الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ليبرالي

جواد الديوان

2013 / 12 / 16
مواضيع وابحاث سياسية



فشل الليبراليون في الانتخابات السابقة في تحقيق نتائج ملموسة. غابوا عن تاريخ العراق الحديث وعن شبابه وكهوله، وطيلة حكم البعث وصدام حسين. وكانت الدنيا وقتها لا تتجاوز صور القائد واحاديثه وحروبه!. ويستغرب الكثير من المثقفين اسماء لها تاريخ في النضال من اجل العراق. عزل البعث العراق عن العالم والتغيرات التي حصلت، وغيب الليبراليين عن الشعب العراقي (السجن والاعدام والمطاردة) فاختاروا المنفى وغابت اخبارهم عن الناس. كما شهدت السنوات السابقة تزوير يوميات نبوخذنصر وبعض الخلفاء للتتشابه مع احداث يوم صدام حسين.
وربما ارتبطت الليبرالية باسقاط صدام حسين والبعث وتغيير نظام حكم البعث بعد 2003 . فقد طالبت القوى الليبرالية والديمقراطية في تلك السنوات باسقاط نظام الحكم، وتبنت الكفاح المسلح. واندلعت اسقاط النظام حرب اهلية! لتظهر صبغة مذهبية او مكون للمحافظات والاحياء ضمن المحافظة الواحدة. ويغادر سكان البلاد الاصليين في هجرة واضحة، اضافة الى المثقفين والمهنيين وغيرهم.
الحرب الاهلية بين مكونات مذهبية لها صبغة دينية (مكونات الشعب العراقي الطائفية تعتمد اشارات تاريخية ترتبط بالدين)، وتميزت تلك الحرب بالقتل على الهوية، بل بالاعتماد على اسم الشخص ودلالته المذهبية. اضافة الى التهجير من مناطق السكن في المحافظة. وربما الدفع باتجاه دول مذهبية بعد الاقاليم. وتعزز ذلك بمشروع الفيدراليات الثلاث (اقليم سني واخر شيعي اضافة الى الكردي). احداث عنف ضاعفت الحماس مرات عديدة، من اجل اقليم او دويلة ذات صبغة طائفة واحدة في مجملها. وتاثرت بالموقف سلبا القوى الليبرالية والديمقراطية حين تعزز في اللاشعور مسؤوليتهم عن التغير والاحداث حين وضح موقفهم بعيدا عن تلك الاحلام.
انتشار العنف وما تميز به من احداث مؤسفة عزز التشدد الديني او التطرف الديني ليظهر في الخطب الحماسية، وما نتج من جيوش باسماء تاريخية بمدلولاتها الدينية. وانتعشت حركات التطرف الديني في العراق، وظهرت في الشارع.
ويرتبط اسم الدكتور احمد الجلبي بتغير النظام ودفع الامريكان للقيام بذلك بعيدا عن الكفاح المسلح! في سابقة لن تتكرر في التاريخ. ومن الاحداث المؤسفة بعد سقوط نظام البعث‘ ربما اعتقد مكون من الشعب العراقي بسعي الجلبي لتحجيمه، في حين يكرهه المكون المقابل لاتهامه بالعلمانية!. لقد قدم ساسة هذا المكون تفاسير تتعلق بالمعنى التاريخي لهذا المصطلح السياسي، ودون الاشارة الى تطور المفهوم عبر التاريخ. موقف سلبي تجاه الجلبي يضاف الى الموقف العام من الليبراليين.
تذمر العراقيون وقتها من صدام حسين وحكمه (حروب متكررة وقسوة شديدة وحصار ومصادرة للحريات والفكر وغيرها). وتمنى الشعب التغيير الا انه رفضه حين حصل على ايدي الامريكان. تارجح الجميع بين كلمة الاحتلال والتحرير، وبين الواقع والامنيات وبين القابليات والاهداف وبين المعنى التاريخي لكلمة احتلال واستعمار وما حصل في دول مثل اليابان والمانيا وغيرها. وردد البعض لو كان التغيير من الداخل، ومنهم من عاش بالمنفى هاربا من بطش صدام!. وهكذا تحمل الجلبي وزر الاحداث السلبية بعد ان حقق الامنية الاصعب بل شبه المستحيلة لغالبية الشعب العراقي.
لم يستطع الكثير منا التعامل مع مستقبل نبنيه، وفضل الارث التاريخي بكل اثقاله وهمومه وحتى للكلمات، وانحني للقائل
سلام على خالع من غده فخارا على امسه الدابر
وليس على عائش كالغراب على جيف الساحق الغابر








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فرانس كافكا: عبقري يتملكه الشك الذاتي


.. الرئيس الإسرائيلي يؤكد دعمه لحكومة نتنياهو للتوصل إلى اتفاق




.. مراسلتنا: رشقة صواريخ من جنوب لبنان باتجاه كريات شمونة | #را


.. منظمة أوبك بلس تعقد اجتماعا مقررا في العاصمة السعودية الرياض




.. هيئة البث الإسرائيلية: توقعات بمناقشة مجلس الحرب إيجاد بديل