الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


علماء العراق وأساتذته في خطر

حمزة الشمخي

2005 / 6 / 12
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


من يطلع على تقرير المركز الدولي لرصد الإنتهاكات في العراق، يصاب بحالة من الفزع والرعب والصدمة ، نتيجة لما ذكره التقرير، حول عدد الكفاءات العلمية والطبية والعلماء وأساتذة الجامعات الذين تعرضوا للإغتيال على يد عصابات القتل والإجرام خلال السنتين المنصرمتين، والذي تجاوز ( 100 ) من هؤلاء الأساتذة والعلماء ، وأن هناك ( 50 ) عالما عراقيا قد تعرضوا للخطف ثم الإبتزاز ، وكذلك (15 ) إستاذا من الجامعة المستنصرية وحدها قد تعرضوا للخطف والإغتيال ، في حين أن هناك ( 500) عالما عراقيا من مختلف الإختصاصات الطبية والعلمية غادروا العراق خوفا على حياتهم من المجرمين والإرهابيين الجهلة .
أمام كل ماتقدم من صورة مأساوية قاسية إتجاه أثمن ثروة وطنية علمية، لا يمكن تعويضها بأغلى الأثمان ، ماذا على الحكومة العراقية أن تعمل من أجل الحفاظ عليها وحمايتها من كل مكروه ؟؟ .
من واجب الحكومة العراقية ومؤسساتها الأمنية ، أن تقوم بدورها الوطني لحماية مفكري وعلماء العراق وأساتذته وغيرهم من صانعي المستقبل ، والدفاع عنهم بكل الوسائل والطرق، وتأمين الظروف الأمنية الملائمة لمن بقي في العراق منهم ، وتقديم كل العون والمساعدة وتسهيل عودة الذين إضطروا للهجرة القسرية والتي فرضت عليهم ، لأنهم مستهدفون من قبل عصابات وقوى الظلام والتخلف والإجرام .
أن أعداء العراق كما هو معروف، يعملون بالتزامن والتوازي من خلال ضرب البنية التحتية، وتدمير الثروة الإقتصادية والتنموية من جهة ، وإستهداف الثروة العلمية العراقية من جهة إخرى، من خلال إرهاب وقتل أعمدتها الأساسية من أطباء ومهندسين وأساتذة جامعات ومثقفين ومحامين وسياسيين .. وغيرهم .
أن على عاتق الحكومة العراقية اليوم تقع مسؤولية إولى ومباشرة، من أجل إيقاف عاصفة الإرهاب والإجرام ضد العلماء والأساتذة ، والتعامل مع هذه القضية بجدية تامة، لأنها لا تتحمل التأجيل والإنتظار، كباقي الوعود الكثيرة التي لم تتحقق الى الآن ، والتي لا يمكن ذكرها من خلال هذه السطور،لأنها تحتاج الى عشرات الصفحات، ومنها المستلزمات الحياتية الضرورية للمواطن العراقي، وأبسطها توفير الكهرباء والوقود ومنها البنزين والغاز والنفط في بلد النفط !! .
أن الإرهابيين بعملهم الهمجي هذا، يسعون من أجل تفريغ الوطن من الكوادر والكفاءات والطاقات التي يحتاجها العراق اليوم أكثر من أي وقت مضى ، لأنه لا يمكن البدء بالعمران والبناء دون مساهمة الجميع من المهندس الى العامل و من الأستاذ الى الطالب .. وهذا ما يعمل الإرهاب من أجله لعرقلة وإيقاف أية خطوة بإتجاه طريق إستقرار العراق وعمرانه ، لأن إنجاز هذه المهمة يعني القضاء عليهم كليا .
من أجل العراق وأهله ، يجب حماية مخططي ومنتجي الحضارة والثقافة والعلوم والمستقبل المشرق على مر السنين ، والذي بدونهم لا يمكن أن نتحدث عن مسدتقبل العراق المزدهر الحر والحضاري العصري .
فلنحافظ جميعا على ثروتنا العلمية ، ونجعلها في مقدمة أولويات المهام الآنية والمستقبلية ، ولا نجعل منهم عرضة للجهلة من الإرهابيين والقتلة وقطاع الطرق .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ذوبان تمثال شمعي لأبراهام لينكولن بسبب الحرارة الشديدة


.. ميقاتي: المدخل لعودة الهدوء إلى الجنوب يتمثل في وقف العدوان




.. إدارة جامعة أكسفورد البريطانية تسيّج محيط مخيم التضامن مع غز


.. فلسطينية تودع زوجها الذي استشهد في قصف إسرائيلي على غزة




.. أخصائي جراحة الأسنان خيام مقداد: تجديد الأسنان المفقودة من خ