الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لن يستقر العراق إلا بعد أن يتم تقسيمه لأقاليم !

فادي آدمز

2013 / 12 / 13
مواضيع وابحاث سياسية



قبل يومين سمعت رجلين يتبادلان الحديث فيما بينهم عن أوضاع العراق وقال أحدهما للآخر : من الأخير لن يستقر العراق وتنتهي كل هذه الفوضى إلا بعد أن يتم تقسيمه لأقاليم ، فأجابه الثاني : ليت هذا يحصل اليوم قبل الغد وليت أي شيء يحصل المهم أن تتوقف ماكنة الموت التي تحصد أرواح الأبرياء كلّ يوم ، لم أسمع حديثهم من البدايه وأنما سمعت هذه العبارات فقط ولأني لا أعرفهم لم أتمكن من الحديث معهم ولكن ما جاء بذهني هو الكثير من العراقيين يتوقعون أن خلاص العراق بتقسيمه الى فدراليات ثلاثه وهي الأقليم الكردي موجود من الآن وأن يتم إستحداث أقليمين سني وآخر شيعي وبذلك يظنون أن المشاكل ستنتهي وسيستقر كل شيء وستبقى هذه الأقاليم أجزاء لا تتجزأ من جسد العراق ولكن في الحقيقه هذه الأحلام لا يمكن لها أن تتحقق لأن ما تحمله هذه الخطط من شر ودمار في طياتها لا يمكن أن تنهي الفوضى بل ستزيدها وستعقد المشهد ، بالنسبه للأقليم الكردي فحتى إذا قلنا أن السليمانيه لا توجد مشاكل بينها وبين حكومة أربيل وليست هناك إمكانيه لإنشقاقها في المستقبل وأن البرزاني هو الزعيم المتفق عليه فيما بينهم فالموضوع معقد كثيراً بالنسبه للأقليم السني والشيعي ففي كلٍ من هذه المناطق لا يوجد زعيم متفق عليه بل هناك الكثير من السياسيين من الشيعه يتنافسون للإستحواذ على زعامة الأقليم الشيعي وكذلك بالنسبه للأقليم السني لا يوجد زعيم سني متفق عليه وهذا ما سيولد صراع سني سني بين الساسه السنه وسيكون المواطنين من السنه وقود لهذا الصراع وبالمقابل سيولد صراع شيعي شيعي بين الساسه الشيعه وسيكون المواطنين الشيعه هم وقود لصراع الساسه الشيعه كما حصل في السابق بين حرب مسعود وجلال وراح ضحيتهم الاف الأبرياء من الأكراد ، بالإضافه للصراع السني السني والشيعي الشيعي سيتولد صراع سني شيعي من ناحيه وسني كردي وشيعي كردي من ناحيه أخرى وهذا لوجود مناطق متداخله بين هذه المكونات ولو نضرنا للخارطه التي يحددها دعاة الأقليم السني والخارطه التي يحددها دعاة الأقليم الشيعي وكذلك الخارطه التي يحددها قادة الأحزاب الكرديه سنجد وببساطه الكثير من المناطق المتشابكه كلٍ منهم يزعم أنها تابعه له وهذا يعني بأنهم سيلجأوا حتماً الى الحرب وسيتم تحديد هوية هذه الأراضي بدماء الأبرياء وقد يتصالح السياسيين فيما بعد كما تصالح مسعود البرزاني مع جلال الطالباني وتناسوا الأبرياء من الأكراد الذين ذهبوا ضحية صراعاتهم فيما بينهم ، كل هذه التوقعات تنتظرنا في حال تم إعلان الأقاليم والمشكله ليست في الأقاليم ذاتها بل بدستور العراق الحالي وبالسياسيين الأشرار أما الفدرالية فهي اللا مركزيه والإستغلال الصحيح لموارد الدوله ولها مبررات كما لها معوقات وطالما معوقاتها اكثر وكوارثها اسوأ فهي ليست حل في الوقت الحاضر وبالنسبه لعدم وجود زعيم سني متفق عليه ولا زعيم شيعي متفق عليه فهذا لا يعني أني مع فكرة وجود زعيم سني وزعيم شيعي وزعيم كردي بل الصحيح هو أن تكون مؤسسات كامله داخل كل اقليم وليس أن يكون زعيم سوبرمان ليحكم في كل أقليم لأن هذا يعني دكتاتور ولكني بررت ذلك لأننا متأكدين من عدم وجود ديمقراطيه حقيقيه في الوقت الحالي وما نعيشه اليوم هو الفوضى على أصولها لذا في حال كان هناك زعيم سني وزعيم شيعي متفق عليه ستكون دكتاتوريه نعم ولكن الدكتاتوريه أهون من الفوضى ونفس الحال بالنسبه للعراق بشكل كامل وهذا أيضاً لا يعني أني مع الدكتاتوريه للتخلص من الفوضى بل مع الدوله المدنيه والدستور العلماني الواضح والصارم غير الفضفاض وبالنسبه للأقاليم فأنا أيضاً ضد فكرة الأقاليم الطائفيه والقوميه وأنما مع الأقاليم الجغرافيه أما القوميه والطائفيه فهي لن تخدم سوى الساسه الجشعين وهؤلاء سيستمروا بديمومتهم بالسلطه على إبقاء العداء مع الآخرين وبث الأحقاد في قلوب شعوبهم والشعوب في الأقاليم الأخرى وسيسوقون أنفسهم على أنهم الوحيدين القادرين على حفظ شعوبهم وأمنهم ومقدراتهم .

وهنا شرح عن الفدراليه بعض الشروط التي يجب توفرها لنجاح الفدرالية ، والبعض من مقوماتها ومعوقاتها في العراق أترككم لقراءتها والتفكير فيها والبحث من مصادر محايده لمعرفة الصح والحل برأيي هو أن يتكاتف العراقيين فيما بينهم ويضعوا خلافاتهم جانباً ويطالبوا بحقوقهم وبدستور علماني مدني صارم غير فضفاض يكفل لهم العيش بحريه ويكفل لهم حقوقهم ويمارسوا واجباتهم تجاه المجتمع بشكل جاد فلا يمكن لمجتمع أن يرتقي إلا بالتعايش السلمي

شروط الفدراليه :

أ . وجود عدة دول وثيقة الأرتباط فيما بينها محليا وعرقيا أو يمكن أن تنشأ الفدراليه من أنفصال الولايات عن الدوله الموحده البسيطه مع رغبتها في ألأستمرار في النظام الفدرالي كالبرازيل وروسيا .

ب.توفر الرغبه الوطنيه في الوحده والتصميم على أستقلال كل دوله في الأتحاد .

الملامح الأساسيه للفدراليه :

أ . وجود دستور صارم( غير فضفاض) يمثل السلطه العليا التي تنظم السلطات بين المركز والأقليم أو الولايات

ب . لا يمكن تغيير الدستور الا من قبل هيئات تشريعيه أعلى .

ج .تسيطر الحكومه المركزيه على السياسات الخارجيه والدفاع والعمله الوطنيه والمطارات والموانئ....

مبررات الفدراليه في العراق :

1. فشل نظام الحكم المركزي منذ تأسيس الدوله العراقيه الحديثه والى الآن وما جره هذا النظام من دكتاتوريه وتسلط وحكم فردي وتمييز عرقي وطائفي وانهيار أقتصادي وبالتحديد في حقبة البعث وصدام .حيث ان النظام المركزي فشل في أقامة دعائم دولة الحريه والعداله الأجتماعيه والسياسيه .
2 .الأوضاع الأمنيه الغير مستقره منذ عشر سنين .

3 .اليأس والتذمر من قبل الشعب العراقي الناتج من الفشل في أقامة نظام ديمقراطي تعددي تسوده الحريه والمساواة والعداله الأجتماعيه والرفاه الأقتصادي والأستقرار السياسي
4.انتشار الفساد والرشوه والمحسوبيه .والتي هي من من مخلفات النظام السابق .

معوقات انشاء الفدراليه في العراق :

1.مشكلة كركوك .
2. مشكلة المناطق المتنازع عليها في الموصل وديالى وصلاح الدين والأنبار وكربلاء .
3.النسيج الأجتماعي والعشائري المتداخل في العراق .
4. الحساسيات الطائفيه والعرقيه.
5.مايتميز به الشعب العراقي من غلبة العاطفه عليه في الحكم على الأشياء.
6. الخوف والتردد من ولوج تجربه جديده قد تؤدي _حسب التفكيرالجمعي _ الى المجهول .
7. ضعف الثقافه السياسيه الناتجه من التهميش والتجهيل والفقر التي زرعتها الأنظمه السابقه.
8. التدخلات الأقليميه والتي تتباين من جهه الى آخرى تبعا لمصالح تلك الدول ، فدول ما تريد تقسيم العراق واخرى تريده موحدا ضعيفا لحرمانه لعب دوره الأقليمي واخرى تريد سلب ثروته.

فلنفكر جيداً ونتأمل مستقبلنا ومستقبل الأجيال القادمه ونقارن الحاضر بالماضي البعيد قبل وصول سلطة البعث وهل كان آبائنا وأجدادنا مخطئين عندما كانوا متعايشين بشكل سلمي على الرغم من خروقات الأنظمه في تلك الفترات ونقارن الماضي بالحاضر وأرجو من كل شخص أن يفكر هل كل أبناء طائفته ملائكه وكل أبناء الطوائف الأخرى شياطين ! لنفكر جيداً حتى نصل للسلام بالشكل الصحيح وهو العوده للهويه الإنسانيه والوطنيه وعدم السماح للسياسيين أن يفرقونا لأن كرهنا لبعضنا البعض وعدائنا لبعصنا البعض هو سر ديمومتهم في السلطه ووجودهم في السلطه لن يقدم أي شيء سوى سرقة الشعوب التي يسوقون أنفسهم على أنهم مخلصيها

Fadi Adams








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -أسلحة الناتو أصبحت خردة-.. معرض روسي لـ-غنائم- حرب أوكرانيا


.. تهجير الفلسطينيين.. حلم إسرائيلي لا يتوقف وهاجس فلسطيني وعرب




.. زيارة بلينكن لإسرائيل تفشل في تغيير موقف نتنياهو حيال رفح |


.. مصدر فلسطيني يكشف.. ورقة السداسية العربية تتضمن خريطة طريق ل




.. الحوثيون يوجهون رسالة للسعودية بشأن -التباطؤ- في مسار التفاو