكرت غير ذلك عاد صاحبنا الى أفكاره والى الحديث والحوار مع نفسه وجلس بعد أن اضناه التعب على الأرض الرطبة والباردة في أحدى زوايا الزنزانة وقال وهو يخاطب ذاته يجب أن أواجه المشكلة وأخوض هذه المعركة بنفس روح التحدي التي حملتها في المعارك السابقة مع البعثيين لأن هؤلاء ليس بأفضل من البعثيين بل هم أسوء وبدأ في حوارية مع كل الزوايا المعتمة والمضيئة في نفسه ليكتشف المناطق الصلبة والرخوة ليشكل منها كل وحدة متكاملة للدفاع عن النفس ولأثبات حقيقة لم يألفها طيلة حياته وهو التحقق والوجود ويعني ذلك هو مفهوم الحرية الذي لم يعرف له معنى في حياته السابقة بالأضافة الى مبدأ المظلومية الذي يؤكد على أحقية وشرعية الموقف بغض النظر عن الترابط الذاتي والموضوعي لتشكل الموقف كان يجمع قواه ويستعد للمواجهة وبقى تلك الليلة مستيقض وذلك لبرودة الجو وأنعدام أي وسيلة للتدفئة أو حتى قطعة قماش يلف بها جسده المتخشب من شدة البرد أضافة الى القلق والخوف من اليوم التالي وما سيحمله من هموم وعذابات لا لشيء سوى ثمن لحرية الرأي ولحق كفله القانون الدولي بشأن حقوق الأسرى وعندها أتخذ قراره بمواجهة الأحداث بصلابة وقوة لكي لا ينال منه هؤلاء الذين يدعون أنهم أنصار الحسين وأصحاب راية الدين والأسلام وفعلا في الصباح جاء اليه الجندي ألأيراني وقال له تعال معي وأقتاده الى ضابط ألأستخبارات ودخل الى الغرفة عندها وجد هنالك ضابط أستخبارات جديد فقال له أجلس نظر الضابط الى ألأسير صاحبنا ودارالحديث التالي( ألضابط ) أن صديقك ورفيقك فلان قد أعترف بكل شيء فماذا تقول (ألأسير) وبماذا أعترف (الضابط ) أنكما ماركسيان ومعاديان للجمهورية ألأسلامية في أيران (ألأسير) هل قال لك أننا بعثييان وجماعة صدام حسين (الضابط ) كلا (ألأسير ) هل قال لك أننا نحمل روح العداء والكراهية أتجاه الشعب ألأيراني (الضابط) كلا (ألأسير) هل قال لك صديقي وأعترف بأننا أرتكبنا أي مخالفة قانونية أو أنضباطية تخص القانون والألتزام داخل معسكرات ألأسرى (الضابط) كلا (ألأسير) أذا لماذا تحقق معي (الضابط) وقد تطاير الشر من عينيه وضرب المنظدة التي هي أمامه بقوة وصرخ أنت لا تحقق معي بل أنا أسئلك وأنت تجيبني فقط وتلفظ بكلمات فيها سب وشتم للأسير وقال هل هذا صحيح (الأسير ) ماهو (الضابط) أنكما ماركسيان ومعاديان للأسلام ( ألأسير ) كلا هذا غير صحيح تماما (الضابط) وبعصبية وحنق شديد ولكن صاحبك قال ذالك (ألأسير) أنا لا أعلم الظروف التي نطق بهذا الكلام ربما من الخوف أو الضغوط (الضابط) وأذا واجهته معك ماذا تقول (ألأسير) لا شيء سوى أنه كلام غير صحيح
نادى ضابط ألأستخبارات الجندي وقال له أئتني بالأسير ألأخر من الزنزانة بعد دقائق جاء الجندي ومعه ألأسير المسكين الذي بدى عليه الخوف والارهاق (الضابط ) موجها كلامه الى ألأسير ألم تعترف بأنكما ماركسيان ومعاديان الى الجمهورية ألأسلامية في أيران (ألأسير الثاني ) نعم (الضابط ) الى الجندي أرجعه الى زنزانته ثم ألتفت الى ألأسير صاحبنا وقال ما رأيك الأن (ألأسير) مثلما قلت لك هذا الكلام غير صحيح وهذا ألأسير صديقي يظهر عليه الخوف والأعياء
غضب ضابط ألأستخبارات غضب شديد وسحب ألأسير من ملابسه وبدأ يشتم ويتلفظ بكلمات مسيئة بحقه وبدأ بدفعه خارج الغرفة حتى وصلا الى خارج البناية في الساحة حيث ألأسرى وقفوا ليراقبون المشهد (الضابط يصرخ ) أنت لا تخاف هل أنت فتوة (ألأسير) كلا أنا لا أخاف من أحد عندها تدارك وقال فقط من الله ( كان يقول مع نفسه لا بد من رفع هذه الافتة في هذا الوقت ولابد من ممارسة البراغماتية في هذا الموقف ) بدأ ضابط ألأستخبارات بضربه الكمات على وجهه يمينا ويسارا وبعنف بقى ألأسير واقف ويحاول الثبات ولكن شدة الضرب على رأسه جعلته يصاب بالدوار ويتهاوى على الأرض عندها نادى ضابط ألأستخبارات الجندي وقال له أريدك أن تجلد هذا ألأسير وأجعله يزحف على طول الكمب بدأ هذا ألأسير بالزحف وكان ألأسرى يسترقون النظر اليه حتى كان يخافون أن ينظرون الى المشهد بشكل مباشر جاء الجندي ومعه قطعة من كابل كهربائي وكان يتلفت يمين وشمال وكأنه غير مقتنع بهذه المهمة وكان يبدو من خلال سحنته ووجهه أنه من منطقة سيستان وبلوشستان المضطهدة طائفيا وعرقيا بدأ هذا الجندي بالضرب بالكابل ولكن بلطف وبهدوء صرخ ضابط ألأستخبارات (محكم بزن ) أي أضرب بقوة الجندي مرتبك وخائف و كأنما كانت يديه مشلولتان يصرخ الضابط أضرب بقوة عندها قال له ألأسيروهو يزحف أضرب أضرب لا تسبب لك مشكلة فيدك التي تضربني بالسوط مهما كانت شدته فهي لاتؤذيني








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نذر حرب ووعيد لأمريكا وإسرائيل.. شاهد ما رصده فريق شبكتنا في


.. رغم تصنيفه إرهابيا.. أعلام -حزب الله - في مظاهرات أميركا.. ف




.. مراسل الجزيرة ينقل المشهد من محطة الشيخ رضوان لتحلية مياه ال


.. هل يكتب حراك طلاب الجامعات دعما لغزة فصلا جديدا في التاريخ ا




.. أهالي مدينة دير البلح يشيعون جثامين 9 شهداء من مستشفى شهداء