الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


دوامة الصراع لن تنتهي إلا بإرادة السوريين أنفسهم!

إدريس نعسان

2013 / 12 / 15
مواضيع وابحاث سياسية


لقد شكلت سوريا ساحة صراع مفتوحة و لا زالت، أمام أجندات و غايات العديد من الأطراف الدولية، أبتداءاً بالجماعات الأصولية المتطرفة الباحثة عن تطبيق إيديولوجياتها الدينية في أي مكان يسوده الفوضى و الفراغ الإداري، مروراً بالدول الإقليمية المتقاتلة على تقوية نفوذ حلفاءها الذين تستخدمهم كورقة ضغط في التأثير على السياسات العالمية او الإقليمية، و وصولاً إلى دول العالم الكبرى صاحبة المصالح الاقتصادية و الاستراتيجية في كل شبر من الكرة الأرضية، و بما أن سوريا تمتاز بخصوصيات عديدة لم تتمتع بها غيرها من دول ثورات ربيع الشعوب المنتصرة، كآخر مؤطئ قدم للروس في الشرق الأوسط أو كجارة لصيقة لإسرائيل، إضافة إلى تركيبتها العرقية و الدينية المعقدة، و غياب أي نوع من المعارضة المنظمة التي قمع النظام الشمولي البعثي آخر معاقلها في أحداث حماة الكارثية، فإن التدخلات بدات و لن تنتهي في الصراع السوري، فالكل يسحب دفة المجريات إلى خانة تحقيق اهدافه و مصالحه و يعمل على انتصار حلفاءه أو المقربين منه، و هذا شتت القوى السياسية و المجتمعية و العسكرية السورية بين تلك التجاذبات و مزقها شر مزقة و أحدث بينها شروخاً لم يستطع أحد ملئها و لم تسمح بولادة جسم وطني سوري يحمل رؤية سورية قادرة على جذب أهتمام الحد الأدنى من المكونات السورية، فسادت الجماعات الدينية المتشددة شيئاً فشيئاً و صبغت الثورة و حتى معالم البلاد و العباد بصبغتها السوداء و شعاراتها الدينية المتطرفة بل و حتى بممارساتها الإرهابية الشنيعة، طبعاً بمباركة من النظام و مؤيديه الدوليين و تحت بصر الغرب المؤيد للثورة. فكيف سينتهي هذا الصراع؟

ربما يحمل السوريون أنفسهم الوزر الأكبر مما يتعرضون له و ليس العالم كما يعتقد المراقبون و المحللون، و هذا برأيي عائد إلى تحول القسم الأكبر من المعارضة السورية و نشطائها إلى تجار للأزمة و وكلاء لتنفيذ أجندات الغير، متلبسين بأثواب الثورية و حراكها، طبعاً بمواكبة و مناصرة من القنوات الإعلامية الكبيرة و المؤثرة في الرأي العام العربي و السوري (كالعربية و الجزيرة و غيرها..)، و هذا الأمر قلب المفاهيم على الأرض بصورة جذرية فمن يعتمد على الثوابت السورية و يعمل لنصرة أبناء بلده ينعتت بالعمالة و الخيانة، و إن كان يعاني الأمرين في الداخل و يتعرض للأعتقال و ربما القتل، و من يقيم في الفنادق الفخمة و همه الأول و الأخير تشكيل أرصدة بنكية أو الفوز بمكانة سياسية كبيرة هنا او هناك، أصبح مناضلاً من الطراز الأول و كل ما لا يروق اهوائه يعادي الثورة و الثوار و يجب أجتثاثه.

طبعاً، من يتسفيد من الأزمة لن يعمل على إنهاءاها بل سيحاول بكل ما اوتي من وسائل إطالة أمدها، و هذا ما يحدث فعلياً على الأرض على غفلة من الشعب المسكين الذي يدفع فواتير هائلة و يبحث بلا حول و لا قوة عن نهاية لها مهما كانت النتيجة، لأن الأمور أصبحت سيان لديه، الكل يستغله و الكل يقصيه عن الساحة!

لذا فعلى السوريين الحريصين على مصلحة الوطن و إن كانت نسبة الفاعلين منهم قليلة، عليهم البحث عمن يشبهونهم بين جميع المكونات السورية دون إقصاء أو تحييد لأحد، رغم الجراح الكبيرة و الآلام العميقة التي أحدثتها الأزمة الحالية، و مد جسور الثقة مع الجميع لسد الطريق أمام الجماعات المتطرفة و المليشيات الطائفية و تجار الأزمة المستغلين و محاولة تشكيل جسم انتقالي تشاركي من الجميع كي يثق الجميع به و ينخرطوا فعلياً في إنجاحه و إلا فإن الصراع سيطول في سوريا و لن تكون هناك نهاية واضحة له أبداً.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حماس وإسرائيل.. محادثات الفرصة الأخيرة | #غرفة_الأخبار


.. -نيويورك تايمز-: بايدن قد ينظر في تقييد بعض مبيعات الأسلحة ل




.. الاجتماع التشاوري العربي في الرياض يطالب بوقف فوري لإطلاق ال


.. منظومة -باتريوت- الأميركية.. لماذا كل هذا الإلحاح الأوكراني




.. ?وفد أمني عراقي يبدأ التحقيقات لكشف ملابسات الهجوم على حقل -