الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لماذا تدفع حكومة المالكي الدية ؟

كاظم الأسدي

2013 / 12 / 12
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


لماذا تدفع حكومة المالكي الدية ؟
لا غرابة إن تعامل العراقيون بهذا القدر من المغالاة في الحزن والأسى والأنفعال عند إستذكار واقعة الطف ومأساتها الإنسانية ؟ أكثر من وعيهم بالوجه الثوري لها متمثلا" بالخروج على الظالم بغية الإصلاح وتحقيق العدالة الإجتماعية والتي هي أساس وجوهر حركة الحسين . .
فالتأريخ يحدثنا عن عمق المأساة وفداحة الفواجع والكوارث المرافقة لحياة العراقي ومنذ بدايات التقويم الهجري !! كما يشير بوضوح الى أن هولاكو لم يكن أول غازٍ يتلذذ بتلوين دجلة بدماء أبناءها ؟؟ بل سبقه الكثيرين من الطغاة مع إختلاف بالتفاصيل ؟؟ تبعا" لدرجة قساوة الحاكم وخسته وطبيعة المرحلة و نوع نظام الحكم وقتها !!
كما تشهد لنا الاحداث اليومية .. أن قادسية صدام المشؤومة ونزواته لم تكن آخر المأساة ؟ بل تدلل مأساتنا اليوم أن الإنسان العراقي والنوائب على ود وتواصل لم تنفصم عراه برهة !! فهاهم يعشقون الحزن ويبدعون فيه حتى في لحظات الفرح والإنتصار ؟ وأطوارهم الغنائية تعكس عمق المعاناة وشدة الألم الذي يختزنوه ؟ ألم ومعاناة .. لابسبب قساوة الطبيعة وندرة الخيرات ؟ بل قهر إنساني ناجم عن وفرة الخيرات في أرضهم .. ما جعلها محط أنظار الغزاة والمتكالبين على الثروة والنفوذ من جبابرة الخارج وطغاة الداخل ... أفرادا" ودول ؟؟
و التطور التأريخي الذي يفرض نفسه حتى على كبرياء الطغاة ؟ شمل أولئك ؟ و تعاملهم مع ذوي الضحية و بما يخفف من القهر الواقع على ذوي الضجايا ولو ظاهريا" ؟ فإبتدع صدام ما يعرف بحقوق الشهيد !! ليفرغ كلمة الشهادة من محتواها الوطني الإنساني الحقيقي !! وليضع الشهيد في موازاة المرتزق ؟ عبر سن جملة قوانين وإمتيازت مادية !! يتمتع بها ذوي الضحية تعويضا" عن مصادرة حقه في الحياة ؟؟ وفي إقرار ضمني يعكس المسؤولية القانونية الكاملة عن فقدان حياة الضحية .... مما يستوجب التعويض المالي لذويه !! وهو ما يعرف عشائريا" بالديه أو ( الفصل ) . ...
وإستمرت سياسة التعويض المالي بعد 2003 !! بعد أن تم تعويض ضحايا النظام الصدامي البائد من السياسيين .. وفق قانون يمتلك مشروعيته الأنسانية والقانونية ؟ بشرط توفر النزاهة والعدالة والوطنية في تطبيقه على من يستحق ؟ لا من أجل الفاسدين والمزورين وطريقا" لشراء الذمم والولاءات ؟ وهما" مضاف لعوائل الوطنيين المخلصين الذين قارعوا الطغاة ولم يتم رفع الحيف عن ذويهم للأن ؟؟
لكن المأساة العراقية لم تتوقف وقدرها مع العراق ليس له من نهاية ؟ لذا كان لزاما" على حكامهم الجدد أن يستنجدوا بطريقة الطاغية في التعويض المالي ومنح الإمتيازات ؟ طالما أنهم على قناعة بتحمل كامل المسؤولية عما يشهده الوطن من تداعيات خطيرة و مآسي إنسانية !! فكان تعويض المزارعين عن جفاف أنهر العراق الخالدة ؟؟ ثم تعويض ضحايا الإرهاب والعمليات الإنتحارية غير المليشياوية ؟؟ .. ثم تعويضات المصالحة الوطنية وما نجم عن قانون إجتثاث البعث ؟؟.. ثم تعويض المتضررين عن العمليات العسكرية في نينوى (( أم الربيعين )) ؟؟ .. وتعويض المهجرين طائفيا" ؟؟ ليعقبها تعويض المتضررين عن الفيضانات الناجمة عن الأمطار وسوء المشاريع ؟ وكذلك تعويض المتجاوزين أكرر المتجاوزين على أملاك الدولة ودور المواطنين ؟؟؟ وكانها تدفع الدية للمواطن عن الأضرار التي لحقت به جراءها أفعالها
وكأن الحكومة قد وجدت بالمال العام وخزينة الدولة ورقة التوت التي تواري بها عجزها وفشلها ؟ بعد أن بانت جراء الفشل الذريع في إدارة الدولة وتقديم الخدمات !! والعجز الكامل عن القيام بالمهمة الرئيسية الموكلة إليها ؟ و المتمثلة بحفظ حياة وأموال وحريات وكرامة الإنسان العراقي !!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. من هم المتظاهرون في الجامعات الأمريكية دعما للفلسطينيين وما


.. شاهد ما حدث مع عارضة أزياء مشهورة بعد إيقافها من ضابط دورية




.. اجتماع تشاوري في الرياض لبحث جهود وقف الحرب في غزة| #الظهيرة


.. كيف سترد حماس على مقترح الهدنة الذي قدمته إسرائيل؟| #الظهيرة




.. إسرائيل منفتحة على مناقشة هدنة مستدامة في غزة.. هل توافق على