الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الانتخابات في بريطانيا: تقدم اليسار الجذري

المناضل-ة

2005 / 6 / 11
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم


كانت الانتخابات العامة لـ5 ماي 2005 مطبوعة بإعادة انتخاب حزب العمال، لكن أيضا بتقدم لا يستهان به لليسار الجذري المتحالف في اطار RESPECT .
لم تكن إعادة انتخاب حزب عمال توني بلير، بأغلبية برلمانية كافية لتشكيل حكومة، مفاجأة لأحد. ويمثل تشكيل ثالث حكومة عمالية على التوالي حدثا تاريخيا بالنسبة للحزب رغم انتقال أغلبيته من 165 نائب الى 66. لكن المشاركة الانتخابية تظل ضعيفة (61 بالمائة). ويكمن التفسير الرئيس لهذه الظاهرة في ضآلة الفرق بين الأحزاب البرلمانية الرئيسة الثلاث، أي العماليين والمحافظين والليبراليين-الديمقراطيين. ومما يخيف بلير اكثر سقوط حصة العماليين من الأصوات الى 365 ( ادنى حصة لحزب بالحكومة منذ 1832). ان تقلبات النظام الانتخابي هي التي تجعل العماليين يحصلون على أغلبية النواب بنسب أصوات من هذا القبيل.
اتجه الناخبون الذين كانوا يصوتون لصالح العماليين نحو المحافظين ولغتهم الكارهة للاجانب والعنصرية ، لكن بوجه خاص نحو الليبراليين-الديمقراطيين الذين كانوا صوتوا في البرلمان ضد الحرب بالعراق ( لكنهم يساندونها مذاك).
ومع نسبة بطالة لا تتعدى 4.7 بالمائة وتضخم في حدود 3.2 بالمائة ( من أدنى النسب في أوربا)، ثمة للوهلة الأولى دواع قليلة تجعل الاقتصاد إحدى أسباب تراجع شعبية العماليين. اذ يجب اعتبار خصخصة الخدمات وإضفاء الهشاشة على الشغل. فقد واصل العماليون الخصخصة بنفس وتيرة المحافظين. وبات كل استثمار في الخدمات العامة يجري بواسطة شركات خاصة، مع عقود طويلة الأمد جدا. كهذا استمر اتساع الفارق بين الأغنياء والفقراء. وباتت معاشات التقاعد من الأفقر في أوربا( زهاء 120 يورو اسبوعيا)، وكلفة الدراسة الجامعية هي الأغلى في العالم بعد اليابان( زهاء 4700 يورو كرسوم تسجيل سنوية).
نظم الليبراليون-الديمقراطيون، وهم حزب برجوازي وسطي، حملتهم لإعطاء الانطباع انهم على يسار حزب العمال، وهو أمر ليس صعبا. وتبنوا مواقف ذات طابع نيوليبرالي أخف حول المسائل الاقتصادية والاجتماعية، وعارضوا العماليين والمحافظين حول المسائل الأمنية، ولم يكفوا عن التذكير أنهم كانوا ضد الحرب بالعراق. ولهم الآن 62 نائبا بـ 22 بالمائة من الأصوات، بينما لدى المحفظين 197 نائبا بـ32 بالمائة من الأصوات. وقد شجع خطابهم حول الحرب بالعراق بعض عناصر اليسار الجذري، مثل طارق علي، الى الدعوة الى التصويت لصالحهم حيث لا يوجد مرشحون لتحـالف اليسار الجذري RESPECT وحيث المرشح العمالي وزير.
لكن الاشد إثارة لمخاوف بلير متمثل في في نتائج Respect ، لا سيما انتخاب جورج كالاوي George Galloway في Bethnal Green شرق لندن . فقد حصل هذا الأخير على 39 بالمائة من الأصوات، متقدما على المرشح العمالي بـ900 صوت، رغم جهد لا يكل من حزب العمال لمنع انتخابه. قدم تحالف Respect 26 مرشحا وحصل الى 68071 صوت بمعدل 6.9 بالمائة من الأصوات. وجاء في الرتبة الثانية بعد حزب العمال في 3 دوائر . وتمثل نتائج Respect الأفضل بالنسبة لليسار منذ 1945.
يدعي حزب العمال والصحافة البرجوازية ان ليس لتحالف Respect موقف آخر غير الموقف من الحرب . طبعا، الحرب مسألة أساسية في بريطانيا ، لكن Respect خاضت أيضا حملة حول كبريات المسائل الاجتماعية والاقتصادية - ضد الخصخصة ودفاعا عن الخدمات العامة ، وضد إصلاح نظام معاشات التقاعد ، ومن اجل سكن عمومي رخيص لحل الأزمة العقارية بلندن، وضد العنصرية والسياسة الأمنية. انه برنامج سياسي واسع اقنع شبابا ونقابيين وأعضاء بحزب العمال والجماعات المتحدرة من الهجرة . بات لدى تحالف Respect قاعدة صلبة للظفر بمنتخبين بالبلديات في السنة المقبلة. والاهم ان هذه النتائج تمنح Respect صدقية ، تتيح له التحول الى حزب مناضل ذي وزن على الساحة السياسة الوطنية ، قادر، دون غيره، على النضال ضد النيوليبرالية .

, Frederic Leplat من لندن

تحالف Respect :
عن أسبوعية روج العدد 2111 - 13 مايو 2005
تعريب المناضل-ة








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عزة.. ماذا بعد؟ | المعارضة الإسرائيلية تمنح نتنياهو -الأمان-


.. فيضانات في الهند توقع أضراراً طالت ملايين الأشخاص




.. مواجهة مرتقبة بين إسبانيا وفرنسا في نصف نهائي يورو 2024


.. الاستقرار المالي يثير هلع الفرنسيين




.. تفاعلكم | مذيعة أميركية تخسر وظيفتها بسبب مقابلة مع بايدن!