الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ليس كل البعثيين،بعثيين!!

سامر عبد الحميد

2005 / 6 / 12
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي


في السبعينات من القرن الماضي،كانت "موضة"كتابة التقارير لدى الرفاق البعثيين في سوريا تعتبر واجباً وطنياً،وحزبياً،قبل أن تكون وسيلة للايقاع بالخصوم ،أو سلاحاً لتصفية الحسابات.
كتابة التقارير التي كانت طقساً روتينياً معتاداً في الاجتماعات الحزبية،على مستوى الحلقات وما فوق،كانت تتضمن في العادة "تقييماً" للأشخاص المحيطين بالرفيق البعثي..مدرّسه..مديره في العمل..جاره..الخ.
فيكتب أحد الطلاب في تقريره مثلاً أن أستاذ الرياضيات (فلان الفلاني) هو "حيادي إيجابي".بينما أستاذ الفيزياء "حيادي سلبي"!!..طبعاً حسب تقدير الطالب البعثي لموقف أستاذه غير البعثي من السلطة!.
غير أن "واجب" كتابة التقارير،لم يكن موجهاً لتقييم غير البعثيين فقط،بل كان يتم من خلاله،وبشكل طبيعي،وبدون أن يتحسس أحد،تقييم الرفاق البعثيين لبعضهم البعض أيضاً!!.
فيكتب أحدهم مثلاً في تقريره المرفوع للقيادة،أن رفيقه في الحلقة(فلان) هو "قومي سوري"مثلاً،أو "شيوعي"،أو "أخوان مسلمون"!!.دون أن ينجم عن هذا التقييم أية تبعات مادية أو معنوية،تطال المقيم(بكسر الياء)،أو المقيم(بفتح الياء).
في بداية الثمانينات،ومع تصاعد أحداث العنف الدامية التي شهدتها البلاد،تغير الحال تماماً.
فقد أصبح الرفيق تعيس الحظ،الذي يكتب بحقه أي من التقارير الآنفة،بتعرض لقانون"الأمن الحزبي"الرهيب،والذي يوقع بالمتهمين بـ"الازدواجية التنظيمية"عقوبات شديدة!.
ولحسن الحظ،فإنه من بين التوصيات التي أقرها مؤتمر البعث الأخير(العاشر)،هو إلغاء هذا القانون،أو تعديله،أو ماشابه ذلك.

في ظل احتكار "حزب البعث"للسلطة،انتسبت أعداد متزايدة للحزب،بغية الاستفادة من الميزات التي كانت تقدم للحزبيين....تعيينات في وظائف الدولة...تأمين غرفة للطالب في المدينة الجامعية...علامات إضافية لطالب"الباكالوريا"..الخ.
وربما انتسب بعضهم للبعث كنوع من"التقية" إتّقاء لشرّ الأجهزة الأمنية.ولهذا السبب،وفي ظل الملاحقة الضارية من قبل السلطة لجماعة "الأخوان المسلمين"،فقد انتسبت أعداد غفيرة من أنصار ومؤيدي هذه الجماعة لحزب البعث،مؤجلة التعبير عن قناعاتها لأيام أفضل!.
وهكذا،فقد تحول الحزب مع الزمن من حزب عقائدي لايضم سوى المقتنعين بمبادئه،إلى "مؤسسة"من مؤسسات الدولة،تضم خليطاً عجيباً من أصحاب "العقائد" والقناعات الخاصة!!.
وحين يتبجح بعض الكتاب والرموز المحسوبين على السلطة،مثل(أحمد الحاج علي)أو(رياض نعسان آغا)،بأن حزب البعث هو حزب الملايين،وأنه لايمكن تجاوزه،فإن واقع الحال يقول بأنه ليست كل هذه الملايين بعثية!.
ومن هنا نرى بأنه إذا أرادت قيادة حزب البعث أن تعيد للحزب وجهه المشرق الأصيل،كما يكرر بعضهم،فإن أول ماينبغي عليهم فعله هو العمل على إلغاء المادة الثامنة من الدستور،والتي تجعل من البعث قائداً للدولة.وبالتالي إلغاء كافة الامتيازات الممنوحة للبعثيين.
وهذا للأسف مالم يناقشه المؤتمر الأخير.
لكن أخشى مانخشاه إن تم ذلك،أن نكتشف بعد الغربلة الطبيعية المفترضة للحزب،بأن الأكثرية الساحقة من البعثيين هم......أخوان مسلمون!!.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أكسيوس: الولايات المتحدة علّقت شحنة ذخيرة موجهة لإسرائيل


.. مواجهات بين قوات الاحتلال وشبان فلسطينيين أثناء اقتحامهم بيت




.. مراسل الجزيرة: قوات الاحتلال تقوم بتجريف البنية التحتية في م


.. إدارة جامعة تورنتو الكندية تبلغ المعتصمين بأن المخيم بحرم ال




.. بطول 140.53 مترًا.. خبازون فرنسيون يعدّون أطول رغيف خبز في ا