الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بدلاً من القفز نحو المجهول

أمينة النقاش

2005 / 6 / 12
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان


الاتصال الهاتفي الذي أجراه أخيرا الرئيس الأمريكي بوش، مع الرئيس مبارك، هو متابعة أمريكية لمجري التطورات السياسية في مصر خطوة خطوة، وهو مواصلة للضغوط الخارجية علي الحكم القائم، من أجل إجراء إصلاحات سياسية جذرية. لكن الإعلام الرسمي، الذي احترف تزوير الحقائق، صور الأمر علي أنه دعم للسياسة المصرية، تمامًا، كما صور نتائج زيارة نظيف للولايات المتحدة الأمريكية علي أنها ضوء أخضر للحكم لكي يفعل ما يشاء ودون تحسب للضغوط الخارجية!

البلد في أزمة سياسية طاحنة، تفرخ كل يوم تشكيلات سياسية وتجمعات احتجاجية وتكتلات فئوية واجتماعية رافضة لسياسات الحزب الحاكم العرجاء ولأدائه الغبي في إدارة هذه الأزمة، والتي يبدو فيها. وقد أفلتت الأمور من سيطرته، وفقد القدرة علي المبادرة، ولم يعد أمامه سوي البلطجة والتحرش بالصحفيات والنساء، وعسكرة شوارع المدينة بحشود من قوات الأمن والعربات المصفحة، وإطلاق أبواقه الدعائية والإعلامية للحديث عن إنجازات وهمية، لا يصدقها حتي هونفسه، ولا يهم بعد ذلك أن تغضب أحزاب المعارضة والقضاة وأساتذة الجامعات والصحفيون والعمال والفلاحون والموظفون. المهم أن يواصل الحزب الحاكم - وهو يكافح من أجل الاستمرار في ظروف دولية وداخلية لم تعد مواتية، - دوره في دق أسافين بين أحزاب المعارضة، وتحريضها علي بعضها البعض، وجمع الأحزاب الهامشية في حوار لا يستهدف سوي الهجوم علي الأحزاب الرئيسية التي نجحت دعوتها في مقاطعة الاستفتاء، برغم المزاعم الحكومية، بالموافقة الشعبية الكاسحة عليه. ومن أراد أن يفضح التزوير الذي تم في الاستفتاء الأخير فعليه أن يعقد مقارنة سريعة، بين نتائج الاستفتاء في اللجان التي أشرف عليها قضاة، والتي بلغت نسبة الحضور بها أقل من 1%، وبين نتائج اللجان التي أشرف عليها موظفون إداريون، قال لي بعضهم إنهم أمروا بتسويد بطاقات الاستفتاء بالموافقة، من قبل رؤسائهم!

أكاذيب الحزب الحاكم لا تنطلي علي أحد، ومساعيه لفركشة التحالف الثلاثي القائم بين التجمع والوفد والناصري، بالتلويح لهم بالتمويل السخي للحملات الانتخابية الرئاسية والتشريعية لخوض تلك المعارك بشكل تنافسي لا ينبغي بلعها أو التقليل من خطورتها.

أولي الخطوات نحو الخروج من هذه الأزمة المنفلتة العقال، هو تمسك الأحزاب الثلاثة الرئيسية في المعارضة ببرنامجها الديمقراطي من أجل التغيير، ومواصلة النضال المشترك من أجله، وقبول الحزب الحاكم لهذا البرنامج دون قيد أو شرط.. ودون استئناف لمهزلة الحوار الوطني..فهذه هي الخطوة الأولي لدرء التدخلات الخارجية وتنظيم هذه الفوضي السياسية التي تبدو أنها تقود ــ بفضل ذكاء الحزب الحاكم ــ إلي قفزة نحو المجهول.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. متضامنون مع غزة في أمريكا يتصدون لمحاولة الشرطة فض الاعتصام


.. وسط خلافات متصاعدة.. بن غفير وسموتريتش يهاجمان وزير الدفاع ا




.. احتجاجات الطلاب تغلق جامعة للعلوم السياسية بفرنسا


.. الأمن اللبناني يوقف 7 أشخاص بتهمة اختطاف والاعتداء -المروع-




.. طلاب مؤيدون للفلسطينيين ينصبون خياما أمام أكبر جامعة في الم