الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
في المزاد العلني
محمد عبد الله دالي
2013 / 12 / 13اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
في المزاد العلني
مرت السنون ،كمر السحاب وعانا الشعب منها وذاق مُرَ العذاب ، مرت السنون بين مدٍ وجزر وبين مزايدات ومناورات السادة السياسيين والوزراء والنواب ,واشتروا وباعوا كل القيم , ولم يتركوا شيئاً إلا وأوغلوا فيه عبثاً ، من نهب وسلب وتسقيط للخصوم ،والتنكيل بالآخرين ,وتدميرا تاما لاقتصاد دولة كانت يشار لها بالبنان , وقد تكالب عليها الأشقاء والأصدقاء والأعداء ,كل يسعى نحو هدف له , منهم من يريد تدمير البنى التحتية لهذا البلد حتى يظل متخلفاً عن ركب الدول المتقدمة في المنطقة ,ويبقى يعتمد باقتصاده على الآخرين مستورداً حتى علبة الكبريت ، والآخر يهدف للسيطرة على سياسة الدولة ويجعلها دولة تابعه تدور في فلكه ,ويفرض ويسلب إرادتها ويتدخل في أبسط الأمور حتى في تعيين ابسط موظفي الدولة وتهميش الآخرين من المكونات السياسية والدينية ,أما بحب الاستعلاء أو الاستبداد او الاستيلاء على السلطة أو انتقاماً من تلك المكونات مما أدى إلى تفكك لحمة الشعب وتكريس الحس الطائفي وإيقاد الجمر الراقد تحت الرماد لسنين عديدة .أم البعض الآخر باع دولته وشعبه على دولة أخرى بأبخس الأثمان وها هي .. الجولة الثالثة من الانتخابات قد بدأت وبدأ معها العمل وبنفس الطريقة السابقة ، جولات مكوكيه بين بلدان العالم ودول الجوار ، أما لأخذ البيعة أو لأخذ التعليمات أو لكسب التأييد ،أو طلب المساعدة المالية والدعم الإعلامي .
والطامة الكبرى إن البعض منهم قد تنازل عن مبادئه وتنازل عن ارض الوطن ,وباع شعبه في سبيل الوصول الى كرسي الحكم .وفي الوقت المتبقي للعد التنازلي للانتخابات بدا الساسة والمتنفذون بتوزيع الأراضي والهدايا والوعود الرنانة , التي لا تغني ولا تشبع من جوع في سبيل إسعاد هذا الوطن المظلوم من قادته .
والجدير بالذكر ان كل الزيارات التي قام بها مسؤولوا الدولة باءت بالفشل بدا من زيارتهم إلى الولايات المتحدة ,الراعية الأولى وإيران وجولاتهم داخل العراق ، حتى زيارتهم المرتقبة إلى تركيا , لا تختلف عن سابقاتها , كل تتم في سبيل تطبيق شعار لا نعطيها هذه المرة ,
حسناً ايها المناضلون الذين ترفعون مثل هذه الشعارات او شعارات أكثر حدة , برهنوا للشعب وللعالم حبكم للشعب في تحقيق الأمل المنشود في الحرية والرفاهية والتعليم وفي بناء قاعدة اقتصاديه يعتمد عليها ابناء الوطن , في العيش بكرامة وحريه , ولكن وللأسف الشديد أصبحنا نجاهر أمام العالم ,علنا بالفساد والتخلف وفق تقارير الشفافية الدولية ولو رجعنا الى زمن النظام السابق , كان الظلام يحيط بنا من كل مكان ,أما الآن أصبح العالم بين يدي كل مواطن ,بفضل التغيير الذي أحدثته أمريكا وحلفائها في المنطقة , وهذا لا ينكر ومحسوب لكم , لكن هل عاد بالفائدة على أبناء الوطن ؟ الجواب لا ،بل انه أدى إلى كشف عوراتنا امام العالم وزيف وعودكم وخطبكم الرنانة , والقتل المبرمج للكفاءات , وتهجير المكونات الاساسيه في البلد الذي يمتلك أجمل فسيفساء في المنطقة .
أما آن الأوان . لهذا الشعب أن ينتفض على نفسه ويزيح الغبار المتراكم على كتفيه منذ سنين , اما آن الأوان أن يقول الشعب كلمته وان لا يضع إصبعه في الجحر مرتين .
وعلى القوى في هذا البلد أن يضعوا أيديهم مع القوى الخيرة, ويتناسوا الأحقاد والخلافات ، ويجتمعوا تحت ظل تنظيم واحد يظم كل القوى المحبة للحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية ،نحو بناء حكم مدني ديمقراطي موحد ، لبناء مستقبل أفضل لأبنائنا .
محمد عبد الله دالي
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. ما مدى أهمية تأثير أصوات أصحاب البشرة السمراء في نتائج الانت
.. سعيد زياد: إسرائيل خلقت نمطا جديدا في علم الحروب والمجازر وا
.. ماذا لو تعادلت الأصوات في المجمع الانتخابي بين دونالد ترمب و
.. الدفاعات الجوية الإسرائيلية تعترض 3 مسيّرات في سماء إيلات جن
.. فوضى عارمة وسيارات مكدسة بعد فيضانات كارثية في منطقة فالنسيا