الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رجوع مرسى وفلسطين

ميشيل نجيب
كاتب نقدى

(Michael Nagib)

2013 / 12 / 14
مواضيع وابحاث سياسية


هذا الحلم الذى يراود عقول الحالمين الذين يؤمنون بأن فلسطين سترجع إلى العرب وسيرمون إسرائيل فى البحر وسيقتلون أبناءها بالأنتحاريون والسيارات المفخخة والصواريخ العابرة لعقول العرب التى أصابها صدأ الشعارات الدينية التى أنتهى زمانها ومكانها،
ما زال الصراع العربى الإسرائيلى مستمراً ولا أقول الصراع الفلسطينى الإسرائيلى لأن الفلسطينيين لا يملكون القدرة سواء بأنتفاضة الحجارة أو بالأنتحاريون أو بصواريخ القسام على تغيير الخريطة العالمية، والمساس بوجود إسرائيل الذى لن تسمح دول العالم بتدمير إسرائيل وشعبها، ونفس الحلم يحلم به أنصار مرسى المعزول عضو التنظيم الإخوانى المحظور فى أنتظار المجئ الثانى والعودة لحكم مصر، لكن تلك الأحلام هى مجرد تصورات غيبية تفرضها العاطفة الدينية على أصحابها، لذلك يستمرون بأعمال العنف والقتل سواء فى فلسطين أو فى مصر، أعتقاداً منهم بأن القتل فى مقاومة الأعداء جريمة سيغفرها لهم الإله لأنهم ينتظرون عودة مرسى وفلسطين.

للأسف فإن العقلية الدينية هى التى تحالف معها القادة السياسيون منذ الملك فاروق ومروراً بعبد الناصر والسادات ومبارك حتى وصلنا للمجلس العسكرى بقيادة حسين طنطاوى وأعتقد أنه قام بإشراك الإخوان فى إستفتاء مارس الأول بنصيحة أبوية من مبارك، لأن العاملين فى حقل السياسة يعرفون تأثير العاطفة الدينية المدمرة والتى يستخدمونها لإثارة الفتن الطائفية وقتل المعارضين والخصوم وتجييش المجتمع لصالح المتحالفين معهم، وهو ما كان يحدث فى الماضى وما زال مستمراً يحدث اليوم على نظاق واسع، بعد أن فرضت الإرادة الشعبية قراراها بعزل من أستولى على حكم مصر لمدة عام وفشل فشلاً ذريعاً فى مساعدة الشعب لكنه نجح فى تمكين إخوانه من الوصول إلى مؤسسات الدولة والتحكم فيها.

مع التطور والتغيير العالمى وبعد أن أهدانا الأنجليز والأمريكان القضية الفلسطينية لمعرفتهم السابقة بأن العرب يحبون الفروسية والحروب والغزوات ليصارعوا الهواء مع إسرائيل والعالم من وراءها، أهدى الأمريكان المصريين هذه المرة القضية الإخوانية والتى تتستر وراء أسم القضية المرسية وهو صراع أنصاره من الإخوان مع الدولة والجيش والشعب المصرى، أى أنه صراع وعداء ضد الجميع ومن السهل مع ذلك تحالفهم مع أعداءهم حتى يحققوا أهدافهم، القضية الفلسطينية عمرها يقارب الستون عاماً لكن القضية المرسية عمرها بضعة شهور لكن الذى يجمع بينهما هو المستحيل، لأن المنطق يقول عليك أن تعيش الواقع ولا تعيش فى ماضيك الذى لن يعود مهما وصلت قدراتك البشرية والتسليحية وغيرها، الواقع يقول أن العرب والفلسطينيين يحاربون أمريكا وأوربا وأسرائيل هى ساحة الحرب، ونفس القول فى القضية المرسية فأنصار مرسى وإخوانه لا يحاربون السيسى أو الرئيس عدلى منصور أو الببلاوى وإنما تحارب الدولة المصرية كلها.

القضية الفلسطينية أصبحت تجارة سياسية رابحة لكل قائد سياسى وخير مثال كان أردوغان تركيا، الذى أنسحب من مؤتمر دافوس الأقتصادى غاضباً لأن كلمة شيمون بيريز كانت طويلة وأراد التعليق عليها لكن إدارة المنتدى رفضت فخرج غاضباً، وصنع منه العرب زعيماً ونصيراً للقضية الفلسطينية رغم أن تركيا وإسرائيل بينهم علاقات عسكرية وأقتصادية قوية، لكن سذاجة المثقفين العرب أكبر من سذاجة البسطاء لذلك قامت بتمجيده النخبة والعامة ونسى الجميع لعبة المصالح والمتاجرة اللفظية بالقضية الفلسطينية، ونفس الوضع مع القضية المرسية التى ساندتها أمريكا والأتحاد الأوربى وتركت أنصاره يقتلون ويزرعون الفوضى والإرهاب على أرض مصر، ورفضوا الأنصياع لإرادة الجماهير المصرية وحكومتها المؤقتة وقرار الجيش بالوقوف دفاعاً وحماية للوطن المصرى من أعداء الوطن فى الداخل والخارج.

رجوع فلسطين هى من القضايا الخاسرة التى يتاجر بها أصحابها لأنهم على يقين من فشلهم فى مسح إسرائيل من الوجود ومن خريطة العالم كما قال أحمد نجاد التاجر السياسى الذى كان رئيساً، ورجوع مرسى إلى الحكم هو قضية خاسرة يتاجر بها أردوغان نفسه الذى تاجر بقضية فلسطين، ويحاول الإساءة إلى النظام السياسى المصرى المؤقت ويصفه بالإنقلاب ويحلم برجوع مرسى الإخوان.

إلى متى سيستمر أنصار رجوع مرسى فى أعمال القتل والتدمير؟
هل ستمر عليهم السنين مثلما عاش العرب والفلسطينيين ستون عاماً فى أحلام رجوع فلسطين؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فرانس كافكا: عبقري يتملكه الشك الذاتي


.. الرئيس الإسرائيلي يؤكد دعمه لحكومة نتنياهو للتوصل إلى اتفاق




.. مراسلتنا: رشقة صواريخ من جنوب لبنان باتجاه كريات شمونة | #را


.. منظمة أوبك بلس تعقد اجتماعا مقررا في العاصمة السعودية الرياض




.. هيئة البث الإسرائيلية: توقعات بمناقشة مجلس الحرب إيجاد بديل