الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


شتاء وفقر وانانية وثائر هو الضحية

حذيفة صلاحات

2013 / 12 / 11
الادب والفن


وحينما اصبحت الساعة العاشرة مساءا ذهب ثائر الى النوم وكان الجو ماطر بغزارة وصوت حبات المطرالعالي المنهمر فوق بيته المكون من الواح الصفيح وصوت المياه التي تتسلل من الثقوب في سقف المنزل كشلال مياه كبير وضع ثائر رأسه على الوسادة وكالعادة انهارت عليه التأملات والتخيلات والأسئلة التي لم يجد اجابة لها لمذا انا اشعر بالبرد القارص لمذا نعيش في هذا المنزل بينما يعيش أصدقائي في الحي المجاور في بيوت جميلة جدا بيوت يشعرون بها بالدفىء والراحة وبعد ساعات تأمل غرق ثائر بنوم عميق وكما هي أحلام اي طفل لم يتجاوز عمره احدى عشر عاما حلم بانه يسكن في بيت كبير بيت دافىء في بيت يشعر به بالامان لم يكمل حلمه .وهاي هي الساعة السابعة صباحا وحان موعد الذهاب الى المدرسة أستيقظ ثائر بصعوبة فهو يشعر بالبرد القارص اعدت له امه الشاي ولكن لم يتبقى في المنزل اي طعام لتناول فطوره شرب كأس الشاي وارتدى معطفه الذي اشتراه له والده قبل اربع سنين اي قبل وفاته بأشهر قليلة كان المعطف قديم و ممزق لا يحميه من البرد كانت المسافة الى المدرسة طويلة جدا فبدأ بالسير لكن السماء لم ترحم فبدات تمطر بغزارة وصل الى المدرسة كانت كل ثيابه مبتلة وكما السماء لم ترحم لم يرحمه من في الارض فلقد تلقي عقوبة من مدير المدرسة بسبب تأخره من المدرسة فلقد جلده المدير خمس جلدات لقد كانت مؤلمة جدا في البرد لكن ثائر لم يبكي منها وبعدها ذهب الى الصف جلس في مقعده ينتبه الى المعلم كان ثائر طالب مجتهد يرغب في ان يتعلم ويكمل تعليمه لكي يصبح مهندس ينقذ امه واخوه الصغير من الفقر المدقع ,لقد انتهى الدوام وحان موعد العودة الى المنزل وكالعادة كان أمام المدرسة عدد كبير من السيارات انها سيارات أباء زملائه الذين جائو ليعود ابنائهم الى المنزل لانهم لا يريدون ان يشعر ابنائهم في البرد في ظل المطر الغزير
ولكن هو لم ينتظر اباه هو انتظر السماء لتهدأ قليلا ومن ثم يبدأ السير الى المنزل هدأت السماء قليلا فبدأ رحلة العودة الى المنزل وحينما اصبح في منتصف الطريق بدأت السماء من جديد تمطر بغزارة وبدأت السيول تملىء الشوارع مياه جارفة تجرف كل ما أمامها لم يتبقى الا امتار قلية ويصل الى المنزل لكن كان هناك وادي عميق يفصل منزله عن الشارع لم تكن المياه شديدة السرعة ولم يمتلىء الواد بالكامل وحينما اصبح في متصف الوادي جائت موجة مياه شديدة السرعة فلم يستطيع السيطرة على نفسه حاول كثيرا الامساك بغصن شجرة على جنب الوادي لكنه لم يفلح فقد الوعي واصبح يتدحرج مع المياه ليعثر عليه بعد ساعات على بعد الاف الامتار من منزله ملقى على جانب الوادي وقد فارق الحياة ..ثائر لم ترحمه السماء ولم يرحمه من في الأرض
في البرد القارص فكر بغيرك








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. علي بن تميم: لجنة جائزة -البوكر- مستقلة...وللذكاء الاصطناعي


.. تسجيل سابق للأمير الشاعر بدر بن عبد المحسن يلقي فيه أبيات من




.. الفنانة غادة عبد الرازق العيدية وكحك العيد وحشونى وبحن لذكري


.. خلال مشهد من -نيللى وشريهان-.. ظهور خاص للفنانة هند صبرى واب




.. حزن على مواقع التواصل بعد رحيل الأمير الشاعر بدر بن عبدالمحس