الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الإنتخابات المقبلة : فرصة كبيرة للتغيير قد لا تتكرّر

عبد الرزاق السويراوي

2013 / 12 / 17
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


الأزمة السياسية الحالية أشبه بسفينة تمخر عباب بحر هائج وعلى سطحها الشعب العراقي وكأنه إستسلم لقدرٍ بات يراه شبه محتوم , هو, أنْ لا بصيصَ أملٍ يُرتجى من وصول هذه السفينة لبرّ الأمان سالمة معافاة بأهلها .. وليس هذا التوصيف نوعا من التشائم بقدر ما هو حقيقة ماثلة للعيان وفق كل المعطيات الواقعية .ولعلّ الإحساس ببارقة الأملِ بتحسّن الأوضاع يبدو ضعيفا , إذا ما إستمرت هيمنة الكتل السياسية ذاتها بزعاماتها وساستها حيث النفوذ المالي والسياسي على الشارع العراقي وعلى المرافق المهمة في الدولة , بما يؤمّن لهذه الزعامات إزاحة الأصوات التي يمكن أن تشكّل رقما جديدا وفاعلا في معادلة الحراك السياسي المقبل ومجمل العملية السياسية .. ومع ذلك , هذا لا يعني أن الخروج من الأزمة وحلحلتها بات معدوما , فأحد العوامل المهمة التي يمكن أن تغير الكثير من المعادلات بإتجاه الإصلاح السياسي هي في حوزة ملفات هذه الكتل السياسية ولكنها أركنتها جانبا وإشتغلتْ بل راهنت على ملفات ساخنة بديلة ترتكز على الأنانية السياسية والمصالح الشخصية الضيقة كونها تتيح لهم البقاء لفترة أطول في الجلوس على الواجهة وبيدها أزمّة الإمور . و في ضوء كل هذه التداعيات الخطيرة تبرز مجموعة مهمة من التساؤلات التي ما تنفك عن الذهنية العامة وأيضا لدى منْ تؤرقهم مصلحة العراق وشعبه , هذا البلد الغني / الفقير : منها , إذا كانتْ الإرادة السياسية لبعض الساسة الحاليين مشلولة ومتواضعة نتيجة لولاءات معينة , ولا تؤهّلهم للسير بالبلد نحو مستقبل يليق به كبلد عريق فكيف السبيل لإستبدال منْ هو بهذا المستوى من محدودية الأداء السياسي الناجح ؟؟ ونحن نعلم أنْ سلطة المال بيد الكثير منهم والتي ستحسم أمر صناديق الإقتراع الإنتخابي طالما أنّ شعبنا لم يصل بعد مستوى النضج في ثقافة الإنتخاب الذي يلبي الطموح المنشود ؟؟ أمّا إذا كان معظم الساسة مؤهلين لقيادة العملية السياسية ولكن إغراءات الكرسي والمناصب تحتل الأولوية في قاموسهم السياسي , بحيث جعلتهم على ما هم عليه الآن من تناحر وتقاطع خطير , فالمصيبة بالتأكيد هي أعظم .. ولكن مع كل ذلك هناك في فن السياسة ما يأتي أحيانا بكل جديد فيغيّر من موازين القوى السياسية ليبرز شرائح جديدة ربما هي في طور التبرعم داخل هذا الأتون من الأزمات فيعدّل من مسار العمل السياسي ويتساوق مع الطموحات العامة والمكبوتة في الذهنية العراقية .. ولا ننسى هنا دور الشعب ذاته في ذلك وايضا دور النخب الحقيقية المهمة والتي هي الآن شبه مهمشة لكنها لم تستسلم كليا للواقع السياسي الحالي البائس والتي يمكن التعويل ُ عليها في الدورة الانتخابية الجديدة التي باتت على الأبواب .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حماس: تلقينا رد إسرائيل على موقفنا حول وقف إطلاق النار وسندر


.. كارثة غزة بالأرقام.. ورفع الأنقاض سيستغرق 14 عاما | #سوشال_س




.. قوات النيتو تنفذ مناورات عسكرية متعددة الجنسيات في سلوفاكيا


.. طلاب جامعة كاليفورنيا الأمريكية يقيمون مخيم اعتصام داخل حرم




.. رئيس سابق للموساد: حماس متمسكة بمطالبها ومواقفها ?نها تحررت