الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الفأر في المصيدة /الذكرى العاشرة لاصطياد الكتاتور

عبد الحسين طاهر

2013 / 12 / 14
كتابات ساخرة


الذكرى العاشرة لاصدياد الدكتاتور
الفأر في المصيدة
عبد الحسين طاهر/مهداة الى روح ولدي علاء
(الفأر..الفأر دونكم الفأر لا يفلت من أيديكم ) كانت تلك صيحات غاضبة رددتها جماهير رومانية غاضبة هي الأخرى وثائرة إبان انتفاضتها على الدكتاتور( شاوشسكو) وتمكنت هذه الجماهير فيما بعد من إلقاء القبض على دكتاتورها مع زوجته ونفذت حكم الإعدام بحقه , تكررت هذه الصيحات والنداءات التي انطلقت من حناجر الجماهير العراقية الغاضبة أيام هزيمة النظام وفلوله أمام قوات التحالف تساندها قوى الشعب التي أرادت التخلص من الطاغية وحزبه المجرم بأيِ ثمن كان لتخلص العراق من حقبة مظلمة سوداء لم تمر مثيلاتها على بشر ...كانت( حناجرنا) تكاد تتمزق ونحن نصرخ بأعالي اصواتنا دونكم الفأر كما كانت الجماهير الرومانية ولكن مع الفارق طبعا وللأسف الشديد فان طريقة إسقاط الدكتاتوريتين تختلف ومن نواحي عديدة نظنها معروفة للجماهير فإذا كانت الجماهير الرومانية مثلاًً ونحن نغبطها حقاً قد تمكنت من القبض على فأرها (شاوشسكو ) وتمتعت بنشوة الانتصار تلك النشوة التي لا يشعر بها سوى أصحاب الهم الوطني أولئك الذين يحملون صلبانهم على أكتافهم من الذين شردهم النظام أو دفن أولادهم ,آباءهم ,إخوانهم, دفنهم أحياء او الذين ثبتوا على المبدأ في داخل العراق وعلى أطرافه . نقول مع الأسف إن الجماهير المتعطشة لإسقاط النظام لم تقطف ثمرة نشوة الانتصار هذه. تمكن الفأر من الاختباء بسرعة هو ورموز نظامه, فتحولت الجماهير الغاضبة في الايام الاولى لسقوطه الى المعاول والمطارق لتحطيم تماثيل ونصب الدكتاتور لتصفع صوره (بالبوابيج) ..في الايام الاولى شاهدنا صورا عديدة تعبر عن الفرح والحزن عن الضحك والبكاء ,عن الندم والنشوة في آن واحد, الندم لأننا لم نتمكن من الوقوف بوجه صدام ومنعه من قتل (علاء) وحسين وعباس وعبد الرحمن ومحمد وعمر وعثمان، لم نمنعه من التمثيل بحنا وميخائيل او بكاكه حمه والمئات والآلاف والملايين الذين دفنهم احياء او الذين حوّل اجسادهم الطاهرة الى طعم للاسماك وللفهود التي كان يدربها على افتراس البشر ويأنس لمرآها هو وولداه المجرمان. كل الحزن لأننا لم نستطع منع حربه العبثية على شعب ايران واحتلاله للكويت والتي احرق بواسطتها الاخضر واليابس ...اختلطت مشاعر الحزن والفرح وكان الضحك كالبكاء ..والبكاء ... كالضحك ورأينا ابا (تحسين) ذلك الشيوعي العتيق يمسك بواحدة من صور الطاغية يجلد وجهه النحس بحذاء متهرىء.كان يتفوه بكلمات .. ولكم ...ولكم ..هذا...هذا الذي قتل أولادنا ..هكذا كان ابو تحسين يبكي ويضحك ويصرخ وكانت الجماهير مندفعة تريد الوصول الى ساحة الفردوس حيث يوجد الصنم الأكبر (اكبر تماثيل الطاغية) أحدهم أظنه يدعى (ابا سيف) اعتلى كتف الطاغية الصنم ورفع العلم العراقي أشارة للانتصار بشد الحبل على عنق الطاغية (تعويضاَ)...وتسحب الجماهير تساعدهم واحدة من الدبابات، يتهاوى الصنم ويسقط، تتلقفه ايادي الجماهير ، تسحبه, يضرب وجهه الاطفال والشيوخ بالاحذية والقاذورات. كل هذا لم يهدئ مشاعر الغضب العراقي وانتظرنا بفارغ الصبر وأخيرا.., أطبقت المصيدة على الفأر...أمس 13 -12 كانت الفرحة فقد رأيناه بلباس الذل والمهانة والخزي .. شكرا يا رب شكرا لأولادنا الشجعان سواء كانوا بيش مركه أشاوس او فرسانا من العرب الشجعان. شكرا لقوات التحالف الف شكر..َأسف واعتذار لحيوان يعيش في بيوتنا وقد نشكو اذ خلت منه البيوت فحكاية تلك المرأة العربية الفصيحة التي وقفت للخليفة تشكو خلو دارها من الفئران, عذراً لصديقي الفأر لأني شبهته يوماً بدكتاتور ظالم...نعم انه ظالم حد الفجيعة وجبان.....حد...الضحكالكاتب عبد الحسين طاهر
1 ـ ابا تحسين مناضل شيوعي عتيق ظهر يجلد صورة الدكتاتور بحذاءه
2 ابا سيف في حينها قيل انه شاب شيوعي التقيته لاحقا ضمن تنظيمات الحزب الشيوعي العراقي في البصرة ولم ياكد لي المعلومة وكتفى بالقول انه ضمن الالاف الذين الذين ساهموا بتلك الاحداث ومتنع ان ياكد لي تلك المعلومة سلاما ابا سيف








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مت فى 10 أيام.. قصة زواج الفنان أحمد عبد الوهاب من ابنة صبحى


.. الفنانة ميار الببلاوي تنهار خلال بث مباشر بعد اتهامات داعية




.. كلمة -وقفة-.. زلة لسان جديدة لبايدن على المسرح


.. شارك فى فيلم عن الفروسية فى مصر حكايات الفارس أحمد السقا 1




.. ملتقى دولي في الجزاي?ر حول الموسيقى الكلاسيكية بعد تراجع مكا