الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الطعنة

نعمة ياسين عكظ

2013 / 12 / 16
الادب والفن


السنوات مرت ثقيلة والجرح الذي طعنت به مازال ينزف ويبعث نوبات من الالم اعتدت عليها حتى اصبحت جزءا من كياني ووجودي... سنين طوال خبأته تحت تقويسة أضلاعي يختنق الضحك لو زارني صدفة. وتموت الابتسامة بعد وقت قصير فيعود الالم يعصرني أسترجع وأجتر شكل السكين التي طعنتني واليد التي كانت تمسك به فأضع راحتي على مكان الجرح ضاغطا بقوة وكانني أعتصر الالم من داخله... أشرب ذكرياتي مع كؤوس الخمر وأسقيها لاصدقائي فنجتر اغاني فيروز وام كلثوم واغنية جذاب التي تبعث في روحي بعضا من الهدوء لشعوري بالانتقام وأنا أقولها عبر مسافات أجهلها ولكنني أعلم انها قصية وبعيدة جدا تبعث في داخلي احساس يذكرني بان الصوت يصله فأرفع من وتيرته دائما حين أردد كلمة جذاب .....تمر السنين ويتراكم في قلبي غبار الايام أحاول قدر الامكان ازالته من سطح القلب دون جدوى فكل شيء يرتبط من بعيد او قريب بتلك الطعنة ...اعياني البحث في كل الامكنة عن دواء يشفي او بلسم يخفف او شيئا يخفي وجعي فأرجع فاضي اليدين ويضل الجرح يرسل سهام الالم يوزعها بين الروح وشغاف القلب .. اصبح ديدني البحث واصابني مرضا ازمن في روحي وداخلي.... تتجول عيناي بين المارة في الشوارع العامة والساحات والفنادق والسيارات بين المسافرين والعائدين أتلو في داخلي اسم الذي طعنني ولا أنسى شكل السكين وحجم نصله الحاد فأنام على هدهدة الالم وأصحو صباحا على نغزة منه ...
في ليلة وأنا أضغط على ازرار الصندوق الذي بين يدي ظهرت لي سكينا لها نفس النصل المغروز في قلبي من عشرات السنين ويد هي نفس اليد الجميلة الماسكة بقبضتها ... تلك اليد الموحية للناظر انها قارورة من عسل .. اردت الصراخ ..انها نفس اليد ونفس السكين فاسكتني جرحي وخنق انفاسي المي .. وشبقيت اردد مع نفسي ..مسكين هذا القلب اسير الجرح والالم .... فتصافحنا انا وقلبي والجرح مع هذه اليد دون ان نهتم لوجود السكين .. وقادتني وسرت معها دون ان اعرف اين نهايتنا وفعلا فقد نام الجرح وهدأ الالم لشهر او اكثر من الايام ... لكن هاجسا كان يوميء لنفسي احذر فمن طعنك مرة لا يهمه ان يطعنك مرات ... احذر ....احذر....
كان الليل ، من بدايته حتى بعد منتصفه ، تملأ دقائقه احاديث الحب والذكريات فيمحو كل اثار الماضي ويرسم اقمارا وورودا على شغاف القلب ويهدهد روحي بانغام قدسية فانام غارقا باحلام وردية واصحو مبتهجا فرحا مسرورا .. اردد مع نفسي مظلوما كان حبيبي فالسكين كان يحملها غيره والطعنة جاءت من غيره لم يكن هو الجاني بل كان يشبهني فهو المطعون مثلي... ومثلي يعاني ويشرب عصارة المه ونزيف جرحه ... ليس بيدي انها طيبة قلبي وصفاء روحي ونقاوة سريرتي صدقته والمني حزنه الذي يدعيه وفكرت ان امنحه روحي قبل جسدي وهي الهائمة في حبه التائهة في عشقه الحالمة في عطفه ... وكان الذي كان وحصل ما حصل.... ففي ليلة كنت وحيدا مع القمر انتظر اطلالة الحروف . تلقفت اولها بلهفة فاحسست بحرقة في نظري ، تجاهلت ، لكن السهم الاول ذكرني بالطعنة الاولى ... بالامس قال ليس بايدينا ، فلنفترق ونبقى اصدقاء . واليوم لنفترق وصداقتنا ستبقى !!! حاولت ان اشيح بوجهي ، وان لا اسمع ، او ارى ، ان ابعد نصل السكين عني ، لكني تفاجئت به مغروزا بين الاضلاع ويدٌ باظافرها تنهش حافات الجرح القديم وتبصق ملحا في داخله ..........








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عام على رحيل مصطفى درويش.. آخر ما قاله الفنان الراحل


.. أفلام رسوم متحركة للأطفال بمخيمات النزوح في قطاع غزة




.. أبطال السرب يشاهدون الفيلم مع أسرهم بعد طرحه فى السينمات


.. تفاعلكم | أغاني وحوار مع الفنانة كنزة مرسلي




.. مرضي الخَمعلي: سباقات الهجن تدعم السياحة الثقافية سواء بشكل