الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تارودانت : الرشوة والجنس ؟ الجزء 6

المهدي السكتاني

2013 / 12 / 12
حقوق الانسان



عودتنا النيابة العامة بالمحكمة الإبتدائية تارودانت على خلق المفاجآت القانونية والتشريعية حتى أصبحت مدرسة جديدة في مجال الإجتهاد الشريعي، فهي قادرة على تحويل ملفات جنحية أو جنائية إلى ملفات غريبة الأطوار فتتحول الجنحة إلى جناية أو العكس، كما تتحول الجنحة والجناية إلى مشروع براءة أو براءة بعينها فتتوزع قرارات تحفيظ الملفات بالمجان فنسمع مثلا : "تم حفظ الملف لعدم الإستماع للطرف الثاني" أو "تم حفظ الملف لعدم الإختصاص" ... فأصبح تجاوز القانون تعسفا متداولا في هذه النيابة العامة، فيمكن مثلا اعتقال أشخاص أبرياء وصلوا للتو إلى ساحة المحكمة لمتابعة ملف معين، وقد يقع ذلك بشكل هوليودي يهرع فيه مجموعة من رجال شرطة إلى سيارة قد توقفت للتو وبعملون على إنزال ركابها واقتيادهم إلى النيابة العامة حيث يوجد "قاضي القضاة"، يوجه لهم السيد نائب الوكيل تهما أطوارها غريبة بإيعاز من رئيس المحكمة :"تحومون خلف الدار وتدقون الجار بالجاري فماذا تريدون من الدار ؟"، قال لكم السيد الرئيس :"إنصرفوا إلى حالكم عن هذا الملف قبل أن ينفجر في السماء"، إنها قرارات أطوارها غريبة فعلا !!

بين الفتاة الفرنسية "ف.ك" والفتاة المغربية "ل" مسافات ضوئية فنرى الأولى يتم احتضانها من طرف قضاة المحكمة الإبتدائية بشكل هستيري لا مثيل له ؟ ونرى الثانية مطروحة الفراش ب"جناح المجانين" بمستشفى المختار السوسي بشكل يندى له الجبين ووصمة عار على جبين النيابة العامة وإدارة المستشقى، إنه التناقض الصارخ بين قرارين تعسفيين غريبين يتجاوزان القوانين والتشريعات الوضعية الكونية منذ قانون حمو رابي إلى قارات فتاوى الجهادية :"جهاد المناكحة" !! الفتاة المغربية "ل" من ضحايا تصدير "أمات البيوت" من الجنوب إلى الشمال المغربي، هذه الظاهرة العبودية الجديدة في عصر "الحريات والديمقراطية" وصمة عار على جبين التشريعات القانونية المغربية التي تدعي "حقوق الإنسان كما هي متعارف عليها كونيا" ؟ وتحول الفتاة "ل" إلى "أمة لسيدة" ببيت إحدى الأسر من "أهل اليسار" ذات جذور تاريخية عريقة في الإقطاع كما يدل على ذلك لقبها "رمسيس"، الفتاة "ل" "أمة" عند امرأة ذات جاه بكبريات المدن المغربية وهي في مقتبل العمر تماما في سن الفرنسية "ف.ك" أو تكبرها بقليل، وهي ذات قامة قصيرة تماما كطفلة لا يتجاوز عمرها سبع سنوات حولها الإستعباد والعمل الشاق داخل البيت الميسورة إلى "قزم" شبيه بأقزام "الهوتو" وهي مرعوبة يبلغ بها الرعب مداه عندما تسمع عن "سيدتها"، وتصرخ بشكل هستيري رافضة البوح باسمها خوفا من الرجوع إلى دار تلك المرأة القاسية التي استغلها أبشع استغلال !!

إنها السلطة، سلطة المال والقرار التي تدك جميع القوانين الكونية فتحول الفتاة الفرنسية نجمة في دهاليز المحكمة الإبتدائية بتارودانت وتحول الفتاة المغربية أسيرة في دهاليز مستشفى المختار السوسي ب"جناح المجانين"، تقول الممرضة المكلفة بمراقبة جناح "الأمراض النفسية والعقلية بالمستسفى" :"إننا نرعاها هنا وهي ليست مريضة نفسيا ولا عقليا إنما لم نجد أي جناح لائق بوضعيتها ... مصابة بمرض السكري" ؟؟ إنها قرارات أطوارها غريبة، بين المحكمة والمستشفى علاقة "نصب واحتيال" على الأبرياء والمتهمين فتفعل الرشوة والجنس فعلتها، فبعد الشواهد الطبية المجانية نموذج الفتاة الفرنسية إلى قرارات الإحتجاز التعسفي ب"جناح المجانين" بالمستشفى وبإيعاز من النيابة العامة نموذج الفتاة المغربية ؟ فبعد إجراء البحث مع الفتاة "ل" من طرف الشرطة القضائية بعد تقديم شكاية باسمها من طرف منظمة نقابية يتم حفظ الملف على أنه ليس من اختصاص النيابة العامة ؟ قرار أطواره غريبة !!!

الفتاة المغربية "ل" وجدها بعض المارة مطروحة على الشارع العمومي أياما قليلة قبل عيد الأضحى ويتم إنقاذها من الموت المحقق بمستشفى المختار السوسي... مصابة بمرض السكري، وهي مجردة من جميع وثائق هويتها من طرف "سيداها " كما صرحت لناشطين حقوقيين قاموا بزيارتها ... وقدموا شكايات إلى النيابة العامة التي لا يهمها الأمر ؟؟؟ لتبقى مطروحة الفراش ب"جناح المجانين" تنتظر الذي يأتي والذي لا يأتي وقد لا يمكن أن يأتي في مثل هذه الحالات والقرارات التعسفية التي تجردها من هويتها، بينما الفتاة الفرنسية "ف.ك" تنعم بالعطف الأبوي المفلاط بالنيابة العامة والجناح الرئاسي للمحكمة الإبتدائية بتارودانت، فتصول وتجول بمكاتب القضاة كما يحلوا لها وتتوزع عليها الإبتسامات من كل صوب وحدب من طرف كل من يصادفها... بل ويفعل الفضول فعلته ليهرع "الكل" لرؤيتها واقفة أمام مكتب "قاضي القضاة" تنتظره وهو قد غادر المكان، حتى أصبحت الفضول عادة قد ضرب "كل" من يلج المحكمة ولا يتواني في الفوز بإلقاء نظرة ابتسام في وجهها (...) إنها مفارقة بالمسافات الضوئية بين وضعيتين شاذتين لفتاتين في نفس العمر بين قرارات النيابة العامة التعسفية المعهودة في مثل هاتين الوضعيتين، قد يقول قائل كما يقول المثل المغربي :"من في المغرب لا يستغرب" وهو مثل في صميم الأحداث بالمحكمة والمستشفى إنها الرشوة والجنس ؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وسائل إعلام إسرائيلية تتناول مخاوف نتنياهو من الاعتقال والحر


.. تونس.. مظاهرة في مدينة العامرة تدعو لاجلاء المهاجرين غير الن




.. إخلاء مركز للمهاجرين في تونس ومظاهرة لترحيلهم ورفض توطينهم


.. الأمم المتحدة: دارفور معرضة لخطر المجاعة والموت




.. آلاف الإسرائيليين يتظاهرون للمطالبة بإبرام صفقة تبادل فورية