الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ماذا جرى و يجري في محافظة لحج من جمهورية موزمبيق يا مالكي ؟

عامر الدلوي

2013 / 12 / 17
كتابات ساخرة


أحد المواطنين من محافظة لحج اليمنية الواقعة شرق شمال جمهورية موزامبيق الديمقراطية الشعبية .. ساء حظه فدلاه على الإشتغال في مجال المقاولات .. وبعد أن أشتغل وأنجز أولى مقاولاته بأمانة وإخلاص مقرون بالنجاح .. قرر مجلس المحافظة المنتخب ديمقراطيا ً وفق دستور الموزامبيق الذي تنص ديباجته على إن جمهورية موزامبيق دولة دينها الرسمي الأسلام والذي أعتبر الأسلام أحد مصادر التشريع ولا يجوز سن قوانين تتعارض مع أحكامه وفي نفس الوقت نصت قنبلة أخرى ( عفوا فقرة أخرى ) من نفس المادة على عدم سن قوانين تتعارض مع مبادئ الديمقراطية , قرر المجلس منحه المزيد من المقاولات و التي تحسن على أثرها وضعه المادي بعض الشيء .
و كأي مواطن آخر من مواطني الجمهورية , و لكونه من دين آخر غير دين الجمهورية بعد إنتخابات 2005 و 2010 فقد ركبه الظن الجيد بالحكومة الأمر الذي جعله يذهب للكنيسة بأنتظام كل أحد , و هو تقي ورع يخشى الله بشكل تام وكامل , يحضر كل قداس ولا يشرب و لا يدخن , ويعود مع غروب الشمس من كل يوم ليجلس مع زوجته وولديه , يتفرج على التلفزيون , ويقضي الليل معهم في أحاديث مرحة يتندرون بها .
في ليلة من ليالي شهر آب المنصرم وبينا هو في البيت مع أولاده .. إذا بشخصين يعبران سياج المنزل و هما يرتديان زي الشرطة الموزمبيقية و على وجوههما أقنعة سوداء ويحملان مسدسات بكاتم صوت ويقتحمان المنزل عنوة بعد أن كسرا الباب الداخلي , وتقدما نحوه في محاولة لسحبه من بين زوجته و أولاده .. أحد الولدين حاول دفعهما بعيدا عن والده ..لكنه تلقى طلقة من المسدس ال كاتم شاء الحظ إلا أن تكون قد مرت قريبا ً من راسه بعد أن سقط ارضا ً , و عندما نهض لم يجد والده , كان الشرطيين قد مضيا صحبته غلى حيث لا أحد يدري .
طوال آب و أيلول و أخو المقاول الأكبر , لم يترك وسيلة إلا و تشبث بها من أجل معرفة مصير أخيه , عارضا ً مبلغا ً مقداره ( دفتر باللهجة العراقية ) عشرة آلاف دولار لمن يدلي بمعلومة عن مكان تواجد أخيه , بعد أن أستنفذ كل معارفه و أصدقائه وإتصالاته دون جدوى , عرض عليه صديق و جار لديه تقديم المساعدة عن طريق قريب له يعمل في جهاز مكافحة الأرهاب الموزمبيقي , وحدة من وحداته التي مقرها مطار اللد , في تل أبيب .
أتصل الجار بقريبه الذي بحث في حاسبات الجهاز بين أسماء المعتقلين لديهم فلم يجد شيئا ً يقوده لمعرفة مصير الرجل , عندها أقترح على قريبه البحث في أربعة مكانات خاصة برئيس الوزراء , الفرقة الذهبية و مقرها مطار العريش في مصر , وقوات سوات و مقرها المنطقة الدولية في كرادة مريم ببغداد , و لواء هراري الذي يأتمر بأمرة رئيس الوزراء مباشرة و مقره في مطار كييف بأوكرانيا .
يأس الجار و أخ المفقود بعد شهر تشرين الأول من البحث غير المجدي و فوضوا أمرهم إلى الله الواحد القهار , سافر الجار في بعض شأنه ولم يعد إلى محافظة لحج اليمنية الواقعة شرق شمال موزامبيق إلا بعد منتصف شهر تشرين الثاني , وبعد أن ارتاح ليومين قرر الذهاب لجاره لسؤاله عن مصير أخيه المفقود , فإذا به يجده مستبشرا ً بالعثور على أخيه محتجزا في مقر لواء هراري الواقع في مطار كييف بأوكرانيا و متهما ً وفق المادة 4 أرهاب من قانون مكافحة الإرهاب الذي اصدرته الحكومة الموزمبيقية بعد موافقة البرلمان عليه .
و رغم الإستبشار كانت هناك علامات حزن بادية على وجه الأخ , تسائل عنها صديقه و جاره بأستغراب , فإذا بالرجل ينطلق مكملا ً حديثه , يطلبون ( عشر دفاتر ) مقابل إسقاط التهمة وإخلاء سبيله دون المرور بالمحاكم .
أسقط في يد الجار فهو قد سمع الكثير من القصص حول مواضيع كهذه من قريبه , و كيف إن الغارات الليلية لقوات رئيس الوزراء لا تستهدف إلا الأبرياء من الميسورين من سكان محافظة لحج حيث يجري بعد ذلك مساومة أهلهم على دفع المبالغ المطلوبة مقابل إخلاء سبيلهم , و مما سمع أيضا ً إن اللذين يرسلون للمحاكم ويطلب القضاة من بقية الشرفاء في هذا السلك إطلاق سراحهم لعدم كفاية الأدلة , لا يطلق سراحهم إلا بعد أن يتصل شرطة من المركز بذويهم اللذين لا يعلمون شيئا ً عن إحالة أولادهم للمحكمة , طالبين دفع ( دفتر ) من الدولارات وسيسلمونهم أولادهم بعد يومين , فيهرع الأهالي المساكين لإستلام أولادهم بعد أن يدفعوا المبلغ صاغرين .
عندما أجريت البحث في خرائط العم ( جوجل ) عن جمهورية موزمبيق ظهرت خارطتها مكتوب عليها ( جمهورية العراق ) و ( لحج ) محافظة فيها تقع شرق شمال بغداد يا أبا حمودي , و مطار كييف كان مكتوب عليه ( مطار صدام الدولي ) إذ كما يبدو إن العم ( جوجل ) لم يحدث بياناته لدى المفوضية المستقلة للإنتخابات في العراق حتى يتمكن من التصويت لك لضمان فوزك بالولاية الثالثة بعد أن نهره أحد المفوضين متعللا ً بإنتهاء مدة التحديث و المقر على خريطة جوجل هو لفرقتك الذهبية والرجل معتقل لديها و ضباطها يطالبون بهذا المبلغ من أجل إعادته لأهله , إذ إنه الآن بحكم المختطف واجب دفع الفدية , لأنهم ليس لديهم تهمة ضده , إذن هم عصابة , و أنت العراب لكل هذه العصابات .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فيلم السرب يتخطى 8 ملايين جنيه في شباك التذاكر خلال 4 أيام ع


.. الفنان محمد عبده يكشف عبر برنامج -تفاعلكم- أنه يتلقى الكيماو




.. حوار من المسافة صفر | الفنان نداء ابو مراد | 2024-05-05


.. الشاعر كامل فرحان: الدين هو نفسه الشعر




.. جريمة صادمة في مصر.. أب وأم يدفنان ابنهما بعد تعذيبه بالضرب