الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تسامح مانديلا بين الأفلاطونيات والواقع..

سامر رسن الواسطي

2013 / 12 / 13
كتابات ساخرة


أصعب ما يواجه المُراقبين والمُحللين وهواة الكتابة "مثل حلاتي" هو أن يقفوا بالضد من النظام الديكتاتوري السابق وينتقدوا مجرميه وشعاراتهم التي خدعوا بها الناس بإسم القومية وحماية مكتسبات الثورة،وفي نفس الوقت يقفوا بالضد من "أغلب" فاسدي وفاشلي ومجرمي النظام الحالي وينتقدوا شعاراتهم التي خدعوا بها الناس بإسم المذاهب وحماية الشعائر....
إضافة إلى محاوله كشف البذور الفاسدة التي تم زراعتها خلال حقبة حكم النِظامَين والمُتمثله بالمجاميع والميلشيات المسلحه.....
هسه ندخل بموضوع تسامح مانديلا...تريدون نسولف أفلاطونيات لو الواقع؟!،آني أكَول نسولف الواقع أحسن...
قبل فترة توفي نيلسن مانديلا،لِيتم مع هذه المناسبة ومن جديد فتح النقاشات والآراء المُتعلقه بتطبيق "تسامح مانديلا" في العراق مِن قِبل بعض المُهتمين بالوضع العام...
فالمُستفيدين من النظام السابق يُريدون تسامح وتصالح مع أفراد ذلك النظام وأركانه وحيطانه وأخر ما تبقى من العنقود فيه عِزة الدوري.
والمُتعصبين السُنه يُنادون بالتسامح مع قادة الجماعات المسلحه..
والمُتعصبين الشيعه يُنادون بالتسامح مع قادة الميلشيات المسلحه...
ألمُشكله إن اغلب الذين يتغنون بتسامح مانديلا لا تتجاوز معرفتهم بتاريخ جنوب أفريقيا سوى "إن شِلة من البيض كانت تحكم ذلك البلد بصورة عنصريه،ومانديلا كان مسجون ومن طلع من السجن تسامح مع سَجّانه،وبعدين دعا السود إلى التصالح مع البيض ومُسامحتهم على جرائمهم وانتهاكاتهم لحقوق الإنسان،وبوس عَمك بوس خالك وعاشوا عيشه سعيده"....
لا إخوان...مانديلا قبل أن يُطالب بالتسامح طالب بالعدالة،ومثال على ذلك هو رفضه منح الحصانة القانونيه لمرتكبي الإنتهاكات العنصريه في بلده إلا بعد أن يقروا بجرائمهم ويعترفوا بها علناً...
فقُبيل أول إنتخابات حُرة في جنوب أفريقيا أصدر الرئيس العنصري آنذاك (ديك ليرك) أمراً يقضي بالعفو عن أربعة ألاف شرطي ورجل أمن،ولكن مانديلا وبعد فوزه بالإنتخابات ألغى هذا العفو وأسَسَ لجنة سُميت حينها (لجنة المصالحة والحقيقة)....
أما هاي اللجنه فأصبرولي شويه جايكم بالكلام عنهه.....
هذه اللجنه يا معزوزي العين والسلامه كانت تحت إشراف القس (ديزموند توتو)، ولكي يحصل أحد مُذنبي النظام العنصري الجنوب أفريقي على عفو كان عليه أن يقوم بالإعتراف عن ذنبه في جلسه علنيه وبحضور الضحيه إذا كان على قيد الحياة أو بحضور أحد أقاربه إذا كان متوفى..
فقد قام المئات من الجلادين العنصريين البيض بالكشف عن تفاصيل عمليات القمع التي قاموا بها وذهبوا مع الصحفيين وذوي الضحايا إلى الغابات والأماكن السرية التي عذبوا فيها ضحاياهم وقتلوهم..
نعم إخوان،أركان النظام الحالي غير مؤهلين لتشكيل مثل هذه اللجنة،ولكن في نفس الوقت لم نلمس أي إشارة تُشير على إن أركان النظام السابق يريدون الإعتذار عن جرائم حلبجه والمقابر الجماعيه والتعذيب في السجون لا بل بالعكس لا زالوا يُدافعون عن تلك الجرائم.....
لذلك أقول لكل من يطالب بتصالح هذا الشعب المسطور ومغلوب على أمره مع ذباحيه وجلاديه بدون أي مقابل وضمانات:
"روحوا لعزة الدوري ولذباح الدوره ولأبو درع وقنعوهم يعتذرون من ضحاياهم،أو على الأقل لا يعتذرون وإنما يتعهدون بعدم تكرار جرائمهم من جديد،ومن بعدها تعالوا طالبوا بتطبيق تسامح مانديلا"....








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. دينا الشربيني: السينما دلوقتي مش بتكتب للنساء.. بيكون عندنا


.. كلمة أخيرة - سلمى أبو ضيف ومنى زكي.. شوف دينا الشربيني بتحب




.. طنجة المغربية تحتضن اليوم العالمي لموسيقى الجاز


.. فرح يوسف مهرجان الإسكندرية للفيلم القصير خرج بشكل عالمى وقدم




.. أول حكم ضد ترمب بقضية الممثلة الإباحية بالمحكمة الجنائية في