الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


دسترة الظلام

فاضل عزيز

2013 / 12 / 14
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي


منذ اشتعال أوار ثورة 17 فبراير، انطلق صوت امازيغ ليبيا مطالبين بحقوق ثقافية طالما صادرها القذافي وقمعها بعنف بأيدي امازيغية تسابقت لقمعها طمعا في دولارات القائد وأعطياته ومكاتبه الشعبية..
ولا زلنا نذكر تلك المسرحيات والحفلات الصاخبة التي يقيمها امازيغ الجبل وزواره للقائد الأممي عندما يحل بينهم، يستقبلونه بالذبائح رجالا ونساء هاتفين "عربي نعيش عربي نموت، عربي نقولها باعلى صوت"، ويخصصون له البيوت والمزارع ويجندون أبناءهم في حرسه الخاص ويتسابقون على الوشاية له بأبنائهم الرافضين لنهجه وسياساته، ولا زال مشهد المرحوم محمد الشيباني وهو معلق في مشنقة بقرية "طمزين" واحد ابناء جلدته يتعلق بجثمانه خطبا لود القذافي وطمعا في رضائه، فيما يصفق ويهتف آخرون من نفس الجلدة احتفاء بإعدامه أو رعبا من القذافي وتفاديا لغضبه!!
واليوم وبعد زوال ظلام الطغيان لابد لنا ان نشهد بحقيقة مشرقة للمواكبة الفعالة من الامازيغ لثورة 17 فبراير، وإن ترددت بعض مناطقهم في البداية ومنها من استمرت في تخاذلها عن نصرة الثورة حتى تأكد لها موت القذافي، فقد كانت مواكبة معظم مناطق الامازيغ جديرة بالاحترام، ويسجل التاريخ لرجال افذاذ من هذا الطيف شجاعتهم وحزمهم ورجاحة عقولهم في التعامل مع الحوادث والازمات التي واكبت فاعليات الثورة، وهي مواقف جعلتنا نقف مع مطالبهم ونؤازرها باعتبارها مطالب وطنية تخص جزء من مجتمعنا كان مغيبا وتعرضت ثقافته للتهميش والمصادرة، وحان الوقت لرد الاعتبار لها كثقافة وطنية ضمن الوان الطيف الثقافي الوطني الليبي.
ولكن ما إن هدأ غبار المعركة ضد طغيان القذافي بسقوطه قتيلا في سرت وتشتت عصابته في كل الارجاء، وفيما الشعب الليبي لازال يستجمع شتات ما تبقى من جثة ليبيا المنهكة بالصراع والتخلف، حتى خرجت علينا أصوات تبشر بمطالب عرقية لم نعيها في وقتها، وترفع راية لم نعرفها من قبل وحسبنا وقتها انها اصوات نشاز لا يجب الاهتمام بها وأنها نزوة عابرة ستتبخر بفعل وعي غالبية هذا الطيف لعدمية هذا التوجه.. ولكن زاد رجيع هذه الاصوات، وتسلل منظريها الى المجلس الانتقالي والى مفاصل الدولة ومؤسساتها، واصبح الصوت الرافض والمعادي لهوية ليبيا العربية صوتا مجاهرا ، وهناك من ذهب به خياله الى دعوة غير الامازيغ الى مغادرة ليبيا باعتبار ليبيا ارض أمازيغية، ونظمت المهرجانات الامازيغية واستدعي لها كبار منظري الحركيين الانعزاليين من امازيغ المغرب والجزائر، وعقد ما يعرف بالكونغرس الامازيغي العالمي اكثر من اجتماع في الجبل الغربي وطرابلس، وانتشى بعض الامازيغ بهذه الاصوات النشاز وسكروا برحيقها المسموم، وانزوى العقلاء منهم الذين حملوا السلاح لتخليص ليبيا من الطاغية في زوايا النسيان واخلوا الساحة للعابثين وصغار العقول منهم..
وامام تخاذل المجلس التنفيذي والانتقالي والمؤتمر الوطني والحكومتان السابقة والحالية وتهاونهم في الحسم مع العابثين والمتعدين على ثوابت هذا الوطن ومقدراته من أحزاب دينية متطرفة وامازيغ وتبو وفدراليين وقبليين ومدن متغولة، اصبح قادة وافراد هذا الخليط من شراذم الشر والتخريب يتسابقون على تدمير ليبيا والقضاء على كل مقدرات الدولة الليبية،.. اقفل الفدراليون حقول وموانيء النفط في المنطقة الوسطى والشرقية، ولم تحرك الدولة ساكنا، اقفل مجمع مليتا من قبل امازيغ زوارة ولم تحرك الدولة ساكنا، اقفل خط ضخ الغاز وقطعت الكهرباء عن غرب ليبيا بالكامل من قبل امازيغ الجبل الغربي ولم نر تصرفا من هذه الحكومة!
وانتبه متطرفو الامازيغ الذين سيطروا على هذا الطيف واستولوا على قراره، الى هذا الضعف والتخاذل الذي يعشعش في عقول مسؤولي الحكومة والمؤتمر، فبادروا الى رفع عقيرتهم واستخدموا لافتة دسترة الامازيغية التي سربتها الى عقولهم الفارغة المخابرات الفرنسية وعملائها في الجزائر والمغرب، كشرط لإعادة فتح خط ضخ الغاز في محطة الرويس غرب نالوت الذي يغذي محطات توليد الكهرباء بالغاز اللازم لتشغيلها، رغم أن الحكومة والمؤتمر ليس من اختصاصهما الدسترة او التدخل في وضع الدستور! فما كان من هؤلاء الجهلة إلا قطع ضخ الغاز بشكل كامل ما أدى الى جعل كل مدن غرب ليبيا في ظلام دامس منذ شهر مضى، وهؤلاء الجهلة الذين يتناوبون على احتلال محطة الرويس لا يدركون أنهم بهكذا تصرف غبي إنما يدسترون فكرة ظلام الامازيغية في عقول الليبيين!! فأي ليبي عاقل بعد هذا الظلام الذي فرضه عليهم أمازيغ سيقف الى جانب مطالبهم؟ واي ليبي عاقل سيصوت لأي أمازيغي سواء في لجنة صياغة الدستور او في الاقتراع على نصوص الدستور التي تخص ثقافتهم؟ لا اعتقد ان ليبيا واحدا عانى جراء هذا الظلام الامازيغي بامتياز، يمكن ان يفكر في التعامل مع هكذا فيئة وهكذا ثقافة حاربته في ابسط حقوقه وهي حقه في نور الكهرباء..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إيران :ماذا بعد مقتل الرئيس ؟ • فرانس 24 / FRANCE 24


.. إيران تعيد ترتيب أوراقها بعد مصرع رئيسها | #التاسعة




.. إسرائيل تستقبل سوليفان بقصف مكثف لغزة وتصر على اجتياح رفح


.. تداعيات مقتل رئيسي على الداخل الإيراني |#غرفة_الأخبار




.. مدير مكتب الجزيرة يروي تفاصيل مراسم تشييع الرئيس الإيراني وم