الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كنت بحاجة للخطيئة / 2

مجد يونس أحمد

2005 / 6 / 11
الادب والفن


كنت بحاجة للخطيئة/ 2

حكاية طويلة
أصابع تقترف الحنين حكاية
حكاية ؛ نهاية البداية
تتقيأ ذاكرتي اشتعالا
لخطيئة ملأت قدوري بشهوة الخيانة
أنسلّ حافيا في أزقة الجنون
ترافقني اللعنات فصولا
حبلى بانكسارات موت يتوكأ حنجرتي
لينهش الهزال جسدي
ويفترس الغياب عظامي النخرة
.....

حكاية طويلة
هناك .. بعيدا
تتراقص الأوجاع ؛ وينسدل الستار
تصفق الصباحات
لأمنيات تمددت على جسد النسيان
أبقى وحيدا ولا أحد
أمدّ يدي بصمت
وأسجد راكعا ..
.....

حكاية طويلة
حكاية خطيئة
رقصت على عتبات الألم
في عتمة القلب ..
وصمت الموت يقتسم مراحل العمر ...

خطيئة .. اتسع الكون مدهوشا ؛ حيث العقل اشتهاءا يمتد نحو العناق , وخلف اقتراف الخطيئة جفاف روح لاهثة خلفك في المدى ...

نعم حبيبتي .. ولست آلهة ..
داعبتني الخطيئة وراقصتني , رمتني بأحلام تخبو كالشهب في سكون الليل ... وكنت وحيدا .. أعبر متاهات الذكرى , وتفترسني وجوها تعانق الموت , فكانت الأحلام ؛ أجراس جنازة باهتة ...

أجابه خوفي بوجودك .. ولا انتظار لعودتي .. وعندما ابتلعك الـ/ هناك , رحلت نفسي في حقائبك , صارعتني الأفكار , اشتعلت نارا تحاول التهام الثقة , وفي لحظات الوحدة تخمد ثورتي حين تداهمني الخطيئة ...

داهمتني مرارا , فأغلقت النافذة , دخلت من أخرى , فأغلقتها , أقفلت جميع النوافذ لأراها شبحا يتمدد فوق سريري ويصنع تابوتا لدفء الذكرى ؛ فأشعل صوتك أغنية , أراقص حبك , فتسخر مني , تضع يدها على رأسي كطفل يتيم , تمسك بيده وتخرجه في ظلمة الرعشة وغواية الخطيئة , ليجف حلقي معلنقا صمتك لبعيد في الـ/ هناك ...

كانت حاجتي للخطيئة كحاجتي لك , كحاجتي لنفسي الراحلة سرا في حقائبك الى ضفة الغياب , تاهت ملامحي وتكسرت على صخرة نسياني نفسي معك ......

أين أنا ؟
ومن ؟؟؟

نسغ حبك جريان دائم في أنسجتي ..
أناديك .. تنهضين من الحلم .. أحاول القبض عليك ؛ تنسلين هاربة , فيقتلك الصباح , يتسع المدى لأدرك صغر حجمي ..

كنت بحاجة لخطيئة .. خطيئة بريئة .. فكانت على أقاض عهري وعجزي ؛ صهيل لأنين جرح تقتاتينه , ويصّم الصدى آذان الكون ..

قد مزقت الخطيئة بكارة صدقي ..
أركض خلفك حاملا عهري , يا امرأة نسجتها بخيوط دمي , لتتحطم جرار حبي المعتقة , تنساب شلالا ينسج ثوبا من حرير الألم , تستفيق المرأة المنسوجة , تحملني جثة , تنسجني ألما وخيبة وانكسارات وتلحدني قلبا يترنح وجعا ....

يخترقني نسغ الخطيئة ...

أمي .. هل أنا هو ؟ ذاك الطفل المحمول في بطنك مُذ غرس أبي نسغه في رحمك ؟ هل هو نفسه ؟ أنا ؟ ..
أمي بحق الآلهة انظري اليّ .. أعيديني كما كنت .
آه مبعثرة كلماتي , تائهة احلامي في غابة الصمت ... وفي غفلة جاء الذئب والتهم ما التهم .....

حين أدارت ظهرها واسعة الخطى , غابت حاملة غيوما متلبدة في مدى عينيها , انهمرت الدموع صخورا ...
فأدركت النهاية
فابتلعني حبها .. ابتلعني حبا وصل قمة المدى فكنت الغارق في لجة الخطيئة ..


مجد يونس أحمد








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ملتقى دولي في الجزاي?ر حول الموسيقى الكلاسيكية بعد تراجع مكا


.. فنانون مهاجرون يشيّدون جسورا للتواصل مع ثقافاتهم الا?صلية




.. ظافر العابدين يحتفل بعرض فيلمه ا?نف وثلاث عيون في مهرجان مال


.. بيبه عمي حماده بيبه بيبه?? فرقة فلكلوريتا مع منى الشاذلي




.. ميتا أشوفك أشوفك ياقلبي مبسوط?? انبسطوا مع فرقة فلكلوريتا