الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ردا على مقال -حتى لاتصبح الثورة المصرية في ذمة التاريخ- للكاتب أحمد سعده

منى شماخ

2013 / 12 / 15
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


"الثورة التي لم تحقّق قواها انجازٌ حقيقيٌّ باقٍ ونافعٌ للناس لا يمكن إلا اعتبارُها في طريق خاطئ، فثورتُنا كانت - ولا تزال - في أغلب الأحيان وقودًا للصراع بين أقسام متعدّدة للثورة المضادّة، فتارةً تسير وراءَ هذا لإسقاط ذاك، وتارةً تعدو خلفَ أولئك لصالح هؤلاء، والسبب يكمنُ في غياب رؤية واضحة ومفهوم واضح للثورة،"
بهذه المقدمة وضع الكاتب يده على التشخيص الحقيقي للمشكلة،فنحن ننشغل بصراعات وهمية لايفوز فيها أي طرف ،ويفقد الصراع مضمونه لأنه خارج المسار الحقيقي للثورة
وان كنت أختلف مع الكاتب في أنه يرى أن الثورة ضد الامبريالية ،وأرى الثورة ضد الفساد ،كما أختلف في مفهوم "قوى الثورة"وأرى أنه لازال ينقصنا الوعي لتكوين مثل هذه القوى ،فما أراه الآن لايعدو أن يكون مجموعات متفرقة تقترب أهدافها حينا وتفترق أحيانا ،الا أن هذه المجموعات لاتخلو من مخلصين لديهم وعي ثوري حقيقي ،لكن يظل أمامهم الطريق لنشر هذا الوعي أولا قبل الحديث عن استكمال الثورة أو تصحيح مسارها.
ومن الضروري لهذه القوى أن تبدأ بترتيب صفوفها أولا ،وقد بدأ هذا الترتيب فعلا بازاحة جماعة الاخوان من صفوف الثوار ،وهذه الجماعة وان كانت ساهمت باعطاء الثورة في البداية قدرة أكبر على حشد الجماهير ،وساهمت في ملء الميادين ،الا أن هذه الحشود تحولت الى عائق عندما انضمت الى صف الثورة المضادة بمجرد أن تحقق لها ما أرادت من استيلاء الجماعة على السلطة.
وبدا واضحا أن الجماعة ثارت في وجه النظام القديم للاطاحة بأشخاصه فقط مع الابقاء على مكوناته وآلياته في الحكم ،وظهر أن طموحها لم يكن حتى اصلاح النظام ولكن استبدال شخوصه بأفراد الجماعة مع الابقاء على بنية النظام وأساليب ادارته.
لكن مشهد الصراع لازال محصورا في القوتين التقليديتين :نظام مبارك/الاخوان ،وهو في الحقيقة صراع على الحكم وليس بين ثورة ونظام.
يقول أ.أحمد سعده :"وأنا بالطبع لا أدعو للمقاطعة كموقف ثابت للثوريين، لكن كموقف سليم في هذا الزمن بالذات (زمن الثورة) بدلًا من البحث عن شرعية زائفة"
وأنا أختلف معه تماما في هذا الموقف ،فرغم ايماني بأن الثورة تستلزم خلق الخيارات وليس فقط المفاضلة بين البدائل المفروضة ،الا أن مقاطعة الاختيار بين هذه البدائل دون القدرة على اضافة بديل جديد يظهر عجز الثوار ويؤثر على مصداقيتهم لدى الجماهير.
ويختم الكاتب مقاله بقوله:"ان لم تركّز قوى الثورة على تعميق وتطوير النضال بدلًا من تبديد طاقاتها وقواها في أحلام أو بالأحرى أوهام الديمقراطية المنشودة في مؤسّسات دولة الثورة المضادّة فلا تلوم هذه القوى إلّا نفسها ".
وأقول له كذلك في ختام ردي:
الثورة حلم في ذهن الثائر يجب أن يبحث عن تفسيره بين الجماهير








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - كل ثورة حلم
محمد بن عبدالله ( 2013 / 12 / 15 - 21:38 )
جاء بالمقال:
(((وأقول له كذلك في ختام ردي:
الثورة حلم في ذهن الثائر يجب أن يبحث عن تفسيره بين الجماهير )))

كل ثورة حلم ونادرة الاحلام التي يمكن تحقيقها فمعظمها أوهام تجلب الهياج والخراب على الحالمين و على غيرهم

اسلوب الثورة مدمر غبي يلجأ إليه المتحمسون المستسهلون وهو أشبه بلعب القمار أما العمل الدؤوب لنشر العلم والتنوير ومحاربة المشعوذين فيتطلب جهد أجيال ملتزمة ولا يقدر عليه سوى من لديهم الحكمة والعزم والمثابرة وفي النهاية لا يصح إلا الصحيح

زكل ثورة وانتم بشرّ

اخر الافلام

.. مواجهات بين الشرطة والمتظاهرين في تل أبيب وسط مطالبات بإسقاط


.. نقاش | كيف تنظر الفصائل الفلسطينية للمقترح الذي عرضه بايدن؟




.. نبيل بنعبد الله: انتخابات 2026 ستكون كارثية إذا لم يتم إصلاح


.. بالركل والسحل.. الشرطة تلاحق متظاهرين مع فلسطين في ألمانيا




.. بنعبد الله يدعو لمواجهة الازدواجية والانفصام في المجتمع المغ