الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ثرثرة دبلوماسية أم تبدل في الموقف الأمريكي

علي مسلم

2013 / 12 / 15
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


في كلمة له أمام المؤتمر السنوي السابع حول الإرهاب والذي نظمه مؤخرا معهد جيمس تاون أشار مايكل هايدن المدير السابق لوكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية أن مستقبل الصراع في سوريا ينقاد نحو ثلاث سيناريوهات مرعبة ومرعبة جداً ولا انتصار للمعارضة في أي منها ولعل انتصار الأسد قد يكون أفضل احتمال من بين الاحتمالات الثلاثة وهو بدوره مخيف أكثر مما ينبغي كونه ينطوي كما ذهب إليه هايدن على تفتيت سوريا بين الفصائل المتخاصمة في صورة يضع حداً لسايكس - بيكو بخصوص الحدود الذي تم رسمه للمنطقة عام 1916 وقد تطال دولا مجاورة أخرى وجدت بشكل اصطناعي مثل لبنان والأردن والعراق على حد قوله ، وهو بذلك يذهب أبعد ما كانت تذهب إليها السياسة الأمريكية قبل ذلك على أنها لا تقبل بأي شكل من الحل إلا ضمن إطار سوريا موحدة دستورية تستوعب الجميع وضرورة رحيل الأسد مع بعض رموزه الأساسية بعد مفاوضات جنيف 2 لإفساح المجال أمام حكومة انتقالية كاملة الصلاحيات ، وفي واقع الحال إن الولايات المتحدة الأمريكية لا تفصح عن ما ترمي إليه بهذا الوضوح مطلقاً فقط إذا كانت تريد توجيه الإعلام المتابع نحو فضاء آخر وبالتالي إفساح المجال أمام فضاء جديد قد نراه بعيداً عن التوقع على الأقل ضمن التوازنات الموجودة على الأرض السورية والتي باتت تشبه الكثبان الرملية في تبدلها غير المحدود بين ليلة وضحاها هذا من جانب أما ما ينطوي عليه التصريح في جانبه الآخر والأقرب إلى الممكن هو انه يتم إعادة تأهيل النظام من جانب أوساط أمريكية غير رسمية عبر تلميع وجهه والذي بات قبيحاً أكثر مما كان واضحاً للبيان في السابق فمايكل هايدن كان مديرا ل سي اي ايه بين عامي 2006 و2009 ومديرا للوكالة الوطنية للاستخبارات بين عامي 1999و2005 هو لا يمثل الجانب الرسمي الأمريكي في نهاية المطاف وهذا ما أشار إليه روبرت فورد السفير الأمريكي بسوريا في مقابلة له مع وكالة بي بي سي للأنباء أن موقف بلاده من الصراع في سوريا لم تتبدل وان تصريحات مدير المخابرات الأمريكية الأسبق عن احتمالات حل الصراع في سوريا هو رأي شخصي لا يمثل رأي الإدارة الأمريكية .. بيد أن هناك مواقف أمريكية أخرى أثارت الجدل ضمن أوساط سياسية عديدة خصوصا في الأوساط القريبة من الثورة السورية تنذر بتبدل أو التفكير باتجاه إعادة النظر في موقفها من خلال الموقف الأمريكي الأخير القاضي بتعليق المساعدات غير الفتاكة للمعارضة في شمال البلاد بعد تعرض مستودعات هيئة أركان الجيش الحر لهجوم من قبل جهات إسلامية معارضة (الجبهة الإسلامية ) ومهما يكن من أمر أنه مهما تبدلت المواقف الدولية وتمادت في عدم وضوحها فإن الثورة السورية ماضية مع كل ما ينتابها من مشاكل في طريق المواجهة وإسقاط النظام لان ذلك لم يكن قرارا خارجياً بل كان خياراً وطنياً سورياً أولا وأخيرا....؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عمر باعزيز عضو المكتب السياسي لحزب النهج الديمقراطي العمالي


.. ”شكرا للمتظاهرين في أمريكا“.. هكذا كانت رسائل أطفال غزة للجا




.. شعارات المتظاهرين الداعمين لغزة في جامعة كاليفورنيا


.. بدر عريش الكاتب الوطني للجامعة الوطنية للقطاع الفلاحي في تصر




.. عبد الحميد أمين ناشط سياسي و نقابي بنقابة الاتحاد المغربي لل