الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
هل تصبح الجزائر قوة الفضائية في عام 2014؟ هل قمرها الصناعي الجديد سيتجسس على دول المنطقة؟
إدريس ولد القابلة
(Driss Ould El Kabla)
2013 / 12 / 14
الارهاب, الحرب والسلام
أطلقت الجزائر قمرين صناعيين ، بالإضافة إلى قمر صناعي " ألسات 2 - ب " قيد الإنجاز ومشروع قمر صناعي " ألسات 1 – ب". فهل ستصبح قوة فضائية؟
العد العكسي لإطلاق "ألسات " آخر
الجزائر تستعد لإطلاق صاروخ إلى الفضاء من قاعدة فضائية (حماقير) تقع في جنوبها ، على بعد ب 120 كيلومترا من مدينة بشار في جنوبها الغربي .
ورثتها من المستعمرين الفرنسيين.
ستحمل هذا الصاروخ القمر الصناعي الجزائري "ألسات 3"، وقد يُرسل في غضون شهر يناير عام 2014 .
وكانت قناة المنار التابعة لحزب الله اللبناني هي أول من نشرت هذا الخبر، وعنها نقلته مختلف وسائل الإعلام الجزائرية.
تجري حاليا أعمال الإعداد النهائي للقاذف الفضائي الجزائري بالقاعدة المذكورة .
ويذكر أن قاعدة "حاماكير" شُيّدت خلال الاحتلال الفرنسي في سنة 1952 ، وإلى حدود سنة 1967 كانت مقرا للمركز الفرنسي لتجريب المركبات الفضائية:
ِCentre Français d’Essais d’engins spatiaux
وتتوفر هذه القاعدة على أربعة مسطحات الإطلاق، وهي التي سمحت لفرنسا بإطلاق صواريخها الفضائية الأولى. تخلت فرنسا على هذه القاعدة في سنة 1967 وفقا لمقتضيات اتفاقية "إيفيان".
استيراد برنامج فضائي
في سنة 2002 ، قررت الجزائر استيراد برنامج فضائي و إنشاء وكالة الفضاء أطلقت عليها اسم "وكالة الفضاء الجزائرية " وأوكلت لها تحقيق الأهداف التالية : إطلاق 10 أقمار صناعية في الفضاء بحلول سنة 2017.
وتم إطلاق أول قمر صناعي جزائري "ألسات 1" ، في 28 نوفمبر 2002 بواسطة قاذفة "كوسموس 3 م " من القاعدة الإطلاق الروسية " بليسيتسك كوسمودروم"، وهي قاعدة الإطلاق الروسية الواقعة على بعد 800 كيلومتر من موسكو، والتي كانت تُعد المركز الرئيسي لإطلاق الأقمار الصناعية العسكرية شمال البلاد.
في 28 نوفمبر 2002 كشفت وحدة المعلومات التبعة لقوات الفضاء الروسية أن الصاروخ الروسي " كوسموس م 13 " أطلق من قاعدة الفضاء العسكرية "بليسيتسك " لوضع ، على المدار، قمرين صناعيين ، أحدهما روسي و الآخر جزائري. وكانت قوات الفضاء الروسية قد أشارت إلى أن القمر الصناعي الجزائري وزنه حوالي 200 كيلوغرام وُضع على المدار على بعد 700 كيلومترا عن الأرض.
أما القمر الصناعي الجزائري الثاني "ألسات أ- 2 "، فقد تمّ إطلاقه في 12 تموز 2010، من موقع "سريهاريكوتا" الهندي الكائن في "تشيناي" بخليج البنغال.
وتمكن خبراء جزائريين انطلاقا من محطة "ورقلة" من تحريك القمر الصناعي " ألسات 2 " من مداره ساعات قليلة قبل ارتطامه بجسم فضائي ( شهاب أو حطام) كان سيلحق به ضررا كبيرا . كما يتحكم الجزائريون في استغلال وتحديد معايير الصور المنتجة والمقدرة بـ 50 ألف صورة منذ إطلاق القمر سنة 2010 . ويتوفر "ألسات 2" على كاميرا التصوير النهارية بدقة متر واحد وكاميرا ومجسات تصوير تعمل بالأشعة تحت الحمراء للتصوير الليلي و الاستشعار عن بعد.
وذكرت قناة "المنار" استنادا على مصادر وصفتها بالموثوق بها، أن الجيش الجزائري اتصلت بــ 5 بلدان أجنبية قصد الحصول على تقنيات "باليستية" لازمة لتطوير منظومة إطلاق فضائية موثوق بها.
ففي خريف 2011 كشفت مصادر أوروبية متخصصة في شؤون الطيران، أن الجزائر منذ إغلاقها الحدود مع المغرب في سنة 1994 ، عملت بانتظام على تقوية التجسس على المغرب عبر الأقمار الصناعية. وفي تلك السنة (2011) عملت على وضع استراتيجية من أجل اختيار جهة تضطلع بوضع أقمارها الصناعية الاستطلاعية في المدار الفلكي لتقوية وتوسيع مدى وفعالية التجسس على الجار الغربي.
سعت الجزائر وقتئذ ليكون قمرها الصناعي أفضل وأنجع من القديم " ألسات 1 " والذي قدمته الجهات الرسمية الجزائرية أنه مخصص لرصد حالة البيئة على الأرض بهدف السيطرة على الكوارث الطبيعية والحوادث الصناعية الكبرى . ومع ذلك، إن مصادر عسكرية أوروبية كشفت وقتئذ - خلافا لما صدر عن الجهات الرسمية الجزائرية – أن القمر الصناعي "ألسات 1" تم تصميمه بالأساس لمراقبة الأنشطة والتحركات في البلدان المجاورة للجزائر. في حين، ووفقا لدوائر أوروبية مختصة في علوم الفضاء، إن مهمة القمر الصناعي الجزائري هو رصد أهداف على الأرض حجمها متر واحد ونصف فأكثر . كما أن تقارير المراقبين أفادت أن الجزائر قد خصصت منذ عام 2003 جزءا كبيرا من عمل أقمارها الصناعية لرصد الحركات في المغرب وموريتانيا وأجزاء من السنغال.
وإذا كانت تكلفة تصنيع القمر الصناعي الجزائري ووظائفه تعدّ من أسرار الدولة المحاطة بحرص شديد على التستر والإخفاء، مع ذلك كشفت أوساط صناعية فضائية عن بيانات دقيقة، مفادها أن القمر الصناعي الجزائري مجهز بكاميرات تستطيع التقاط الصور من الدقة العالية، و تسمح بدرجة فائقة من تكبير الحجم بطريقة متفوقة، وقد تتجاوز 1.5 متر كمقياس القطر.
وقد أظهرت السنوات الأولى من هذا العقد أكبر زيادة في الميزانية الجزائرية المرصودة لشراء معدات عسكرية مرتبطة بالتحديث الطيران العسكري والدبابات والمدفعية. وتمكنت الجزائر من تطوير منظومة صواريخ أرض – أرض تزيد على 832 كيلومتر، وذلك عبر تحسين بعض الصواريخ مقتناة من بلدان المعسكر الاشتراكي السابق وكوريا الشمالية.
و زادت معدلات الإنفاق العسكري الجزائري بشكل ملحوظ ومطرد منذ النصف الثاني من عقد سبعينات القرن الماضي إلى سنة 2004، وتأرجحت الزيادة السنوية ما بين 22 و 80 في المائة ذهب الجزء الأكبر منها لشراء المعدات الحربية.
كما تضاعف تقريبا تعداد القوات المسلحة والوحدات شبه العسكرية والدرك والشرطة. وتتكون القوات المسلحة الجزائرية من 300 ألف شخص موزعة على 12 منطقة عسكرية. منها 22 ألف في القوات البحرية عاملة في 4 قواعد بحرية ( المرس الكبير، الجزائر، عنابة وجيجل). وقوات شبه عسكرية قوامها ما يناهز 209 ألف شخص، و84 ألف في صفوف الدرك و 48 ألف في صفوف الأمن، ويضم الحرس أكثر من 17 ألف وقوات الدفاع الذاتي حوالي 200 ألف.
البداية
للحديث عن برنامج الفضاء الجزائري، لا بد من العودة إلى الوراء، إلى فجر سبعينيات القرن. كانت البداية مع إحداث المعهد الوطني للجيوديسيا (l’Institut National de Géodésie).
وسوف يتحول هذا المعهد إلى مركز وطني للتقنيات الفضائية في سنة 1988، آنذاك بدأ التعاون مع المركز الوطني الفرنسي للدراسات الفضائية و"لا ناسا" الأمريكية، فيما يخص استغلال الصور التي توفرها الأقمار الصناعية "لاندسات" و"سبوت"، بعد ذلك اهتمّ المركز الوطني الجزائري للتقنيات الفضائية بتطوير أوّل قمر صناعي جزائري "ألسات".
لكن المشروع لم ينطلق رسميا إلا في سنة 1998 ، وذلك على الرغم من الصعوبات التي عاشتها الجزائر آنذاك (نقص التمويل والصعوبات في العمل مع الوكالات الأجنبية، المشاكل الأمنية ...)، وفي سنة 2000 وقّع المركز الجزائري مع الشركة البريطانية " سوري ساتيلايت تكنولوجي المحدودة" لتطوير أول قمر صناعي جزائري. وقد تم اختيار فريق من 11 مهندسا جزائريين من الشباب للاستفادة من نقل التكنولوجيا تحت إمرة البريطانيين لمدة سنتين. وتمكنت الجزائر من إنشاء قمرين صناعيين، الأول إلى المملكة المتحدة، وأنها تعمل لمدة 2 سنة، وسوف قمرين صناعيين تحقيق أول من قبل البريطانيين كليا والذي تم انطلاقه في نوفمبر 2002 . أما الثاني فقد تم إنجازه بموازاة من طرف الفريق الجزائري.
كانت مدة حياة القمر الصناعي الجزائري محددة في 5 سنوات، إلا أنه ظل يشتغل إلى حدود سنة 2009. وقد كلّف هذا المشروع – حسب مصدر بريطاني- تكلفة إجمالية 15 مليون دولار (أكثر من 135 مليون درهم)، بما في ذلك نقل التكنولوجيا والدراية، والقمرين الصناعيين، و محطة استقبال البيانات، وإطلاق القمر الصناعي وقسط التأمين.
بعد هذه الانطلاقة الناجحة، تقرر إنشاء وكالة الفضاء الجزائرية وإدماج بناء المركز الوطني للدراسات الفضائية بها. ثم أُطلق البرنامج الوطني الفضائي خُصصت له ميزانية قدرها نحو مليار دولار على مدى فترة 15 سنة، وخص التخطيط إطلاق 8 أقمار صناعية وإنشاء وحدة تكامل واندماج الأقمار الصناعية، وتدريب مهندسين وأطباء مختصين في الفضاء وتطوير صناعة فرعية للمناولة في المجال الفضائي.
لقد تأسّست الوكالة الفضائية الجزائرية اختصارا "و. ف. ج" في 16 يناير 2002 في الجزائر، ببوزريعة، مهمّتها التكفّل بالبرنامج الفضائي الجزائري.
ومع ذلك، ظهرت بعض المشاكل، وكان أوّلها مع عودة المهندسين من انجلترا إلى البلاد ومعهم مشروع قمر صناعي صغير، لكن البيروقراطية المسيطرة ستدفعهم إلى الإحباط تلو الإحباط، ومع تكاثر العوائق التي واجهتهم، سيضطرون إلى مغادرة الجزائر، لتحقيق ذاتهم وأحلامهم شركات أوروبية وأمريكية، وهكذا أمنيت البلاد بخسارة كان ثمنها باهظا، هكذا تعتر البرنامج.
وبعد عدة سنوات من التأخير، تقرر إعادة إطلاق برنامج وكالة الفضاء الجزائرية "ألسات2" في سنة 2005. هذه المرة تم توقيع عقد مع شركة "إيدز استريوم " وفرعها الفرنسي في فبراير 2006، يهمّ اقتناء قمرين صناعيين "ألسات أ- 2" و"ألسات ب - 2" عاليا الدقة، ومحطتي استقبال أرضيتين، واحدة بوهران والأخرى بـ "واركلة"، ونقل التكنولوجيا مع تكوين 25 مهندسا، الذين سيتكلفون لاحقا باستكمال وإدماج القمر "ب- 2" في الجزائر.
ومنذ سنة 2012 أضحت الجزائر تتوفر على مركز تطوير الأقمار الصناعية بت "بير الجير" ، ويتكون من بهو إدماج مجهز بقاعة بيضاء لإنتاج أقمار صناعية بحمولة طن واحد ، وبناية للتجارب البيئية ، وأربع بنايات مخصصة للبحث والتطور.
لإسرائيل بصمة في المشروع
كان من المقرر أن يكتمل القمر الصناعي خلال عامين، إلا أنه استغرق 4 سنوات لتحقيق ذلك وإطلاق القمر"أ -2" بواسطة صاروخ ( PSLV) الهندي في 12 يوليو 2010. في حين ظل أمر القمر "ب- 2" يغلفه التعتيم الكامل، وطبعا تمّ التكتم على حجم الأموال الذي تطلبه هذا البرنامج. لكن استنادا على التقديرات من الممكن من خلال مقارنة مع مشروع فيتنامي للحصول على قمر صناعي مشابه من نفس الشركة مع نقل التكنولوجيا والإطلاق. وقد دفعت هذه الدولة الأسيوية ما قيمته ضخم 55 مليون يورو، مما يفيد أن على الجزائر دفع ما يناهز 110 مليون يورو للجزائر ( ما يفوق مليار درهم)، خلافا لما تدعيه الأوساط الرسمية والتي اعتبرت تكلفته منخفضة مقارنة بتكلفة أقمار مماثلة من نفس الحجم.
ورغم التعتيم الذي يحيط بهذا المشروع، تأكد أن شركة "إيدز أستريوم" البريطانية أخفت جملة من المعلومات، خصوصا بعض المعطيات المتعلقة بالعناصر الحيوية للأقمار الصناعية وهي من صنع إسرائيلي. ويتعلق الأمر نظام التحكم في الارتفاع، بما في ذلك المغنطيسية، ونظام القصور الذاتي والمحرك الرجعي مع خزان "الهيدرازين"، كل هذه الأجزاء من القمر الصناعي وفّرتها الشركة الإسرائيلية (ISRAELI AEROSPACE INDUSTRY).
على سبيل الختم
إذا صحّت المعلومات الخاصة بإطلاق الصاروخ الحامل للقمر الصناعي "ألسات ب - 2" قبل أبريل 2014، فإن الجزائر ستكون الضيف غير المتوقعة في النادي المغلق للقوات الفضائية (يضم 12 دولة بصفة رسمية). علما أنها ستترأس اللجنة الأممية للاستعمال السلمي للفضاء الخارجي من 2014 إلى 2015 . كما ترتبط الجزائر بكل من جنوب إفريقيا ونيجيريا وكينيا في في برنامج فضائي إفريقي يرمي إلى إرسال عدة أقمار لفائدة القارة .
تجدر الإشارة إلى الجزائر هي أول بلد عربي يؤسس وكالة فضاء كما يعتبر القمر الصناعي "السات 2" أوّل قمر عربي يصنع بخبرات عربية كاملة وهو قمر مراقبة. ويتمحور البرنامج الفضائي الجزائري الذي يغطي الفترة بين 2006 و2020 و الممول بـحوالي 1،5 مليار دولار ( أكثر من 12 مليار درهم) حول تطوير البحث الفضائي وتدريب مهندسين جزائريين وصناعة أقمار صناعية للمراقبة، وتصميم وإنجاز نظم فضائية لمراقبة الأرض.
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. رغم الخوف من كارثة جديدة...سكان مايوت يضطرون لإعادة بناء منا
.. هل ستلحق المسلسلات السورية موسم رمضان المقبل؟.. المُنتِج صلا
.. إسرائيل توسع حدودها بالنار على جبهات عدة.. فهل ينجح نتنياهو
.. صور للجزيرة تظهر اشتعال النيران في مواطن فلسطيني عقب استهداف
.. أبو عبيدة: مصير بعض أسرى العدو مرهون بتقدم جيش الاحتلال لمئا