الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نهاية أمل , شكرا عزيزتي لقد أحببتك.

علي لّطيف

2013 / 12 / 13
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


هذه السطور كُتبت على عُجالة, إلى أرواح الموتى: أنتم موتى, ألستم سعداء؟.

في أول الأمر سأبدأ من أخر الأمر كما أتذكره, كنت جالساً أمام التلفزيون لأرى ماذا سيقول شيخنا الجليل مصطفى, بشنته الحمراء في جيبه وبشكله الوقور, مع كامل إحترامي له, لكنه بدأ لي كشخص متداول تجده في كل طابور تقف فيه, ذاك الشخص الذي يوجد دائماً في بداية الطابور ليتحصل على مراده ثم يذهب إلى بيته ليُصلي النوافل ويدعو الله السترة ويلعن المتبرجات السافرات, كسارة السافرة بنظاراتها على رغم أن (سرو) غير مصابة بضعف نظر على الإطلاق, لربما ظنت أن بإرتدائها للنظارات ستبدو ذكية بعض الشئ, على العموم طردها مصطفى لإنها إرتدت (قونة مشحوطة) في حفل تداول لسلطة لم تكن موجودة في الأساس في يد من يدّعي السلطة, وهكذا سُلمت مفاتيح خزينة البترودولار من (بسطارديا) إلي (مردف), وإلى يومنا هذا منذ ذلك الحين وحوالي 200 مليار إختفت, جزء منها ذهب إلى ثوار الداخل, جزء أخر لثوار الخارج, جزء منها لثوار النظام السابق, وجزء منها إلى برنارد ليفي, وأجزاء آخري حتى من (الصديق الكبير) محافظ مصرف ليبيا المركزي لايعلم أين ذهبت.

في هذه الأيام الصعبة, تنتشر لافتات في الشوارع ممولة من قبل وزارة النفط, تحث المواطنين على الحفاظ على النفط, وأن هذا السائل هو مصدر دخلنا الوحيد, وانه ثروتنا ويجب ألا تُسرق, وجدت نفسي قبل عدة ساعات أمام لافتة, أشتم اللافتة وأسألها: ماذا بك (تتمنيكِ) على زبور أمي, ألا ترين زحمة الشيلات, أيتها اللافتة في الأعالي ألا ترين مايحدث عندما يحكم المفرخ؟؛ لم تجب اللافتة للأسف, كرهت إستكرادها لي, إنها ذات الطريقة التي إستكرادتنا بها الكراسي وراء المكاتب, السلطة والليبي لا يجتمعان.

ما الثورة يا لينين؟, حقاً لا أريد أن أسمع إجابتك, شكلك لا يعجبني يا لينين. أيها الباهي الصادق, ما الحل؟ هل كانت ثورة أم مجرد (غراميات بين القبائل)؟, الصادق: يجب حرق النفط. أظن أن الصادق كان سيقول ذلك جالساً في سيارته في طابور محطة بنزين في مربع أمني يتبع الجماعة الليبية المقاتلة, الصادق في تلك اللحظة كان سيدخن (البافرة) الثانية, كنت سأريد أن أشاركه, لكن لي صديق إستطاع أن يتوسط لي في إحدى محطات البنزين في مربع أمني آخر تحكمه جماعة مقاتلة آخرى. أعتذر أيها الصادق, الأمر كيوم القيامة بالضبط, كل رجل لنفسه, حتى من أمي لا أتذكر إسمها, اليوم أصبحت كل مدينة مقسمة إلى مربعات أمنية, كل كلبٍ في مربطه وحش. الصادق ساخراً بحسرة: يا ثوري, يا إمسخ, تفوووه !

"ولكن البترول الذي تملكه الدنيا بأسره لا يستطيع أن يعمل على إحياء إنسان واحد من موته الفكري.", أظن أن الصادق كان سيحاول أن يخبر الرجل الذي أمامه في الطابور برؤيته هذه, الرجل لن يفهم, وسيرى الرجل أن الصادق مجرد حشاش درويش, في الحقيقة الصادق قال ذلك للرجل الذي أمامه لكي يأخذ مكانه في الطابور فقط, على رغم أن محطة البنزين مقفلة؛ بسبب هذيان غضب شاب مخدر ببعض الحبوب البيضاء والحمراء والزرقاء. الامر مثله مثل الثورة وعلاقتها بالشعب, الثوريون يحاولون إقناع الشعب لكي يضحكوا عليهم, والشعب يقتنع أحياناً ولايقتنع أحياناً آخري, وحتى لو إقتنع الشعب لن يحدث أي شئ؛ بسبب وجود كائن مخدر في عقول الكل, لايسمح بحدوث أي شئ. لهذا سيعيد كل شئ نفسه مهما حاولنا أن نُغير أي شئ. ما السبب يا (لخّ) القائد؟ حتى أنت أيها (لخّ) شكلك لا يعجبني, ولا أريد أن أسمع إجابتك.

عائلات متشردة, قبائل منتصرة, قبائل مهزومة, 3 سنوات من العبث البذئ لعبت بمصير هذه الأرض أكثر من ال60 سنة الماضية, أليس الامر يدعو إلى الإنتحار بعد قتل الكل؟؛ أحد بائعين الكلام قطري كان أم ليبي, لست مهتماً, قال مرةً : "أن الدستور تكتبه القبائل المنتصرة, وثورتنا مباركة.", أليس الأمر يدعوك إلى تملق الذل الإستعماري؟. مشكلة العرب الرئيسية هي أنهم مازالوا عرباً في زمن الإنسان. أصبحت راديكالي هذه الأيام, أحبذ أن ينفصل وطني (الفيدرالية كحلم) إلا لو جاء أحدهم وحرق كل آبار النفط وكل المسنين والمسنات وكل الأعلام والرموز والعقول والقلوب والمنظومة الثقافية والفكرية والإجتماعية, وبدأ صفحة جديدة بتاريخ جديد, نبذ الإنحياز وأذعن للمستقبل كضرورة, علينا أن نتواجد فيها لا أن يستعبدنا القدماء الموتى مرة آخرى من وراء قبورهم. من قال أنه من ليس له ماضي ليس له حاضر شخص أحمق, وعلى ما أعتقد هذا الشخص عربي يعيش في خيمة مستوردة مُكيفة في الربع الخالى.

إلى أمل, التي أحببتها في البداية, شكراً لك عزيزتي, إغوائك جعلني طامعاً في قبلة, تسترك وراء النقاب والحجاب جعلني أحلم باللذة, كم إنتشيت نهديك المكتملين في ليلة قمرية, أردت أن أرقص معك عارياً في البرد وتحت المطر, أحدثك عن غد السلام والحب, لقد خدعتيني, هذا ليس ذنبك, لا أكرهك ولا أحبك, أحس بالأسى عليك وعلي, لماذا أحس بالأسى يا أمل؟ لإنني أحمق أخر, لم أستطع أن أُفرق بين المرأة الهرمة, والمرأة اليافعة, هذه تهمتي يا أمل, لا أستطيع أن أتحكم بشهوة حلمي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شاهد لحظة مقاطعة متظاهرين مؤيدون للفلسطينيين حفل تخرج في جام


.. كلمات أحمد الزفزافي و محمد الساسي وسميرة بوحية في المهرجان ا




.. محمد القوليجة عضو المكتب المحلي لحزب النهج الديمقراطي العمال


.. تصريحات عمالية خلال مسيرة الاتحاد الإقليمي للاتحاد المغربي ل




.. موجة سخرية واسعة من عرض حوثي للطلاب المتظاهرين في أميركا وأو