الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


دورنا داخل الإطارات الجماهيرية (المغرب)

حسن أحراث

2013 / 12 / 17
مواضيع وابحاث سياسية


دورنا داخل الإطارات الجماهيرية!

لا تخفى أهمية الفعل النضالي داخل الإطارات الجماهيرية، وليس المقصود طبعا الإطارات الهشة أو الفارغة. لأن المحدد الأساسي للانخراط في إطار جماهيري معين، بما يعنيه ذلك من مسؤولية نضالية، هو وجود قاعدة عريضة مستهدفة بفعلنا النضالي. وألح هنا، ومن موقع التجربة المريرة، على أن التأثير المطلوب داخل إطار جماهيري، كان نقابة أم جمعية، كان ديمقراطيا أم بيروقراطيا، لن يتأتى للمناضلين كأفراد، أو حتى كجماعات إذا كانت غير منسجمة في تصوراتها وأهدافها ومحدودة العدد، إلا ناذرا وفي ظل شروط خاصة/استثنائية. ففي عموم أو كثير من الحالات، تكون تضحيات المناضل الفرد، رغما عنه وعن رمزيته وبقوة الواقع، بنزينا في محركات الأطراف السياسية المنظمة (على علاتها).
إن التحدي المفروض داخل الإطارات الجماهيرية يتمثل في أن تكون منظما. وأكثر من ذلك، أن تكون منظما تنظيما محكما. وفي هذه الحال فقط، يبدأ الحديث عن موازين القوى وعن مدى القدرة على صنع التفوق أو التوجيه في أجواء الحسابات والحسابات المضادة، بما في ذلك المناورة والتوافقات الفجة والطعن من الخلف والضرب تحت الحزام، بل والغدر واللجوء الى الأجهزة القمعية والاستنجاد/الاستقواء بها.. ولا يمكن استبعاد، الى جانب المصالح الطبقية المتناقضة، وجود عملاء النظام المندسة داخل الإطارات الجماهيرية (أفرادا أو تنظيمات) التي يهمها إضعاف الأطراف المناضلة، وخاصة المزعجة، وإقصائها..
وفي ظل هذا الوضع المتردي الذي يبرز شراسة القمع ومستوى تخلف الحياة السياسية ويسلط الضوء على واقع الصراع الطبقي ببلادنا، نجد أنفسنا أمام خيارات محدودة وضرورية، وأهمها:
- رسم خريطة الأولويات (العمل النقابي أولا...) اعتمادا على مرجعيتنا الفكرية وتصورنا السياسي والإيديولوجي؛
- تحديد الأهداف المرحلية والآفاق الإستراتيجية؛
- تقييم الوضع الذاتي وإعداد آليات وخطط العمل المناسبة؛
- مد جسور التحالف والتنسيق مع من يتقاسم نفس المعاناة وتحدوه نفس الرغبة في التغيير الجذري...
وكيفما كانت قوتنا أو نتائج معاركنا ضد القيادات البيروقراطية وباقي المتواطئين، سياسيا ونقابيا وحتى جمعويا، يفرض علينا الواجب النضالي والأخلاقي أيضا فضح كل المؤامرات التي حيكت أو تحاك في السر والعلن ضد شعبنا وضد الطبقة العاملة بالدرجة الأولى.. ولن يكون سكوتنا سوى تواطؤا مخزيا وقبولا انهزاميا بالأمر الواقع..
والخطير هو تزكية المسارات الخيانية من خلال المشاركة في الأجهزة المنبثقة عن المحطات المصنوعة (المؤتمرات مثلا أو الجموعات العامة) التي لم تحترم أبسط شروط وقواعد الديمقراطية!!
والأخطر هو مقايضة المواقف بالمقاعد في الأجهزة القيادية (مجلس وطني، لجنة إدارية، مكتب وطني، مكتب تنفيذي...) والسكوت عن الجرائم المقترفة، ومنها المساومات وإجهاض المعارك النضالية ونهب المالية وتوظيفها لربح الأصوات والموالين/العبيد...!!
وبعيدا عن التجريد والغموض، أقدم مثالين صارخين رغم اختلاف السياقات المؤطرة: المؤتمر الرابع للمنتدى المغربي من أجل الحقيقة والإنصاف (أيام 22 و23 و24 نونبر 2013) والمؤتمر الخامس للكنفدرالية الديمقراطية للشغل (أيام 29 و30 نونبر 2013). فبدل التشبث بالمواقف القوية والشعارات المبدئية تم الانشغال بالتوافقات والحصص في الأجهزة القيادية (QUOTAS). لقد كانت الفرصة مواتية سياسيا لفضح التوجهات الانتهازية وغير الديمقراطية، وبالتالي فتح المجال أمام خيارات نضالية جديدة من شأنها التأثير، ولو المحدود، في موازين القوى نقابيا وسياسيا، خاصة والظرفية السياسية الراهنة.. وهو ما قد يعطي نفسا قويا للصراع الداخلي ويفضح الأساليب الإجرامية المعتمدة من طرف "ملوك" هذه الإطارات التي شيدت بعرق ودم المناضلين وتضحياتهم..
إنها نفس تجربة المؤتمر العاشر للاتحاد المغربي للشغل سنة 2010، بتوافقات أخرى مأساوية كانت محكومة بظرفية انتقال الزعامة من اليد الحديدية للإمبراطور المحجوب بن الصديق الى اليد "الحريرية والفتية" للمريد الميلودي موخاريق (غياب الديمقراطية الداخلية، السكوت عن الوضعية المالية...)، والتي أسفرت عن نتائج كارثية، ما فتئت الطبقة العاملة والشغيلة عموما تؤدي ثمنها غاليا.
لقد بدا واضحا، والآن بالخصوص، أن أي رهان على القوى السياسية والنقابية المتورطة الى جانب النظام القائم، لن يكون إلا خاسرا.. وتستدعي المسؤولية النضالية فضح هذه القوى والعمل المنظم على تشييد وإعادة بناء مسارات جديدة قائمة على الوضوح المبدئي كركيزة أساسية لتحقيق حلم شعبنا في التحرر والانعتاق..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. دعوات متزايدة لوقف فوري لإطلاق النار في غزة بعد سقوط أكثر من


.. فرنسا: ماكرون يستعد لقبول استقالة حكومة أتال.. وماذا بعد؟




.. القناة 12 الإسرائيلية: المعارك مع حماس تدور فقط في حي تل الس


.. تراجع آمال الديمقراطيين بالفوز في الانتخابات الرئاسية بعد مح




.. شاهد | تفجير عبوة ناسفة واشتباكات بين مقاومين وقوات الاحتلال