الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ناقة أبن يقطين وذئاب الرياء

محسن لفته الجنابي
كاتب عراقي مستقل

(Mohsen Aljanaby)

2013 / 12 / 17
كتابات ساخرة


السباق بين العشائر والمناطق والشخوص محتدم بلغ ذروته منذ أيام
موكب (البوحمدان) رأسماله مئة مليون على حد قول الأخ أبو فاضل الحمداني ..
موكب (الجنابيين) جمعوا مئة ألف من الكبار و خمسين من الشباب و خمسة وعشرين ممن أعمارهم اقل من العشرين والأفراد بالآلاف (وعدكم الحساب) فلايعرف رأسماله الا الله و أبو محمد مدير الأدارة و المسواق ..
موكب (القريشيين) تحالف مع موكب (الجميليين) وكانا الأكثر عطاءاً بالمفطح و الطبيخ و اللحوم أشكال وألوان حتى أن المعازيب (ليس فقط الزوار) من المناطق المجاورة تحملوا العناء ليتغدّوا هناك وهنا الكلام لأبو أحمد القريشي رعاه الله ..
موكب (الجبور) جلبوا لحوم بعران وموكب (الخوالد) تفنن بالهبيط فكان الأكثر جذباً للزوار , هنا المصدر الأخ (فيصل وفهد على التوالي ومن دون موازاة ) ..
وعذرا لبقية المواكب التي لم يرد ذكرها فالطرق مسدودة و الأخبار تردنا عن طريق الزاجل والراجلين بعد منع مرور السيارات , لكن الخبر اليقين أن الأموال المخصصة طوعاً للمواكب تتجاوز مئات المليارات لمدينة واحدة في العراق
هكذا يبذل الناس عندنا أموالهم في خدمة زوار أبا عبد الله , سلاماً عليه ومَن والاه , والموالين هم الخالصين في النوايا دون رياء
كل ذلك حصل ويحصل في تزامن مع مشهد يومي :
أبن (جاسم) في الخامسة من عمره وصل الى شفا الموت وأزرق لونه مرميّاً في فراشه منذ أيام , والده متعفف خجول لايملك أجرة الطبيب فأخذه الى مضمّد وخلط له بعض (الأبر) فكاد عزرائيل أن يقطف روحه الرقيقة لولا مساعدة بعض الجيران الذين جمعوا له مبلغاً ليأخذه أبوه الكتوم الى أحد الأطباء
همس لي رفيقي بأن تلك المرأة ( كان يشير الى أمراة منقبة في منتصف العمر ) زوجة المرحوم فلان (الذي نعرفه كلانا أغتيل قبل سنوات وترك سبعة أطفال كبيرهم أبن الثالثة عشر) كانت تحمل كيساً تملأه بما بقي من فضلات الطعام
الشوارع في أغلب المناطق بائسة قذرة مليئة بـ (الخيسة) و سدّات التراب و المجاري مابين معدوم ومسدود مليء بالأوحال
المدارس تبكي على نظافة وأنارة و صفوف و رحلات بعضها أقرب الى بيت للأشباح
المستشفيات شبه متروكه بعد أن يئس منها الناس ليتخندقوا متصارعين على (رقم قريب) أمام عيادات الأطباء
الثقة بين الناس أهتزت و تضعضعت وهي بأمّس الحاجة الى أعادة بناء
أغرب ماسمعت من أحد الشيوخ حين قال :
الرياء بكل أشكاله يتحول الى أجر وحسنات وثواب في مثل تلك المناسبات
- تحچي صدكَ مولاي ؟ مسكين آخر يتصور نفسه المالك الوحيد لصكوك الجنة والموالاة و الغفران
جعلني أخرج من طوري لأرد عليه وأقول بنبرة سمعها الجميع :
أليس الأجدر أن تبذل تلك الأموال من أجل الأنقاذ والأصلاح بدل أن يرمى الزاد على قارعة الطريق لا تمسسه الأيدي بسبب الوفرة الأنفلاقية للأموال التي أحيلت الى طعام لاتأكله الناس بعد أن شبعت منه حتى الكلاب حد الأنتخام فيما الأيتام يتحسرون على الخبز و التمر و رأس البصل و قطعة من جبن المثلثات, كم فتاة ننقذها من السقوط وكم شاب نبعده عن الأجرام وكم من المرضى يتغير مصيرهم الحتمي بالهلاك لينعموا معافين بما تبقى من الحياة , وكم من الأرامل نبني لها بيوتاً بدل الذل في الأيجار و كم من الأطفال نوّفر لهم فرصة في التعليم و العمل المفيد , وكم وكم حتى قطع النفس ... يامولاي
أليس الأجدى أن تتوحد الجموع مع أموالها ليقوموا بحملات منظمة في دعم الفقراء المحتاجين للأنقاذ والتنظيف و زراعة الأمل كما أشجار النخيل لتعطي ثمارها ولو بعد حين بأصلاح المجتمع بنشر ثقافة التكافل والمحبة والعدل والمساواة
نحن نحترم كل العقائد في التقرب من الله على أن تراعي الأولويات وتدحض الأقرب من الأخطار فتكون أعظم و أكبر حين تتماشى مع خدمة الناس و البلد الذي حملنا الله مسؤوليته لنكون خلايا أنسانية للبناء و الوفاء ليكون جنة بديلة عن الجنة التي نزل منها أبونا آدم فتلك الحقيقة الأخيرة خلاصة الجدوى الشاملة لمفهوم الحياة تجعلنا أثقل سكان العالم بما ألقي علينا من واجبات بمجرد أن نتطلع واقعنا بحرص في أقصى درجاته لنؤسس لثقافة المباديء الصحيحة الصادقة , بمجرد تطبيقها نكون في عين أهداف الحسين الذي أراد للناس أن يكونوا أحراراً ينتصرون على أنفسهم أمام كل المغريات فهو الثائر ضد الأباطرة و آلهة النفاق لم يكترث يوماً الى مال أو طعام , لم يردهم طبقات يستولي القوي منهم على مقدرات الفقراء ليمارسوا النرجسية والمباهاة , مؤكد لايرضى عن الغارقين في وحل الأنا و الهدر و المحاباة , نأسف أن تبقى ناقة أبن يقطين تطوف وحيدة (الا ما رحم ربّي) ترثي حالنا فالوادي لازال عميقاً سحيقاً بين الأيمان وواقعنا المليء بالذئاب من شتى الأصناف أولهم المصابون بداء الرياء ..
مقبولة الزيارة للمؤمنين الحقيقيين وأودعناكم أخوان .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -أنا مع تعدد الزوجات... والقصة مش قصة شرع-... هذا ما قاله ال


.. محمود رشاد: سكربت «ا?م الدنيا 2» كان مكتوب باللغة القبطية وا




.. جائزة العين الذهبية بمهرجان -كان- تذهب لأول مرة لفيلم مصري ?


.. بالطبل والزغاريد??.. الاستوديو اتملى بهجة وفرحة لأبطال فيلم




.. الفنان #علي_جاسم ضيف حلقة الليلة من #المجهول مع الاعلامي #رو