الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عن المعارضة العلوية السورية

رياض خليل

2013 / 12 / 14
الثورات والانتفاضات الجماهيرية



المعارضة العلوية كانت دائما جزءا لايتجزأ من المعارضة السورية التي لها الخصائص ذاتها ، من حيث الشكل والمضمون . ولاتوجد معارضة علوية محضة .. ولامعارضة علوية من منطلق ديني أو مذهبي أو طائفي أو أي شكل خاص بالعلويين . وكانت المعارضة السورية بأنواعها تضم معارضين من سائر المكونات الاجتماعية السورية ، لأنها لم تقم على أساس التمييز الديني أو الإثني أو الطائفي أو أي شكل من أشكال التمييز اللاسوري . والاستثناء الوحيد لهذا هو استحالة تأييد المعارضة العلوية للمعارضة الإسلامية وتجلياتها المختلفة ، وفي مقدمها حزب الإخوان المسلمين ، الذين كانت سائر الأقليات السورية تتوجس منه ، ومن توجهاته وخططه ومواقفه ، وتعمل ضده بكل ماأوتيت من قوة وبأس .
شهدت سوريا منذ الخمسينات والستينات ، تناميا متسارعا للقوى والتيارات القومية والاشتراكية ، مقابل تقهقر القوى الليبرالية الديمقراطية ، وانتهى هذا التطور بسقوط السلطة الليبرالية الديمقراطية التقليدية ، واستيلاء القوى القومية الاشتراكية عليها بدءا من عهد الوحدة بين مصر وسوريا عام 1958 – شباط . وبعده عهد حكم حزب البعث السوري وحلفائه ، الذي استمر حتى الآن ، بعد أن تحول حكم حزب البعث سريعا إلى حكم الديكتاتور حافظ الأسد وابنه من بعده ( بشار ) ، والذي كافح وقمع بشدة كل القوى القومية الاشتراكية المعارضة له ولسياساته الديكتاتورية طوال أربعة عقود .
وكما تشتت شمل الليبراليين السوريين ، حصل نفس الشيء لليبراليين العلويين ، مقابل الظهور والحضور القوي للمعارضة القومية والاشتراكية السورية والعلوية ، والتي لم تقم لها قائمة قبل الثورة ، وعانت ماعانته من القمع والاعتقال والقتل والملاحقة .
إن المعارضة العلوية الحالية هي امتداد للمعارضة السورية السابقة والراهنية ، وهي من حيث المضمون العقائدي لاتختلف عن المضمون العقائدي لحزب البعث السوري الحاكم ، سوى في اعتراضها على احتكار السلطة والحكم ، وتحصين ديكتاتورية الحاكم الفرد المطلق ، الذي حول الحزب إلى منظمة مافيوية لحماية الديكتاتورية .
أما المعارضة العلوية الليبرالية فليس لها وجود وتأثير على الساحة حتى الآن ، إلى بقدر تحول الكثير من المعارضين العلويين التقليديين من القومية والاشتراكية إلى نوع مقبول من أنواع الديمقراطية ، حيث اكتشفوا من خلال خبراتهم السياسية التاريخية ، أن طريق الديمقراطية هو الخيار الوحيد والحل الأمثل لحكم سوريا ، وهو الخيار الوحيد لتأمين حقوق العمل السياسي والمشاركة بتقرير الشان السوري العام .
المعارضة العلوية لاتزال تعاني من الضعف الذي تسبب به النظام السوري الأسدي الحاكم . ولايزال حضور تلك المعارضة في الوسط العلوي ضعيفا ، ولم تتمكن من كسب تأييد الشارع العلوي المدجن والمصنع لتأييد سلطة آل الأسد وخدمته والدفاع عنه بأي ثمن ، وهؤلاء العلويين العاديين انخرطوا مع آل الأسد لدوافع وأسباب عديدة : عقائدية وانتهازية وارتزاقية ... وحتى لو وجد القليل من المعارضين العلويين في الوسط العلوي ، فهؤلاء سلبيون .. صامتون .. خائفون .. ليس لهم أي حاضنة تحميهم . ولايملكون أية وسائل وشروط مواتية ليتخذوا موقفا فاعلا . وكل الشروط الموضوعية غير مواتية لهم في ظل سيطرة آل الأسد وأتباعه على الشارع العلوي بقوة ، بطرق الترغيب والترهيب المعروفة .
لايمكن للمعارضة العلوية الراهنة أن تكون معارضة علوية ، بل جزءا لايتجزأ من المعارضة الديمقراطية السورية ، وضد أي شكل من أشكال المعارضة الإسلامية ، لأنها تهددهم كأقلية طائفية ومذهبية كما تهدد المكونات والأقليات السورية الأخرى ، ولايسع العلويين إلا أن يقفوا ضد الإرهاب والتطرف والتمييز العنصري الديني والمذهبي والطائفي ، بالتعاون مع القوى العلمانية والديمقراطية السورية عامة ، والإسلامية ( السنية ) خاصة . ولايسع المعارضة العلوية أن تعمل وحدها وبمعزل عن المعارضة السورية ، لأنها في فكرها وسلوكها مع الوحدة الوطنية السورية ، ومع احترام حقوق الإنسان ، ومع الدولة المدنية الديمقراطية .
ولهذا كله تعتبر المعارضة والمعارضون العلويون رافدا قويا ومضمونا للمعارضة السورية العلمانية والديمقراطية من سائر المكونات السورية . ولها كل المصلحة في قيام الدولة المدنية التعددية الديمقراطية التي تعلي مبدأ المواطنة على سائر المبادئ ، والولاء للوطن والشعب هو الأولوية ، وله الأفضلية على أية ولاءات أخرى .
لايوجد أي تنظيم سياسي على غرار " الإخوان المسلمين " في الطائفة العلوية . ولايمكن أن يحصل هذا . ولامصلحة للعلويين في تنظيم طائفي سياسي .
وتقوية المعارضة العلوية تصب في مصلحة تقوية المعارضة السورية المناهضة للمعارضة الدينية المتطرفة من أي نوع كان .
لايزال الشارع العلوي تحت تأثير ونفوذ وسيطرة آلة السلطة الأسدية الديكتاتورية ، ولايزال تأثير المعارضة العلوية على ذلك الشارع العلوي في أدنى حدوده ومستوياته . ولن تتغير تلك المعادلة مالم يحس العلويون بانهيار وسقوط حكم آل الأسد ، ويصبحوا أمام استحقاقات سياسية مختلفة تفرضها عليهم المرحلة المقبلة التي لن يكون فيها لآل الأسد أي دور أو مكان في المشهد السياسي السوري . حينئذ ، سيعود معظم العلويين لحالتهم الطبيعة من العيش المشترك مع الآخرين ، وستسقط أوهام الخوف التي دأب الأسد على زرعها في أذهانهم لتجنيدهم في حربه الظالمة ضد الإنسان السوري والعلوي سواء بسواء .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الشرطة الأمريكية تعتدي على متظاهرين وصحفيين بمخيم داعم لغزة


.. كلمة عضو المكتب السياسي للحركة مشعان البراق في الحلقة النقاش




.. كلمة عضو المكتب السياسي للحركة مشعان البراق في الحلقة النقاش


.. كلمة نائب رئيس جمعية المحامين عدنان أبل في الحلقة النقاشية -




.. كلمة عضو مشروع الشباب الإصلاحي فيصل البريدي في الحلقة النقاش